قال الجيش الإسرائيلي، اليوم السبت، إنه ممنوع على السكان اللبنانيين الانتقال إلى عدة قرى في الجنوب، وطالبهم بعدم العودة إلى نحو 62 قرية في المنطقة، مع استمراره في خرق اتفاق وقف إطلاق النار الذي دخل حيز التنفيذ يوم الأربعاء.
وارتكب جيش الاحتلال الإسرائيلي، يوم أمس الجمعة، 17 خرقًا لاتفاق وقف إطلاق النار مع "حزب الله"، ليرتفع إجمالي خروقاته منذ بدء سريان الاتفاق فجر الأربعاء الماضي إلى 35 وفق إعلانات الوكالة الوطنية للإعلام الرسمية حتى مساء أمس.
ووفق أخبار متفرقة نشرتها الوكالة وبيان للجيش الإسرائيلي، تركزت الخروقات الجمعة، بقضائي مرجعيون وبنت جبيل في محافظة النبطية (جنوب) وقضاء صور في محافظة الجنوب، وتنوعت بين قصف بالمدفعية والدبابات والطيران الحربي والمسير، وإطلاق نار من أسلحة رشاشة، وتوغلات، وتجريف أراض ومنازل واقتلاع أشجار زيتون، وتحليق للطيران المسير والاستطلاعي، وإطلاق قنابل مضيئة.
الخروقات الإسرائيلية
ففي قضاء مرجعيون، قصفت دبابة إسرائيلية من نوع ميركافا أحد المنازل في بلدة برج الملوك، أثناء عودة صاحبه إليه لتفقده، لكنه نجا بأعجوبة. وفي بلدة كفركلا، قامت جرافات تابعة للجيش الإسرائيلي بعملية تجريف لأراض زراعية واقتلاع لأشجار الزيتون بمنطقة العبارة.
كما توغلت 4 دبابات إسرائيلية في الحي الغربي لبلدة الخيام، فيما سقطت قذيفة مدفعية إسرائيلية بها، كذلك أطلق الجيش الإسرائيلي النار على مواطنين خلال تشييعهم أحد الأشخاص في البلدة، فيما أطلقت مسيرة تابعة له صاروخًا على سهل البلدة.
كما تعرضت بلدات حولا والعديسة والطيبة ومركبا وطلوسة لقصف مدفعي. وتقدمت قوات إسرائيلية في بلدة مركبا وهي تجرف بيوتًا وأراضي متجهة إلى بلدة بني حيان، فيما تواصل مسيرات تابعة لها التحليق فوق قضاء مرجعيون منذ الصباح، وأطلقت قنابل مضيئة فوق سهل مرجعيون وصولًا إلى تلة حمامص.
وفي قضاء بنت جبيل، عمد جنود الجيش الإسرائيلي إلى إطلاق نيران رشاشاتهم الثقيلة من موقع تمركزهم في محيط بلدة مارون الراس في اتجاه محيط مستشفى بنت جبيل الحكومي بمدينة بنت جبيل، وعلى عدد من أحياء المدينة.
وفي صور، واصل الطيران الاستطلاعي والمسير الإسرائيلي التحليق فوق قرى القضاء.
"خروقات خطيرة"
من جانبه، قال الجيش الإسرائيلي في بيان، إن طيرانه الحربي استهدف ما ادعى أنها "منصة صواريخ متحركة" تابعة لـ"حزب الله"، جنوبي لبنان، دون تحديد مكان دقيق للقصف.
وفي تعليق بهذا الخصوص نقلته وكالة الأنباء اللبنانية، قال النائب علي فياض، عضو كتلة "الوفاء للمقاومة" التابعة لـ"حزب الله"، خلال جولة في قرى قضائي النبطية ومرجعيون بمحافظة النبطية، الجمعة، إن "العدو الإسرائيلي ارتكب الخميس خروقات عديدة وخطيرة لاتفاق وقف إطلاق النار".
وأضاف فياض محذرًا: "العدو الإسرائيلي يحاول بالأمر الواقع أن يفرض تفسيره الخاص لمسار الإجراءات التطبيقية للقرار 1701، خارج روحية الورقة (اتفاق وقف إطلاق النار) وسياقات نصوصها". وأكد: "نحن واثقون أن الجيش اللبناني، لن يسمح بذلك بشتى السبل، ولن يسمح بأي ممارسات أو تكريس أي قواعد تمسُّ بالسيادة اللبنانية".
يُذكر أن اتفاق وقف إطلاق النار الأخير أكد التزام كل من لبنان وإسرائيل بالقرار 1701، الصادر في 11 أغسطس/ آب 2006، والذي دعا إلى وقف شامل للعمليات القتالية، وإنشاء منطقة خالية من السلاح والمسلحين بين الخط الأزرق (الفاصل بين إسرائيل ولبنان) ونهر الليطاني في جنوب لبنان، باستثناء القوات التابعة للجيش اللبناني وقوة الأمم المتحدة المؤقتة "يونيفيل".
والأربعاء والخميس ارتكب الجيش الإسرائيلي 18 خرقا لاتفاق وقف إطلاق النار، وتركزت هذه الخروقات في جنوب لبنان، وخاصة بمحافظتي النبطية والجنوب، وتنوعت بين غارات بالمسيرات والطيران الحربي، وتحليق للطيران الاستطلاعي، وقصف بالدبابات والمدفعية، وإطلاق النيران من أسلحة رشاشة، أسفرت عن إصابة 4 أشخاص بينهم صحفيان، وفق الوكالة اللبنانية، واعتقال 4 آخرين ادعى الجيش الإسرائيلي أنهم من "حزب الله".
موقف حزب الله
ومساء الخميس، أكد الجيش اللبناني خرق إسرائيل لاتفاق وقف إطلاق النار مرات عدة، بما تضمن "خروقات جوية، واستهدافًا للأراضي اللبنانية بأسلحة مختلفة". ولفت إلى أن قيادته "تتابع هذه الخروقات بالتنسيق مع المراجع المختصة"، دون تقديم تفاصيل أخرى.
بدوره أكد "حزب الله"، مساء الأربعاء الماضي، أنه سيتابع الانسحاب الإسرائيلي من جنوب لبنان وأيدي مقاتليه على الزناد، مشددًا على أن "قواته تبقى على أتم الجهوزية للتعامل مع أطماع العدو واعتداءاته"، فيما تعهّد الأمين العام للحزب نعيم قاسم، يوم أمس بالتنسيق مع الجيش اللبناني والعمل معه لتعزيز "القدرات الدفاعية" للبلاد، في أول إطلالة له من خلال كلمة متلفزة منذ بدء وقف إطلاق النار.
وفجر الأربعاء، بدأ سريان اتفاق لوقف إطلاق النار بين إسرائيل و"حزب الله" أنهى قصفًا متبادلًا بدأ في 8 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، ثم تحول إلى حرب واسعة في الشهرين الأخيرين.
ومن أبرز بنود اتفاق وقف إطلاق النار انسحاب إسرائيل تدريجيًا إلى جنوب الخط الأزرق (الفاصل بين لبنان وإسرائيل) خلال 60 يومًا، وانتشار قوات الجيش والأمن اللبنانية على طول الحدود ونقاط العبور والمنطقة الجنوبية.
وسيكون الجيش اللبناني الجهة الوحيدة المسموح لها بحمل السلاح جنوب لبنان، مع تفكيك البنى التحتية والمواقع العسكرية ومصادرة الأسلحة غير المصرح بها، وإنشاء لجنة للإشراف والمساعدة في ضمان تنفيذ هذه الالتزامات.
وأسفر العدوان الإسرائيلي على لبنان عن 3 آلاف و961 شهيدًا و16 ألفًا و520 جريحًا، بينهم عدد كبير من الأطفال والنساء، وجرى تسجيل معظم الضحايا والنازحين بعد 23 سبتمبر/ أيلول الماضي، وفق بيانات رسمية لبنانية.