تعدّ مدينة حلب بوابة للشمال السوري، وواحدة من أهم المدن في البلاد، ما يجعل من السيطرة عليها في سياق الحرب السورية المستمرة، تحولًا ميدانيًا غير عادي.
وتشكّل سيطرة المعارضة السورية على مناطق واسعة في مدينة حلب، تحولًا إستراتيجيًا كبيرًا في مسار الحرب السورية.
فالمدينة التي تداولت أطراف الصراع عليها منذ عام 2011؛ تعد عاصمة ثاني كبرى المحافظات في البلاد؛ كما أنها تقع قرب الحدود التركية، ما يجعلها حلقة وصل بين الداخل السوري والخارج.
ويمنحُها موقعها أهمية في تأمين الإمدادات ودعم العمليات العسكرية.
وتقع المدينة ضمن ما يعرف بمناطق خفض التصعيد الرابعة، التي كانت فصائل المعارضة تتوعد باستعادة السيطرة عليها.
وتدخل منطقة خفض التصعيد ضمن حدود رسمت في الجولة السادسة من مسار أستانا في سبتمبر/ أيلول 2017،وتضم محافظة إدلب، ومدينة حلب، ومعها أجزاء من أرياف حلب وحماة واللاذقية.
السيطرة على حلب
وكانت حلب قاعدة مهمة لقوات النظام منذ بداية الحرب، ثم بدأت معركة السيطرة على المدينة في منتصف يوليو/ تموز 2012.
وحققت المعارضة مكاسب سريعة، بسيطرتها على مناطق في الشمال الشرقي للمدينة وفي جنوبها وغربها، وتحولت معركة حلب إلى حرب استنزاف.
وظلت خطوط المواجهة فيها تتغير باستمرار، حتى عام 2017، حيث أصبحت حلب بالنسبة للنظام رمزًا لاستعادة السيطرة.
وفي 27 نوفمبر/ يوليو الماضي، أطلقت فصائل المعارضة، عمليةَ "ردع العدوان". وانهارت على إثرها الدفاعات النظامية سريعًا، ما سمح للفصائل بالتقدم غير المتوقع والسيطرة على أجزاء كبيرة منها.