الثلاثاء 26 مارس / مارس 2024

حكومة طالبان الجديدة.. رسالة تطمين أم تحدٍ للمجتمع الدولي؟

حكومة طالبان الجديدة.. رسالة تطمين أم تحدٍ للمجتمع الدولي؟

Changed

توالت المواقف الدولية بعد إعلان حركة طالبان عن حكومتها الجديدة، وكان أبرزها للولايات المتحدة التي أكدت أنها ستحكم على الأفعال رغم القلق الذي أبدته من بعض الاسماء الموجودة في التشكيلة.

أبدت الولايات المتحدة قلقها من التشكيلة الحكومية التي أعلنتها طالبان في أفغانستان نظرًا لوجود بعض الشخصيات فيها على القوائم السوداء.

ومع ذلك فإن واشنطن تقول إنها ستحكم على هذه الحكومة بناء على أفعالها، في وقت تتجه عواصم أخرى إلى مواصلة علاقاتها الجيدة مع حكومة طالبان.

الاتحاد الأوروبي بدوره يرى أن هذه الحكومة ليست شاملة ولا تمثيلية للتنوع الإثني والديني في أفغانستان.

الصين من جهتها تبدي استعدادها لإبقاء اتصالاتها مع حكومة طالبان، وتشدد على ضرورة احترام سيادة أفغانستان ووحدة أراضيها.

أما روسيا فستراقب خوض طالبان غمار السياسية بعد غياب طويل.

"إجراءات تتناسب مع الوضع الحساس"

المتحدث باسم المكتب السياسي في حركة طالبان محمد نعيم ينفي أن تكون الحكومة الجديدة رسالة تحد لواشنطن أو لأي بلد آخر.

ويقول نعيم في حديث لـ"العربي" من الدوحة": "نحن نعرف كيف نرتب أمورنا الداخلية كبقية الدول، أما في ما يتعلق بالعلاقات الخارجية فإذا كان لأي دولة مشكلة فنحن مستعدون لمناقشة الأمور وحلها".

ويلفت إلى أن أفغانستان وتحديدًا كابل تشهد وضعًا طارئًا ولذلك كان لا بد من اتخاذ إجراءات تتناسب مع هذا الوضع الحساس.

ويشدد على أن أول التحديات هو توفير الأمن وفرص العمل للمواطنين.

وردًا على سؤال حول غياب عدد من الأطراف عن التمثيل في الحكومة يقول نعيم: "تمثيل جميع العرقيات حتى ولو كانت أقليات هو أمر لا ينطبق على العديد من الدول في العالم وحتى المتقدمة منها".

 رسائل إلى الخارج

ويرى كبير الباحثين في معهد السياسة والمجتمع محمد أبو رمان أن الحكومة جاءت لتعطي الأولوية في المرحلة الأولى للأمن، لافتًا إلى أن الحركة أرادت أن تحافظ على تماسكها وتحالفاتها وعلى المعادلة الداخلية.

ويشير في حديث لـ"العربي" من عمّان إلى أنه كان واضحًا من تصريحات الحركة أنها ترسل رسائل إلى الخارج سواء عبر تصريح زعيم الحركة الملا هبة الله أخوند زادة عندما شدد على الالتزام بالمواثيق الدولية بما لا يتعارض مع الشريعة الإسلامية، أو من خلال تصريح المتحدث باسم الحركة ذبيح الله مجاهد بأن هذه الحكومة هي لتصريف الأعمال.

ويقول  أبو رمان إن طالبان أرادت مقايضة المعادلة الداخلية بالخارج، لافتًا إلى أن الحركة أرادت القول إنها تتحرك في الداخل وفق قواعدها ولكن في الخارج تقدم الإلتزامات المطلوبة.

حكم على الأفعال لا الأقوال

المستشار في مجال الأمن القومي ديفيد بولجر يلفت إلى أن إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن ستحكم على الأفعال لا الأقوال، معتبرًا أنه هذا الأمر يمثل نهج الإدارة الأميركية في التعامل مع طالبان.

ويرى في حديث لـ"العربي" من واشنطن أن الحكومة الجديدة تسير وفق نهج طالبان القديم.

ويشدد على أنه إذا أرادت حكومة طالبان أن تحظى بالشرعية على المستوى الدولي فعليها أن تلقى القبول من المجتمع الدولي على أساس أنها تغيرت، معتبرًا أنه لم يلاحظ أي تغيير في تصرفات الحركة حتى اليوم.

المصادر:
العربي

شارك القصة

تابع القراءة
Close