يستمتع رواد محمية الشومري للأحياء البرية في الأردن، برحلة عبر حافلات مخصصة تم إعدادها، تمنحهم فرصة للتعرف والاقتراب من المها العربيِّ الذي انقرض تقريبًا من الطبيعة.
وكانت الجمعية الملكية لحماية الطبيعة قد أطلقت تجربة السفاري الجديدة باسم "سفاري المها" في محمية الشومري، كنوع من السياحة البيئية في محاول لرفع الوعي تجاه الكائنات المهددة بالإنقراض، والتعرف عن قرب إلى البيئة الصحراوية.
وتحدثت المعلمة أسماء الوزن، لمراسلة "العربي" في الأردن، عن متعة التجربة وأهميتها للطلاب ومدى إدراكهم لأهمية المحافظة على حيوان المها.
عضو فريق قسم صون الطبيعة في المحمية البالغة مساحتها 22 كيلومترًا، محمد الزيادي، كشف لمراسلة "العربي" عن مدونة خاصة يعمل عليها الفريق لتسجيل السلوكيات الخاصة بحيوانات المحمية.
استعادة المها العربي
وتعاني حيوانات المها من خطر الإنقراض جراء عمليات الصيد، وقلة المساحات الرعوية بسبب ارتفاع معدلات التصحر، وأوضح مدير محمية الشومري، عبيدة الحريشة لـ"العربي"، أن الهدف من المحمية إعادة توطين وإكثار المها العربي على أرضها، وهي عملية بدأت عام 1978، بجلب 3 روؤس مها من قطر، و8 روؤس من الولايات المتحدة الأميركية.
الحريشة قال في حديث إلى "العربي" من عمّان، إن المحمية تعد أول محمية للأحياء البرية تأسست في الأردن، وهي مدرجة ضمن الشبكة الوطنية للمحميات الطبيعية في البلاد، وأفاد خلال حديثه بأن فكرة إعادة توطين المها، جاءت بعد انقراض تلك الحيوانات نهاية الخمسينيات من القرن الماضي.
وأضاف الحريشة أنه وبعد انطلاق المشروع عام 1978، وصل عدد رؤوس قطعان المها العربي في المحمية إلى ما يقارب 231، حيث تم تسجيله في كتاب غينيس للأرقام القياسية، كأكبر قطيع حيوي من المها العربي.
وأشار الحريشة إلى أن شبه الجزيرة العربية تضم 80% من نسبة روؤس المها حول العالم، كونها تعتبر منطقة مناسبة لتلك الحيوانات، التي تعيش في مناطق جافة وشبه صحراوية،
وبحسب آخر إحصائية لأعداد المها العربي حول العالم، فإن عددها وصل إلى ما يقارب الـ1000 رأس في شبه الجزيرة العربية فقط بحسب الحريشة.