حماس تندد بالصمت الدولي.. ارتفاع حصيلة مجزرة بيت لاهيا في شمال غزة
اعتبرت حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، اليوم الثلاثاء، أن المجزرة المروعة التي ارتكبها الجيش الإسرائيلي في منطقة مشروع بيت لاهيا شمالي قطاع غزة "تأكيد على خطط الإبادة والتهجير" الإسرائيلية ضد الشعب الفلسطيني.
وقالت الحركة، في بيان، إن "المجزرة المروعة في بيت لاهيا صباح اليوم تأكيد على خطط الإبادة والتهجير الصهيونية ضد شعبنا، والتي لم تكن لتتم لولا العجز العربي الرسمي والصمت الدولي".
وأعلن مكتب الإعلام الحكومي في غزة، في وقت سابق من اليوم استشهاد 93 شخصًا وفقدان 40 فضلًا عن عشرات الجرحى في قصف الاحتلال عمارة سكنية في بيت لاهيا. وقال إن الاحتلال كان يعلم بوجود عشرات المدنيين غالبيتهم أطفال ونساء في العمارة المستهدفة.
وشدد المكتب على أن مجزرة بيت لاهيا تتزامن مع خطة الاحتلال لإسقاط المنظومة الصحية في محافظة الشمال، كما طالب دول العالم بإدانة "هذه المذبحة المروعة ضد النازحين والأطفال والنساء وبإدخال وفود طبية جراحية ومركبات إسعاف ودفاع مدني إلى محافظة الشمال".
"إمعان في الإبادة"
حركة حماس من جهتها، أضافت في بيان اليوم أن: "المجزرة المروعة التي ارتكبها العدو الصهيوني، هي إمعانٌ في الإبادة والتطهير العرقي الذي يرتكبه الكيان الصهيوني المجرم منذ أكثر من عام".
وتابعت أن "هذا يأتي في ظل العجز العربي الرسمي والصمت الدولي الذي يشجع مجرم الحرب (رئيس الوزراء الإسرائيلي) بنيامين نتنياهو على المضي في خطط الإبادة والتهجير ضد شعبنا".
وأردفت: "نذكر العالم مرة أخرى ومع ارتكاب العدو مجزرة مروعة أخرى بحق أبناء شعبنا بأن شمال القطاع يتعرض لحملة تطهير عرقي وتهجير ممنهج، على مرأى ومسمع من العالم، وهو ما يمثل وصمة عار وفشل لتلك الهياكل الأممية والدولية العاجزة عن القيام بدورها القانوني والأخلاقي في حماية المدنيين الأبرياء".
وطالبت حركة حماس بـ"التحرك الفوري لوقف جريمة الإبادة التي تُرتكب على امتداد قطاع غزة". وحذرت من أن "استمرار هذه الحرب والمجازر ضد شعبنا سيكون لها تداعيات في عموم المنطقة، إذا لم يتم لجم تلك العصابة الصهيونية الإرهابية عن جرائمها".
مجزرة مروعة
من جهته، أفاد مراسل التلفزيون العربي في دير البلح عبد الله مقداد بانتشال عشرات الشهداء والجرحى إثر استهداف الاحتلال منزلًا من 5 طوابق في مشروع بيت لاهيا يضم نازحين قدموا من جباليا. ولفت إلى أن أعمال رفع الأنقاض تتم بجهود فردية في ظل غياب خدمات الإنقاذ.
من جهته، قال الناطق باسم الدفاع المدني في غزة محمود بصل في حديث إلى التلفزيون العربي إن المنزل الذي قصفه الاحتلال في بيت لاهيا كان يضم أكثر من 100 شخص.
ولم يتوقف القصف المدفعي والجوي على شمالي القطاع، وخاصة مخيم جباليا ومشروع بيت لاهيا، بل اشتدت وتيرته خلال الساعات الماضية. وما زال عشرات الشهداء والجرحى تحت الركام وأنقاض المنازل المدمرة، وفي الطرقات بمخيم جباليا، في ظل استمرار الحصار وانعدام الخدمات الطبية والإسعاف والدفاع المدني.
وفي 5 أكتوبر/ تشرين الأول الجاري، بدأ الجيش الإسرائيلي عمليات قصف غير مسبوق لمناطق واسعة شمال القطاع، قبل أن يجتاحها في اليوم التالي بذريعة "منع حركة حماس من استعادة قوتها"، ممعنًا في ارتكاب جرائم التطهير العرقي والإبادة الجماعية.
وتشن إسرائيل منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول عام 2023، حرب إبادة جماعية على غزة خلفت أكثر من 144 ألف شهيد وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين، في إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية بالعالم.