أحالت النيابة العامة في الأرجنتين، أمس الأربعاء، أفراد الطاقم الطبي الذي أشرف على علاج أسطورة كرة القدم دييغو مارادونا، إلى المحاكمة بتهمة القتل عبر الإهمال.
وقالت النيابة في بوينوس أيرس في بيان: إن "الإغفال" وسوء المعاملة من قبل 8 أفراد من الطاقم الطبي، أدت إلى وضع مارادونا في "حالة من العجز"، ليُترك "لمصيره" خلال عملية شفائه في منزله.
وتقدم المدعون الأربعة إلى المحكمة بموجز، بلغت صفحاته 378 صفحة، فندوا عبرها القضية التي أثارت الرأي العام الأرجنتيني، وذكروا خلاله أن المتهمين كانوا "مسؤولين عن عملية شفاء منزلي ناقصة ومتهوّرة"، وارتكبوا "سلسلة ارتجالات، بالإضافة لأخطاء في إدارة الحالة".
وفي 25 نوفمبر/ تشرين الثاني 2020، توفي مارادونا على سريره الطبي شمالي العاصمة الأرجنتينية، بعد أزمة قلبية واضطراب في الجهاز التنفسي، بعد أن خضع لجراحة في رأسه.
“قتل غير متعمد“.. هل تسبب طبيب #مارادونا في وفاته؟#أنا_العربي @AnaAlarabytv pic.twitter.com/A21rOetZ1R
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) November 30, 2020
"تحمل العذاب"
وكان تقرير مؤلف من 70 صفحة أشار في مايو/ أيار 2021، إلى أن اللجنة الطبية المكلّفة بالتحقيق في الساعات الأخيرة للنجم الأرجنتيني، حدّدت أن مارادونا "بدأ يموت قبل 12 ساعة على الأقل" من وفاته، وتحمل "فترة من العذاب الطويل"، بعد خضوعه لجراحة في الدماغ إثر جلطة دموية.
وتعتبر التحقيقات أن المسؤولين عن صحة اللاعب التاريخي كانا، طبيب الأعصاب والعائلة ليوبولدو لوكي، والطبيبة النفسية أغوستينا كوساتشوف، اللذين خضعا لتحقيق مطول.
وشملت لائحة الاتهام كذلك المعالج النفسي كارلوس دياس، والمنسقة الطبية نانسي فورليني، ومنسق التمريض ماريانو بيرّوني، بالإضافة للممرضين ريكاردو ألميرون، ودايانا مدريد، والطبيب السريري بيدرو بابلو دي سبانا.
وسيواجه هؤلاء تهمة بالقتل بسبب الإهمال، التي قد تعرضهم لعقوبة السجن لمدة تتراوح بين 8 و25 عامًا.
ونقلت وكالة الأنباء الرسمية تيلام، أن التقرير تضمن سلسلة من الرسائل الصوتية التي تظهر أن الفريق الطبي كان على علم بأن مارادونا يستخدم الكحول والأدوية النفسية ومخدر الماريغوانا في الأشهر الأخيرة من حياته.
تسجيلات مسرّبة للأيام الأخيرة قبل وفاة الأسطورة الأرجنتيني.. هل تورّط طبيب #مارادونا؟ #أنا_العربي @AnaAlarabytv pic.twitter.com/Oa0pLdZzwz
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) February 6, 2021
وساهم فريق طبي انتدبه الادعاء العام في التحقيقات، مستنتجًا أن "علامات الخطر على الحياة" التي أظهرها مارادونا تم تجاهلها، وأن رعايته في أسابيعه الأخيرة "شابتها نواقص ومخالفات".
الجملة الأولى في التقرير
ويعد طلب الادعاء العام بمثابة مرافعة رسمية، سيتعيّن على المتهمين تقديم دفوعهم بعدها، والتي قد تصل إلى طلب ردّ الدعوى. ويمكن بعد ذلك رفع القضية إلى محكمة سان إيسيدرو في الضاحية الشمالية لبوينوس أيرس.
واستغرق التحقيق 504 أيام، ومن المتوقع أن تبدأ المحاكمة بحال رفض القاضي الأساسي الدفوع بين نهاية عام 2023 وبداية عام 2024، وستستمر لعدة أشهر.
ومع نهاية التحقيقات، تخطى عدد صفحات الملف الأساسي الـ4000 صفحة حملت شهادات واستفسارات ودراسات طبية ومحادثات هاتفية.
وسيتعين على القاضي الأرجنتيني أورلاندو دياز، دراسة الملف الذي انتهى العمل به نهاية العام الماضي. لكن تدابير اختبار وطلبات مختلفة تقدمت بها الأطراف المعنية في التحقيق أدت إلى تأخر تقديمه.
وذكرت وسائل إعلام محلية، أن الصفحات الأولى للملف، حملت استنتاج الادعاء العام، قبل تفكيك كل دليل من الأدلة. وجاء في بداية الملف: "نجد أنفسنا اليوم، بعد أكثر من عام على وفاة مارادونا، في وضع يسمح لنا بتأكيد أن الأشخاص الواردين في هذا الطلب المذكور، يتحملون المسؤولية الجنائية في وفاة دييغو أرماندو مارادونا".