أعاد قرار تنحية القاضي فادي صوان عن التحقيقات بانفجار مرفأ بيروت القضية إلى نقطة الصفر، وسط مخاوف الأهالي من أن تكون هذه الخطوة "خطوة أولى في مسار طيّ الملف"، إن لم تتبعها خطوات لكشف المرتكبين ومحاسبتهم.
وفيما أعاد القرار نكء جراح لم تندمل بعد، على أثر الانفجار المروّع الذي ضرب مرفأ العاصمة اللبنانية في الرابع من أغسطس/ آب الماضي، وأسفر عن مقتل وإصابة المئات وتدمير بيروت بالكامل، تتجّه الأنظار إلى القاضي الجديد طارق البيطار الذي سمّته وزيرة العدل في حكومة تصريف الأعمال ماري كلود نجم.
"نعيش من قلة الموت"
لكنّ أهالي ضحايا انفجار المرفأ لا يبدون راضين عن المسار الذي سلكه الملف. ومن هؤلاء إيلي عبود الذي يجهّز طاولة الاحتفال بعيد ميلاد زوجته جيسي بعد أسبوع، رغم إدراكه أنّها لن تكون موجودة.
يرفض إيلي أن يمرّ عيد ميلادها هذا العام على غير ما اعتاد عليه، كاشفًا أنّ أمنيته للعيد هي أن تتكشف حقيقة ما جرى في انفجار بيروت، وأن يعرف من تسبب برحيل زوجته ومئات الضحايا الأبرياء.
ويقول لـ"التلفزيون العربي": "حياتنا انتهت، ونحن نعيش من قلة الموت كما يقال". ويضيف: "نريد كشف أسرار هذه الجريمة، ولن نخسر شيئًا".
"لن نسكت"
ولا "يواجه" إيلي المنظومة وحيدًا، فقد خرج أهالي الضحايا بالعشرات إلى الشوارع في اليومين الماضيين، رغم حظر التجول، ولسان حالهم: "لن نسكت ولن نخرج من الشارع".
ويعتبر أهالي الضحايا الذين نزلوا تلقائيًا إلى الشارع منذ إعلان قرار تنحية المحقق العدلي، أنّ هذا القرار جاء بعدما توصل القاضي فادي صوان لحقائق تدين كبار الساسة اللبنانيين.
من جهته، يعتبر المدعي العام السابق لمحكمة التمييز القاضي حاتم ماضي، في حديث إلى "التلفزيون العربي"، أنّ القرار أساء للعدالة وللضحايا ولأهالي الضحايا، فضلًا عن كونه سمح للعالم أن يعتبره "مسيَّسًا".