الثلاثاء 18 مارس / مارس 2025
Close

حظر الهواتف في بعض المدارس الأميركية.. هل من نتائج إيجابية؟

حظر الهواتف في بعض المدارس الأميركية.. هل من نتائج إيجابية؟

شارك القصة

منع الهواتف في المدارس
من كاليفورنيا إلى فلوريدا حظرت نحو 76% من المدارس استخدام الهواتف - غيتي
الخط
يزداد قلق أولياء الأمور من انشغال أبنائهم عن التركيز في الصف بسبب إلهاء الهواتف المحمولة، وتسعى منظمات ومدارس رسمية إلى منع استخدام الهواتف في المدارس.

خلف الجدران الحمراء النموذجية لإحدى مدارس فيرجينيا، يُمنع هايدن جونز من استخدام هاتفه المحمول، في خطوة تندرج ضمن حركة عالمية تمتد من البرازيل إلى فرنسا، لكن الصبي البالغ 12 عامًا يهز كتفيه رافضًا الانصياع للأمر.

ويندرج قرار منع الهواتف في مدرسة مارك توين المتوسطة ضمن موجة من الإجراءات المماثلة المطبقة في الولايات المتحدة وعلى نطاق أوسع في العالم.

ومنذ بدء تنفيذ هذا المشروع التجريبي في سبتمبر/ أيلول في مدرسة مارك توين المتوسطة في ألكسندريا الأميركية، بات يتعين على هايدن جونز أن يضع هاتفه في كيس مغناطيسي مقفل صباح كل يوم حتى نهاية الدوام المدرسي.

"حِيَلٌ وهواتف مزيّفة"

ويقول المراهق الأشقر في أحد ممرات مدرسته: "هناك أشخاص كثيرون لا يضعون هواتفهم داخل الأكياس. في صف الرياضيات، أرى أحيانًا تلاميذ يستخدمون هواتفهم".

وبحسب قوله، يخدع عدد من زملائه الجميع ويضعون "هواتف مزيفة" في جيوبهم. ويستطرد: "بصراحة، إنّ هذه الخطوة لا تغيّر الكثير، فالأكياس تضيف الكثير من المسؤولية"، لكنّه يعترف بأن هذا النظام يساهم في "عدم تشتيت انتباه التلاميذ بهواتفهم".

منع الهواتف في المدارس
يؤيد 90 بالمئة من أعضاء الرابطة الوطنية للتعليم في أميركا سياسات حظر الهواتف في الصفوف - غيتي

ويعتقد مؤيدو الحظر أنه يجعل التلاميذ يركزون ويتواصلون بشكل أفضل. لكنّ آخرين يخشون أن يؤدي ذلك إلى عزلهم عن العالم الرقمي الذي عليهم الاستعداد له حتما.

وفي مدرسة ألكسندريا المتوسطة، يؤكد المراهق هايدن جونز أن الحظر لم يغير علاقته بهاتفه، ولا يزال يستخدمه للألعاب وتصفح مواقع التواصل الاجتماعي ومشاهدة مقاطع الفيديو عبر منصة يوتيوب.

ويقول: "مشكلته الوحيدة أنه يزن طنًّا في جيبي".

الاستخدام المُفْرط والأمراض النفسية

ويؤكد مدير مدرسة ألكسندريا الإعدادية ماثيو ماو صعوبة تنفيذ الإجراء وإقناع الطلاب به. ويتابع ماو أن غالبية الأطفال الذين يحوزون هواتف لا يحبون هذا الإجراء، رغم احترامهم له، مضيفًا: "لكن عندما تتعمقون في الحديث معهم، يعترفون أنّ ذلك يساعدهم في مواصلة التركيز".

وبحسب المدير، فقد ساعد منع الهواتف في تقليل عوامل التشتيت في الصف، والتنمر الإلكتروني.

وتؤكد مجموعة من الأبحاث أن الاستخدام المفرط لوسائل التواصل الاجتماعي يزيد من احتمال الإصابة بالأمراض النفسية مثل القلق والاكتئاب لدى الشباب.

وتشير الجمعيات باستمرار إلى هذه الدراسات لتبرير قرار منع الهواتف المحمولة، وهو إجراء يخضع لإجماع سياسي نادر في بلد منقسم بشدة.

ويدعم المعلمون هذه القيود على نطاق واسع، إذ تقول الرابطة الوطنية للتعليم إن 90% من أعضائها يؤيدون سياسات حظر الهواتف في الصفوف.

"الحظر ليس حلًا"

وتقول سابين بولاك، المشاركة في تأسيس حركة "فون فري سكولز"، إنّ "المشكلة الأكبر هي أن الأطفال ليسوا في مرحلة من التطور تمكّنهم من التعامل مع هذا النوع من التكنولوجيا التي نتحدث عنها".

ولكنّ آخرين، على غرار كيري رودريغيز، وهي رئيسة لجنة أهل في أحد المدارس، يعتقدون أن "الحل لا يكمن في المنع".

وتعتبر رودريغيز أنّ الجهود المبذولة لحظر الهواتف تذكّر بـ"تعليم الأطفال الامتناع عن ممارسة الجنس: فعدم تثقيف الأطفال بشكل صحيح حول القضايا المعقدة، وفي هذه الحالة الجنس، قد فشل في الماضي".

وتؤكد: "هذا القرار ليس فعّالًا، وبصراحة غبي. ما يتعين علينا القيام به هو تزويد أطفالنا بالمعلومات والمهارات والاستراتيجيات التي سيحتاجون إليها لاستخدام العالم الرقمي".

ومن كاليفورنيا الليبرالية إلى فلوريدا المحافظة، حظرت نحو 76% من المدارس الرسمية استخدام الهواتف بطريقة أو بأخرى، وفق أحدث الأرقام الرسمية الصادرة عام 2024.

تابع القراءة

المصادر

أ ف ب