الخميس 28 مارس / مارس 2024

حفاضات مؤقتة ومسنّون جرحى.. لمحات عن الحياة البائسة في سراديب آزوفستال

حفاضات مؤقتة ومسنّون جرحى.. لمحات عن الحياة البائسة في سراديب آزوفستال

Changed

مراسل "العربي" يتحدث عن القصف الروسي الأخير على مصنع "آزوفستال" في ماريوبول (الصورة: تويتر)
يتحدّث المدنيون عن قلّة الطعام، وحاجتهم لمغادرة الأقبية المليئة بالرطوبة، حيث إن بعضهم لم ير الشمس منذ أكثر من شهر، خلال الهجوم الروسي على أوكرانيا.

طفل يرتدي حفاضات مؤقتة مصنوعة من شريط وأكياس بلاستيكية، نائم في غرفة رطبة ومتعفنة؛ امرأة مسنة مع ضمادة على رأسها وترتدي سترة لعمال مصنع الصلب، وهي ترتجف؛ أطفال يطلبون العودة إلى المنزل، ورؤية أشعة الشمس؛ هذه المشاهد هي مقتطفات من فيديو جديد صوّرته "كتيبة أزوف" الأوكرانية، ويرصد معاناة المدنيين المتحصّنين في مصنع آزوفستال في ماريوبول جنوب شرق أوكرانيا.

ويتحدّث المدنيون عن قلّة الطعام، وحاجتهم لمغادرة الأقبية المليئة بالرطوبة، حيث إن بعضهم لم ير الشمس منذ أكثر من شهر، خلال الهجوم الروسي على أوكرانيا.

واعتبرت صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية أنه مع عدم توفر خدمة الهاتف المحمول، أو الكهرباء، أو الوصول إلى الإنترنت تقريبًا، تقدم مقاطع الفيديو التي تنشرها كتيبة "آزوف" ما يمكن أن يكون بعض اللمحات الوحيدة عن الحياة في مصنع الصلب.

وأوضح فاديم بويشينكو، رئيس بلدية ماريوبول، أن الإمدادات داخل المصنع انخفضت بشدة، مضيفًا أنها "ليست مسألة أيام ، إنها مسألة ساعات".

وقال: "إذا كانت ماريوبول هي الجحيم، فإن الوضع في آزوفستال أسوأ".

وأشار نائب قائد "كتيبة أزوف" المتمركزة في المصنع، النقيب سفياتوسلاف بالامار، للصحيفة: "إننا نصوّر مقاطع الفيديو هذه للفت الانتباه إلى حقيقة وجودهم (المدنيين) في المصنع، وحتى لا يقول العدو إنه لا يوجد مدنيين هنا، ولتسليط الضوء على ضرورة إجلائهم".

مقاطع مؤثرة

ومنذ 18 أبريل/ نيسان الحالي، أصدرت "كتيبة آزوف" العديد من مقاطع الفيديو التي تركّز على المدنيين الذين يقولون إنهم محاصرون في مصنع آزوفستال، ويظهر معظمهم من النساء والأطفال.

وقالت إحدى الأمهات وهي تحمل طفلها الصغير، في مقطع فيديو نُشر في 24 أبريل، عندما كانت أوكرانيا تحتفل بعيد الفصح الأرثوذكسي: "أريد أن يساعدنا كل من يشاهد هذا الفيديو في إنشاء هذا الممر الإنساني، لمساعدتنا على المغادرة بأمان. وعلى قيد الحياة. المدنيين والجنود".

بعد ذلك بيومين، قامت الكتيبة بتحميل مقطع فيديو لما قالت إنه عواقب الضربات الروسية على مستشفى ميداني داخل آزوفستال. وأظهرت اللقطات حوالي عشرين شخصًا بضمادات داخل غرفة خافتة الضوء. بينما يحفر رجل بين الأنقاض بحثًا عن ضحايا.

وقال ميخائيل فيرشينين، رئيس شرطة الدوريات الإقليمية في دونيتسك، في تسجيل صوتي من داخل المصنع: "تم الهجوم على المنطقة التي تضمّ الجرحى الخطيرين. الناس مدفونون تحت الأنقاض، بعضهم مات".

بدوره، قال قائد في كتيبة "آزوف" سيرهي فولينا، في مقطع فيديو تم تحميله يوم الأربعاء من داخل المصنع: "لقد تم محو المدينة (ماريوبول) عمليًا". وفي نداء مدته ثلاث دقائق، قال: إن أكثر من 600 جندي مصاب، إلى جانب "مئات المدنيين وعشرات الأطفال" سوف يموتون إذا تعذّر تنظيم ممر إنساني.

وأضاف: "أرجوكم أنقذوا مدينة ماريوبول. الناس يموتون هناك ببساطة".

وتعتبر روسيا الاستيلاء على مدينة ماريوبول الساحلية أمرًا حاسمًا لتحقيق هدفها المتمثل في تأمين جسر بري يربط شبه جزيرة القرم بإقليم دونباس الذي تسعى للسيطرة عليه.

وأمر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قواته بمحاصرة المصنع الذي يتحصّن به أوكرانيون رفضوا إنذارًا سابقًا بالاستسلام أو الموت.

وقالت أوكرانيا: إن بوتين يريد تجنب أي اشتباك نهائي مع قواتها في ماريوبول، حيث تنقصه القوات اللازمة لهزيمتها. لكن مسؤولين أوكرانيين طلبوا بدورهم مساعدة لإجلاء المدنيين والجنود المصابين.

المصادر:
العربي - ترجمات

شارك القصة

تابع القراءة