الإثنين 17 تشرين الثاني / نوفمبر 2025
Close

خروق إسرائيلية.. لماذا يتعثر الانتقال للمرحلة الثانية من اتفاق غزة؟

خروق إسرائيلية.. لماذا يتعثر الانتقال للمرحلة الثانية من اتفاق غزة؟ محدث 19 تشرين الأول 2025

شارك القصة

تشير المعطيات إلى أن المشهد الإنساني في قطاع غزة لا يزال مأساويًا - رويترز
تشير المعطيات إلى أن المشهد الإنساني في قطاع غزة لا يزال مأساويًا - رويترز
الخط
تواجه خطة ترمب لوقف إطلاق النار في غزة اختبارًا حقيقيًا مع تعثر الانتقال إلى مرحلتها الثانية في ظل تفاعل قضية تسليم الجثث واستمرار إسرائيل بخرق الاتفاق.

رغم سريانه، خرقت إسرائيل اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة، 77 مرة حتى الآن، وفقًا لبيان رسمي من المكتب الإعلامي الحكومي في غزة.

وتشير المعطيات إلى أن المشهد الإنساني في القطاع لا يزال مأساويًا، مع تصاعد المخاوف في ظل مواصلة الاحتلال وضع العراقيل لمنع وصول المساعدات والإغاثة إلى المناطق المتضررة، ما يثير تساؤلات عديدة عن مراحل الاتفاق والتزام تل أبيب بتنفيذ خطة الرئيس الأميركي دونالد ترمب.

ومن جهتها، تدعو حركة حماس الرئيس الأميركي والوسطاء إلى متابعة جرائم الاحتلال ووضع حدٍ لها.

وتواجه خطة ترمب اختبارًا حقيقيًا على الأرض، مع تعثر الانتقال إلى مرحلتها الثانية. فبينما تواصل حماس تسليم مزيد من الجثث، ذكرت صحيفة "وول ستريت جورنال" أن إسرائيل والوسطاء يدركون أن الحركة لم تتمكن من تحديد مواقع جثث كل الأسرى المقتولين.

قضية إعادة الجثث تشعل توترات سياسية

وقد أشعلت قضية إعادة الجثث توترات سياسية واسعة، وكشفت هشاشة الاتفاق الذي اعتمد على نهج ترمب غير التقليدي في إعلان النجاح قبل استكمال التفاصيل.

فالقضايا الأكثر تعقيدًا ما تزال عالقة، وتتمثل في تشكيل القوة الأمنية الدولية التي ستتولى إدارة غزة، ومستقبل نزع السلاح، والالتزام بمسار يقود إلى قيام دولة فلسطينية.

ومع إعلان السفارة الفلسطينية في القاهرة عن فتح معبر رفح البري يوم الإثنين المقبل، لتمكين الفلسطينيين المقيمين في مصر من العودة إلى قطاع غزة، أصدر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو توجيهًا بعدم فتح المعبر حتى إشعار آخر.

يأتي ذلك بينما قال موقع "أكسيوس" إن جيه دي فانس نائب الرئيس الأميركي دونالد ترمب، والمبعوث الأميركي ستيف ويتكوف سيصلان إلى المنطقة يوم الإثنين أيضًا لبحث ومتابعة تنفيذ مراحل الاتفاق.

وفي هذا السياق، تنقل القناة 12 الإسرائيلية عن مسؤول أميركي قوله: "إن إدارة ترمب أكملت إنشاء القيادة التي ستشرف على تنفيذ الاتفاق".

لا نية لإسرائيل لبلوغ المرحلة الثانية من اتفاق غزة 

وفي هذا الإطار، يرى أستاذ الأمن الدولي بجامعة جورج واشنطن بنيامين فريدمان، أن "استمرار إسرائيل في عمليتها العسكرية في غزة يتعارض مع وقف إطلاق النار، ويعني أنه ليس لدى إسرائيل نية للوصول إلى المرحلة الثانية من الاتفاق".

وفي حديث إلى التلفزيون العربي من واشنطن، يشير فريدمان إلى أن الولايات المتحدة تريد أن تقول "إن كل شيء على ما يرام"، لافتًا إلى أنه لا يرى أفقًا للوصول إلى المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار.

المساعدات وسيلة ضغط

ومن جهته، يعتبر أستاذ النزاع بمعهد الدوحة للدراسات العليا إبراهيم الخطيب، أن إسرائيل تحاول استخدام الضغط كما كانت تفعل في السابق من خلال عدم إدخال المساعدات وإغلاق معبر رفح ومن خلال القصف المدفعي.

ويؤكد أن هذه الممارسات مخالفة لاتفاق وقف إطلاق النار. ويوضح الخطيب أن الاتفاق ينص على أن تقوم إسرائيل بشكل فوري بعد توقيع الاتفاق بإدخال 600 شاحنة من المساعدات يوميًا وفق الآلية التي أقرت في يناير/ كانون الثاني 2025، ووقف الضربات الجوية والمدفعية على القطاع بالإضافة إلى فتح معبر رفح.

وفي إطلالة من استديوهات التلفزيون العربي في لوسيل، يشير الخطيب إلى أن نتنياهو أمام خيارين، إمّا التوجه نحو المرحلة الثانية من الاتفاق والتشديد على الطلب من واشنطن للضغط على حماس لتسليم سلاحها، على أن يكون هذا الشرط أساسيًا لتطبيق الانسحاب الإسرائيلي من القطاع.

أما الخيار الثاني، فيتمثل بالاستمرار بالاحتلال الإسرائيلي والضغط العسكري على القطاع، بذريعة "عدم تجاوب حماس".

ويشدد الخطيب على أن المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار منوطة بالمفاوضات.

أزمة "مفتعلة"

وفي تحليل لأزمة تسليم الجثث التي تفتعلها إسرائيل، يشير أستاذ العلوم السياسية بجامعة الأمة في غزة حسام الدجني إلى أن إسرائيل تزعم أن حماس تعرف أماكن عدد من جثث الأسرى الإسرائيليين وتستطيع إخراجها، فيما تقول حماس أنها تحتاج إلى معدات، لافتًا إلى أن المعدات جاءت ضمن البروتوكول الإنساني الذي تم التوصل إليه في يناير الماضي واعتُمد في هذا الاتفاق.

وفي حديث إلى التلفزيون العربي من القاهرة، يذكر الدجني بأن 10 آلاف شهيد في غزة ينتظرون انتشالهم من تحت الأنقاض.

ويستبعد الدجني أن تكون حماس أو أي من فصائل المقاومة الفلسطينية معنية بالتأخير بتسليم الجثامين، لأن الجميع يريدون أن تبدأ عملية إعادة الإعمار.

ويردف أستاذ العلوم السياسية بجامعة الأمة في غزة أن إسرائيل لم تلتزم بأي من بنود الاتفاق، لافتًا إلى أن ما أُدخل من المساعدات إلى القطاع لا يوازي ما يجب إدخاله في يوم واحد بموجب الاتفاق.

ويضيف أن قوات الاحتلال تقصف الفلسطينيين بذريعة عبورهم الخط الأصفر الوهمي غير الماثل للعيان.

تابع القراءة

المصادر

التلفزيون العربي