قال المبعوث الرئيس الأميركي إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف، إن حركة حماس لن تكون جزءًا من الحكم في قطاع غزة، وأنه يعتقد أن "حماس لم تكن صادقة مع الولايات المتحدة"، لافتًا إلى أن "الوقت قد حان لأن تكون كذلك".
وكان البيت الأبيض قد أكد أن إدارة الرئيس دونالد ترمب قد أجرت مباحثات مباشرة مع حركة حماس، في خطوة وصفها موقع "أكسيوس" الأميركي بأنها غير مسبوقة.
وأمس، نقلت صحيفة "يديعوت أحرونوت" عن مصادر إسرائيلية مطلعة لم تسمها، أن حكومة بنيامين نتنياهو "قلقة" من تداعيات أي اتفاق محتمل بين الولايات المتحدة وحماس.
وأضاف ويتكوف أن الرئيس الأميركي دونالد ترمب يريد من حماس إطلاق سراح الأسير الإسرائيلي الأميركي عيدان أليكسندر لإظهار جديتها، مشيرًا إلى أن "الوضع في غزة خطير".
وتطرق ويتكوف إلى إعادة إعمار غزة، قائلًا: إن "فكرة إعادة الإعمار في 5 سنوات ليست واقعية"، حسب رأيه.
"المفاوضات هي المسار الأمثل"
وفي تعليقها على المواقف الأميركية الأخيرة، قالت حركة حماس إن تهديد ترمب المتكرر للفلسطينيين يشكل دعمًا لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو للتنصل من اتفاق وقف إطلاق النار في غزة وتشديد الحصار على القطاع.
وبحسب رسالة نصية لوكالة "رويترز"، أكد المتحدث باسم حركة حماس عبد اللطيف القانوع أن "المسار الأمثل لتحرير باقي الأسرى الإسرائيليين دخول الاحتلال لمفاوضات المرحلة الثانية وإلزامه بالاتفاق الموقع برعاية الوسطاء".
بدوره، حث القيادي في حركة حماس باسم نعيم ترمب على النظر في عقد لقاء مع أسرى فلسطينيين محررين لإظهار بعض التوازن بعد أن التقى بأسرى إسرائيليين محررين.
وذكر نعيم في رسالة مفتوحة أرسلها إلى وسائل الإعلام أن هناك حاليًا حوالي 9500 فلسطيني في 23 سجنًا إسرائيليًا "محرومون من الحقوق الأساسية، ومحرومون من الزيارات العائلية، وسط تعذيب نفسي وجسدي مستمر".
وأضاف القيادي أن إسرائيل تحتجز أيضًا رفات 665 فلسطينيًا، بعضها يعود إلى الستينيات والسبعينيات.
"حماس تلتزم بالاتفاق الأصلي"
وأكد مسؤولون أمنيون مصريون لوكالة "رويترز"، أمس الخميس، أن محادثات جرت بين مبعوث ترمب وحماس وحضرها أيضًا وسطاء مصريون وقطريون.
وبحسب الوكالة، قال مسؤولان أمنيان مصريان إن حماس أصرت خلال المحادثات على الالتزام باتفاق وقف إطلاق النار الأصلي.
وأضافت أن المحادثات انتهت بشكل إيجابي وتشير إلى انتقال قريب محتمل إلى مفاوضات المرحلة الثانية من الاتفاق.
وذكر المسؤولان أن القاهرة شددت على ضرورة الحفاظ على اتفاق وقف إطلاق النار حتى نهاية الحرب، لأن ذلك من "شأنه أن يسهل تنفيذ الخطة المصرية لإعادة إعمار غزة التي أقرها القادة العرب في قمة لهم عقدت الثلاثاء".
وردًا على سؤال عن المحادثات، قال البيت الأبيض الأربعاء إن المبعوث الأميركي الخاص بشؤون الرهائن آدم بولر لديه تفويض بالتحدث مباشرة مع حماس.
وذكر مصدران مطلعان على المفاوضات أن بولر ومسؤولين من حماس اجتمعوا في الدوحة في الأسابيع القليلة الماضية ولم يتضح من قد مثل حماس.
والأربعاء، قال بيان مقتضب لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إن إسرائيل "عبرت للولايات المتحدة عن موقفها من المحادثات المباشرة مع حماس".
"عقاب جماعي"
مدافعون عن حقوق الإنسان والمقررة الخاصة للأمم المتحدة المعنية بحالة حقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية المحتلة فرانشيسكا ألبانيزي، ندّدوا بما ورد في تصريحات ترمب بشأن تحذيرات موجهة لسكان غزة. وقالوا إنه يصل لمستوى التشجيع على العقاب الجماعي وهو أمر غير قانوني بموجب القانون الدولي.
وفي مقابلة مع وكالة "رويترز"، لفت مدير منظمة هيومن رايتس ووتش في الأراضي المحتلة عمر شاكر إلى أن تصريح ترمب "يوحي أو يشير إلى أن استخدام القوة العسكرية ومعاقبة سكان غزة بالكامل سيكون مسموحًا به في ضوء القرار غير القانوني للفصائل المسلحة بمواصلة احتجاز المدنيين الإسرائيليين كرهائن"، حسب تعبيره.
ويقول الفلسطينيون إن الحصار قد يؤدي إلى مجاعة بين 2.3 مليون نسمة يعيشون وسط الأنقاض في قطاع غزة.
من جانبه، وعبر منشور على موقع للتواصل الاجتماعي الأربعاء طالب ترمب حماس "بإطلاق سراح جميع الرهائن الآن، وليس لاحقًا" بما في ذلك تسليم رفات القتلى منهم "وإلا فإن الأمر سينتهي بالنسبة لكم".
وفي المنشور ذاته، وجه ترمب رسالة إلى "شعب غزة" قائلًا: "أنتم أموات إذا استمر احتجاز رهائن في القطاع".
وردًا على تصريحات الرئيس الأميركي، قال المتحدث باسم الجناح العسكري لحركة حماس أبو عبيدة في كلمة متلفزة: "تهديدات العدو بالحرب والحصار إنها لن تحقق سوى الخيبة للعدو ولن تؤدي إلى الإفراج عن أسراه".