الإثنين 20 كانون الثاني / يناير 2025
Close

حماة مسرح أسوأ المجازر في سوريا… ماذا نعرف عن المدينة الاستراتيجية؟

حماة مسرح أسوأ المجازر في سوريا… ماذا نعرف عن المدينة الاستراتيجية؟

شارك القصة

شهدت مدينة حماة أسوأ مجزرة في تاريخ البلاد في الثمانينيات-غيتي
شهدت مدينة حماة أسوأ مجزرة في تاريخ البلاد في الثمانينيات- غيتي
الخط
رغم الحقبة القاتمة من تاريخها، تشتهر حماة خصوصًا بنواعيرها الممتدة على نهر العاصي، والتي تشكل عامل الجذب الرئيسي في المدينة.

كانت مدينة حماة، رابع كبرى المدن السورية والواقعة في وسط البلاد، والتي أقر الجيش السوري الخميس بفقدان السيطرة عليها بعد تقدم فصائل المعارضة، مسرحًا لمذبحة في ثمانينيات القرن الماضي لا تزال من بين أحلك الفصول في تاريخ البلاد.

تقع حماة على بعد حوالي 210 كيلومترات شمال العاصمة السورية، وتعود أهميتها الإستراتيجية إلى موقعها بين حلب ثاني أكبر المدن السورية، والتي سيطرت عليها فصائل المعارضة في الأول من ديسمبر/ كانون الأول الحالي، ودمشق مركز ثقل سلطة نظام بشار الأسد.

يشكّل المسلمون السنّة، غالبية أبناء المدينة التي يبلغ عدد سكانها قرابة مليون نسمة، لكنها تضم أيضًا أقلية من الطائفة العلوية، التي ينتمي إليها الأسد الذي تحكم عائلته سوريا منذ أكثر من خمسة عقود.

على غرار مدن سورية أخرى، شاركت حماة في عام 2011 في الحراك الاحتجاجي ضد حكم الأسد. في ذلك الوقت، خرج مئات الآلاف من السوريين إلى شوارع حماة حيث كانت القوات الحكومية غائبة، ووصل سفراء من الولايات المتحدة وفرنسا للقاء المتظاهرين، ما أثار غضب الحكومة.

في 31 يوليو/ تموز من ذلك العام، بدأت القوات هجومًا كبيرًا على المدينة أسفر عن مقتل 139 شخصًا على الأقل، وفقًا للمعارضة.

جزّار حماة

قبل عقود على ذلك، في فبراير/ شباط 1982، شهدت المدينة حملة قمع أكثر دموية بعد انتفاضة لجماعة الإخوان المسلمين. وكانت الجماعة في ذلك الوقت تشكّل تيار المعارضة الرئيسي للرئيس حافظ الأسد، والد بشار.

في فبراير 1982، قام النظام بأعمال انتقامية وحشية في أثناء هجوم عسكري لقمع الانتفاضة في حماة، استخدمت فيه المدفعية والدبابات بذريعة مقتل كوادر من حزب البعث في المدينة.

 مكتب المدعي العام السويسري اتهم رفعت الاسد أخيراً بارتكاب جرائم قتل وحشية-غيتي
مكتب المدعي العام السويسري اتهم رفعت الاسد أخيراً بارتكاب جرائم قتل وحشية-غيتي

وتقدّر مصادر مختلفة عدد القتلى بين 10 آلاف و40 ألفًا في المدينة التي فُرض عليها حصار محكم طوال شهر تقريبًا.

وقد نفذ شقيق حافظ الأسد، رفعت الأسد، عمليات القمع بصفته رئيسًا لـ"سرايا الدفاع"، وهي قوات خاصة مسلحة تابعة للسلطات.

ولقب إثر هذه العملية بـ"جزار حماة". وفي مارس/ آذار من العام الحالي، أعلن مكتب المدعي العام السويسري أنه يتهم رفعت الأسد بـ"إصدار الأوامر بارتكاب جرائم قتل، وأعمال تعذيب، ومعاملة وحشية، واحتجازات غير قانونية".

وقال إن "جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية" المشتبه فيها ارتكبها "بصفته قائدًا لسرايا الدفاع، وقائدًا للعمليات في حماة". وأكّد أنّ هذه الجرائم وقعت "في سياق الصراع المسلح والهجوم الواسع النطاق والمنهجي الذي شن ضد سكان مدينة حماة".

نواعير حماة على "العاصي"

ورغم هذه الحقبة القاتمة من تاريخها، تشتهر حماة خصوصًا بنواعيرها الممتدة على نهر العاصي، والتي تشكل عامل الجذب الرئيسي في المدينة.

 نواعير حماة التي أدرجتها اليونسكو على قائمة التراث العالمي-غيتي
نواعير حماة التي أدرجتها اليونسكو على قائمة التراث العالمي-غيتي

وشيدت هذه النواعير في القرون الوسطى، وكانت تنقل المياه إلى حدائق المدينة وحماماتها ومساجدها وآبارها.

وأدرجتها منظمة اليونسكو على قائمة التراث العالمي للبشرية وهي تصنفها بأنها "فريدة من نوعها، ليس فقط على نهر العاصي وفي سوريا، بل على الأرجح في العالم أجمع".

تابع القراءة

المصادر

أ ف ب
تغطية خاصة