صعّدت قوات الاحتلال الإسرائيلي عدوانها على جنين وطولكرم واعتقلت العشرات في مختلف محافظات الضفة الغربية المحتلّة، في حين دعت حركة المقاومة الإسلامية "حماس" إلى تصعيد المقاومة بوجه الاحتلال.
وضمن العملية المستمرّة التي تدخل يومها الـ14 على التوالي في جنين، نسفت قوات الاحتلال الإسرائيلي 4 أحياء سكنية في مخيم جنين، وفجّرت مباني في حارة الدمج والحواشين ومنطقة شارع مهيوب ومحيط مسجد الأسير.
وإلى جانب عمليات النسف، واصل الاحتلال تجريف المنازل وشقّ طرق جديدة داخل المخيم، وتحويل عشرات المنازل إلى ثكنات عسكرية.
وأعلنت "سرايا القدس– كتيبة جنين"، أنّ مقاتليها فجّروا عبوة ناسفة موجّهة في آلية عسكرية إسرائيلية، بينما نعت "كتائب القسّام" الجناح العسكري لحركة "حماس" الشهيد القسّامي نور الدين شاكر السعدي الذي استشهد خلال قصف الاحتلال الحي الشرقي في مخيم جنين.
نسف منازل في جنين
وأجبر جيش الاحتلال الإسرائيلي صباح اليوم الإثنين، سكان البنايات المشرفة على مخيم جنين على إخلائها.
وتمركزت عدة آليات عسكرية إسرائيلية بالقرب من البنايات المطالبة بالإخلاء، فيما شهدت عدة مبانٍ وشقق سكنية عملية نزوح للمواطنين، بعد إنذارات الاخلاء الإسرائيلية.
وأكد رئيس بلدية جنين محمد جرار أنّ "الاجتياح الحالي لجنين هو الأكبر، ويُعتبر استنساخًا لما حدث في قطاع غزة".
وحذّر جرار في حديث إلى "التلفزيون العربي"، من أنّ المدينة ستتحوّل إلى منطقة مهجورة ومدمّرة بالكامل في حال استمرار عملية الاحتلال.
وبينما أشار إلى أنّ حجم الكارثة سيكون هائلًا في جنين في حال عدم التدخّل الدولي العاجل، أوضح أنّ 50% من أحياء المدينة لا تصلها المياه والمواد الغذائية والكهرباء بسبب الحصار الإسرائيلي.
ويُشيّع أهالي مدينة ومخيم جنين اليوم، جثامين 7 شهداء قتلتهم قوات الاحتلال الإسرائيلي خلال اقتحامها المتواصل للمدينة ومخيمها.
وخلّف العدوان الإسرائيلي المستمرّ على جنين ومخيمها 25 شهيدًا وعشرات الإصابات والاعتقالات، وعملية نزوح كبيرة طالت 15 ألف شخص.
العدوان على الفارعة وطمّون
وبالتوازي، تُواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي عدوانها العسكري وحصارها على مخيم الفارعة وبلدة طمون جنوب طوباس لليوم الثاني على التوالي.
وقال رئيس بلدية طمون ناجح بني عودة إنّ "جرّافات الاحتلال دمّرت نحو 3 كيلو مترات من شوارع البلدة بما فيها البنية التحتية، كما أجبرت قوات الاحتلال 12 عائلة إلى النزوح من منازلها وحوّلها لثكنات عسكرية ونصب قنّاصة عليها".
و دمّرت جرّافات الاحتلال خطًا ناقلًا للمياه بين بلدة طمون وقرية عاطوف، بالإضافة إلى إغلاق الطريق الواصل بين المنطقتين بالسواتر الترابية.
وأعلن جيش الاحتلال في بيان، أنّه وسّع العملية الأمنية لإحباط ما سمّاه "الإرهاب في شمال الضفة" لتشمل 5 قرى جديدة.
وأضاف البيان أنّ قوات الكتيبة القتالية التابعة للواء "بيسلاح" بدأت عملياتها في قرية طمون جنوبي طوباس، زاعمًا أنّها عثرت على وسائل قتالية ومخازن ذخيرة.
وفي هذا الإطار، أفاد مدير نادي الأسير في طوباس كمال بني عودة، بأنّ الاحتلال اعتقل 10 مواطنين من طمون ومخيم الفارعة.
وقال محافظ طوباس والأغوار الشمالية أحمد الأسعد، إنّ قوات الاحتلال تُمعن في ارتكاب أعمال التدمير والتخريب في طمون ومخيم الفارعة، وعمدت إلى تهجير عشرات المواطنين عن مساكنهم.
وأكد أنّ الاحتلال يفرض اغلاقًا محكمًا على طمون ومخيم الفارعة، ويُعيق عمل الطواقم الطبية التي تنقل مرضى الكلى إلى المستشفى في مدينة طوباس فيما منع عودتهم إلى منازلهم، بعد عمليات الغسيل.
كما منعت قوات الاحتلال عشرات المعتمرين من العودة إلى منازلهم في مخيم الفارعة وطمون.
عدوان مستمرّ على طولكرم
ولليوم الثامن على التوالي، واصلت قوات الاحتلال الإسرائيلي عدوانها على مدينة طولكرم ومخيمها، وسط الدفع بمزيد من آلياتها العسكرية، ومداهمة المنازل، وتخريبها واجبار سكانها على النزوح.
واعتقلت قوات الاحتلال 5 شبّان من ضاحية عزبة الطياح جنوب مدينة طولكرم، بينما واصلت قوات الاحتلال حصار مستشفيي الشهيد ثابت ثابت الحكومي والإسراء التخصّصي، وعرقلة عمل مركبات الإسعاف وطواقمها الطبية، وإخضاعها للتفتيش والتحقيق الميداني، في الوقت الذي اتخذت من المباني المحيطة بهما ثكنات عسكرية وأماكن لقنّاصتها.
ودمّرت آليات الاحتلال عددًا من بسطات الخضراوات وسط سوق طولكرم، الموجودة على جوانب الأرصفة، وترويع أصحابها ومحاولة دهسهم.
ودعت حركة "حماس" إلى تصعيد المقاومة للتصدّي لجرائم الاحتلال المتصاعدة في الضفة الغربية.
وأضافت أنّ التفجيرات الضخمة في جنين ونسف المنازل دليل على استمرار حرب الإبادة بحقّ الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية.
بدورها، وصفت المُقرّرة الأممية المعنية في فلسطين فرانشيسكا ألبانيز الممارسات الإسرائيلية في الضفة الغربية بـ"الإجرامية"، محذّرة من أنّ "نيّة الإبادة الجماعية واضحة في الطريقة التي تستهدف فيها إسرائيل الفلسطينيين".