يواصل الاحتلال الإسرائيلي عدوانه على شمال الضفة الغربية، لا سيما على جنين ومخيمها لليوم الثالث والعشرين، ومدينة طولكرم ومخيمها لليوم السابع عشر على التوالي.
أما مخيم الفارعة للاجئين الفلسطينيين بمحافظة طوباس، فقد انسحبت قوات الاحتلال كاملة منه بعد أكثر من أسبوع من اقتحامه، وفرض منع الحركة والتنقل فيه.
ومنذ 21 يناير/ كانون الثاني الماضي، يواصل الجيش الإٍسرائيلي عملية عسكرية شمالي الضفة، بالتزامن مع اقتحامات واسعة لباقي المناطق، حيث بدأ عمليته بمدينة جنين ومخيمها، وفي 27 من الشهر نفسه وسّع عمليته إلى مخيم طولكرم للاجئين، والأحد الماضي بدأ عملية في مخيم نور شمس شرقي المدينة.
وبدأ في 2 فبراير/ شباط الجاري عملية عسكرية أخرى في بلدة طمون ومخيم الفارعة بمحافظة طوباس، لينسحب بعد 7 أيام من طمون.
الاحتلال ينسحب من مخيم الفارعة
وفي التفاصيل، أفاد مراسل التلفزيون العربي بأن قوات الاحتلال انسحبت من مخيم الفارعة، بعد 11 يومًا من اقتحامه.
وبحسب اللجنة الشعبية لخدمات مخيم الفارعة بطوباس، فإن أهالي المخيم بدأوا بالعودة إلى منازلهم بعد أن أجبرهم الاحتلال على النزوح.
وقالت اللجنة: إن آليات الاحتلال جرفت الشوارع في المخيم، وفجرت قواته منازل وخلفت دمارًا كبيرًا.
وأدى هذا العدوان إلى نزوح عشرات العائلات من مساكنها في المخيم باتجاه مدينة طوباس وبلدتَي طمون وعقابا.
وعانى المخيم على مدار الأيام العشرة الماضية وضعًا إنسانيًا صعبًا، بعد أن حاصر الاحتلال المخيم، وأغلق مداخله الرئيسية والفرعية كافة، ما جعل مئات العائلات دون ماء ولا مواد تموينية، فضلًا عن نقص الأدوية خاصة لمن يعانون من الأمراض المزمنة.
وتخلل هذا العدوان الذي شارك فيه مئات الجنود، وعشرات الدوريات، وعدد من الجرافات الثقيلة، دمار كبير في البنية التحتية، وممتلكات المواطنين، وتفجير وخلع أبواب عدد من المنازل، وهدم أجزاء من مبنى اللجنة الشعبية.
ونقلت وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية "وفا" عن مصادر محلية، أن الاحتلال داهم عشرات المنازل في المخيم، وأجرى تحقيقات ميدانية مع ساكنيها، وحوّل بعضها إلى ثكنات عسكرية بعد إجبار السكان على النزوح منها، إذ تراوح عدد العائلات التي أُجبرت على النزوح من المخيم بين 200-250.
وخلال هذا العدوان، اعتقل الاحتلال نحو 30 شابًا من المخيم، أفرج لاحقًا عن 22 منهم، بحسب وكالة "وفا".
وكانت قوات الاحتلال قد أعاقت عمل الطواقم الطبية طيلة أيام العدوان، ومنعتها في أكثر من مرة من نقل حالات مرضية من المخيم، وداهمت النقطة الطبية التابعة لها في مخيم الفارعة.
الاحتلال يواصل عدوانه على جنين
ولليوم الثالث والعشرين، يواصل الاحتلال الإسرائيلي عدوانه على مدينة جنين ومخيمها، ما أسفر عن 25 شهيدًا وعشرات الإصابات.
ومساء أمس الثلاثاء، أُصيب 6 فلسطينيين جراء اعتداء قوات الاحتلال الإسرائيلي عليهم بالضرب، في مدينة جنين.
وأفاد الهلال الأحمر الفلسطيني، بأن طواقمه تسلمت ستة مصابين من حاجز الجلمة العسكري شرق المدينة، جراء اعتداء جنود الاحتلال عليهم بالضرب، وقد جرى نقلهم إلى المستشفى.
كما فجرت قوات الاحتلال الإسرائيلي منزل عائلة الشهيد نضال العامر في مخيم جنين، وكان الاحتلال قد سلّم العائلة إخطارًا بهدم المنزل المكون من طابقين يوم الإثنين الماضي.

ودمرت جرافات الاحتلال الشوارع وممتلكات الفلسطينيين في الحي الشرقي، حيث جرفت شارع المدارس وعدة شوارع أخرى في الحي، كما حطمت مركبات المواطنين وممتلكاتهم وجزءًا من بعض المنازل فيه.
ويستمر الاحتلال لليوم الثالث والعشرين على التوالي في هدم منازل المواطنين وإحراقها في المخيم، وسط تحليق مكثف للطائرات المسيّرة الإسرائيلية، حيث دمر الاحتلال الشارع الواصل إلى محطة التنقية في جنين وأجزاء منها، ويواصل دفع تعزيزات عسكرية مصحوبة بالجرافات إلى مدينة جنين ومحيط المخيم، بحسب وكالة "وفا".
كما يواصل عمليات هدم المنازل ونسفها وإحراقها في مخيم جنين، وتحديدًا في حارات: الألوب والفلوجة والبشر والدمج، وسط تصاعد أعمدة الدخان وسماع دوي انفجارات متلاحقة.
الاحتلال يواصل عدوانه على طولكرم ومخيميها
وفي سياق متصل، دخل العدوان الإسرائيلي على مدينة طولكرم ومخيمها يومه السابع عشر على التوالي، ويومه الرابع على مخيم نور شمس، وسط استمرار الحصار ومداهمات المنازل والنزوح القسري للسكان وحملة اعتقالات واسعة.
وأفادت "وفا" بأن قوات الاحتلال دفعت الليلة الماضية بمزيد من التعزيزات العسكرية نحو المدينة ومخيماتها، ونشرت المشاة في مختلف المناطق والحارات، وسط إطلاق كثيف للرصاص الحي مع تحليق لطيران الاستطلاع على ارتفاع منخفض.
وفي مدينة طولكرم، اعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي، في ساعة متأخرة من الليلة الماضية عددًا من الفلسطينيين النازحين من مخيمي طولكرم ونور شمس، بعد مداهمة مسجد عثمان بن عفان "الجديد"، وسط المدينة، وإخراج الموجودين فيه من النازحين، والتحقيق معهم ميدانيًا، قبل اعتقالهم.
كما اعتقلت قوات الاحتلال في الساعات الأولى من فجر اليوم الأربعاء، مواطنتين شرق طولكرم بعد مداهمة منزليهما، بحسب وكالة "وفا".
وأُصيب شاب (19 عامًا) برصاص الاحتلال في بلدة كفر اللبد شرق طولكرم، بعد محاصرة أحد المنازل، وتم نقله إلى المستشفى.

إلى ذلك، ما زالت قوات الاحتلال تفرض حصارًا على الحي الشرقي لمدينة طولكرم خاصة المنطقة القريبة من مخيمها، وتستولي على 3 مبانٍ فيها كثكنات عسكرية وأماكن للقناصة، وتمنع المواطنين من الخروج من منازلهم.
بدوره، شهد مخيم نور شمس موجة جديدة من النزوح الجماعي لعشرات العائلات قسرًا، تحت التهديد والترهيب من الاحتلال، وسط إطلاق الأعيرة النارية وسماع أصوات انفجارات بين الفينة والأخرى.
وتقوم قوات الاحتلال بمداهمة منازل الفلسطينيين، وتفتيشها وتخريب محتوياتها وإخضاع سكانها للتحقيق الميداني والتنكيل، واعتقال عدد منهم.
وفي مخيم طولكرم، كثفت قوات الاحتلال من وجودها العسكري ونشرت المشاة داخل حارات المخيم ومنازله الفارغة، وحولتها لثكنات عسكرية، وسط إطلاق الرصاص الحي بشكل كثيف، كما أحرقت منزلًا لعائلة العوفي في حارة مربعة حنون.
وواصلت قوات الاحتلال استيلاءها على منازل ومبان سكنية إضافية في محيط المخيم، تحديدًا في الحيين الشمالي والشرقي للمدينة، وحولتها لثكنات عسكرية وأماكن للقناصة.