الجمعة 6 ديسمبر / December 2024
Close

"خسائر تفوق التصور" ومساعدات ضئيلة.. باكستان تواجه أسوأ فيضانات منذ سنوات

"خسائر تفوق التصور" ومساعدات ضئيلة.. باكستان تواجه أسوأ فيضانات منذ سنوات

شارك القصة

حلقة برنامج "للخبر بقية" تسلط الضوء على الفيضانات الكارثية التي تضرب باكستان، والتي أدت إلى دمار هائل وخسائر بشرية كبيرة (الصورة: غيتي)
الخط
أعلنت الحكومة الباكستانية حالة الطوارئ وحشدت الجيش لمواجهة ما وصفته وزيرة التغير المناخي شيري رحمن بـ "الكارثة الهائلة".

أعلنت السلطات الباكستانية أن حصيلة ضحايا الفيضانات والسيول التي اجتاحت مساحات شاسعة في البلاد ارتفعت إلى 1033 قتيلًا و1500 جريح.

كما تسببت الفيضانات في نفوق نحو 720 ألفًا من الماشية وإجلاء نحو نصف مليون شخص إلى مراكز إيواء مؤقتة.

هذا ويستعد إقليم السند في جنوب البلاد لفيضانات جديدة مع خروج الأنهر من مجاريها.

وحذّر مسؤولون من سيول عارمة يتوقّع أن تصل إلى السند في الأيام القليلة المقبلة ستفاقم سوء حال الملايين المتضرّرين من الفيضانات الحالية.

دمار هائل

وبحسب مسؤولين، طالت الأمطار الموسمية هذه السنة أكثر من 33 مليون شخص، أي واحد من كلّ سبعة أشخاص في باكستان، ودمرت أو ألحقت أضرارًا جسيمة بحوالى مليون مسكن.

وقال رئيس الوزراء شهباز شريف الذي ألغى زيارة إلى بريطانيا للإشراف على عمليات الإغاثة، إنه لم يرَ شيئًا كهذا من قبل. وأضاف بعدما تفقد إقليم السند على متن مروحية: "زالت بلدة تلو البلدة. دُمرت ملايين المنازل. هناك دمار هائل".

وكانت الحكومة أعلنت حالة الطوارئ وحشدت الجيش لمواجهة ما وصفته وزيرة التغير المناخي شيري رحمن بـ "الكارثة الهائلة".

وتحتلّ باكستان المرتبة الثامنة على قائمة مؤشّر الخطر المناخي العالمي الذي تضعه مجموعة "جرمان ووتش" غير الحكومية للبلدان الأكثر هشاشة في ظلّ الظواهر المناخية القصوى الناجمة عن التغير المناخي.

وقت عصيب

وفي هذا الإطار، أكد ممثل رئيس وزراء باكستان في الشرق الأوسط طاهر محمود أشرفي أن الباكستانيين يمرون بوقت عصيب من جراء الفيضانات التي أصابت ملايين المنازل.

وأشار في حديث إلى "العربي" من لاهور إلى أن الحكومة الباكستانية بدأت منذ 3 أيام تحركاتها لدعم المنكوبين من جراء الكارثة التي ضربت البلاد.

وشرح أن توزيع المساعدات على المتضررين بدأ من قبل عدد من الدول إنما ليس على مستوى واسع.

"الخسائر تفوق التصور"

بدوره، أوضح منسق حملة رحمة للعالمين لإغاثة ضحايا الفيضانات عبد الرحمن بشير أن هناك جثثًا لا تزال في المنازل المنكوبة ولم يستطع ذووه الضحايا أن يدفنوهم بسبب استمرار الفيضانات.

وروى في حديث إلى "العربي" من إسلام أباد مشاهداته خلال عمليات الإغاثة، لافتًا إلى أنه وخلال زيارته لإحدى القرى المتضررة شاهد رجالًا يبيتون على الأشجار، وفي قرية أخرى شاهد أطفالًا لم يصلهم الطعام منذ 4 أيام.

وكشف أن المنظمات العالمية لم تتحرك إلى اليوم لمساعدة المتضررين، معتبرًا أن الخسائر ستفوق التصور لأن منسوب المياه لا يزال مرتفعًا وبعدما تزول المياه ستظهر الجثث مدفونة تحته.

بشير الذي اعتبر أن المساعدات المالية أصبحت متأخرة للغاية، سأل: "أين كانت هيئات المساعدة عندما كان الناس يغرقون من دون أن يساعدهم أحد؟".

وشدد على أن الكارثة الحالية ستفوق بأضرارها وتداعياتها فيضانات العام 2010 التي ضربت البلاد.

مساعدات دولية ضئيلة

نذير مؤيد المستشار في مؤسسة الإغاثة الإنسانية البريطانية رأى أن الكارثة التي تضرب باكستان ضخمة جدًا، مشددًا على أنها تحتاج إلى تكاتف داخلي وخارجي لمواجهتها.

وأشار في حديث إلى "العربي" من إسلام أباد إلى أن ما تم الإعلان عنه من مساعدات ضئيل جدًا فيما تسببت الفيضانات بخسائر مادية بمليارات الدولارات.

وقال: إن نحو 500 ألف منزل تضرر، فيما تدمر القطاع الزراعي بشكل كبير جدًا، كما قضت الفيضانات على نحو 800 ألف من الأغنام.

مؤيد الذي أشار إلى أن الأمم المتحدة أطلقت نداء لجمع نحو ملياري دولار، أوضح أن المبلغ الذي تم جمعه حتى اليوم هو 3 ملايين دولار وهو رقم ضئيل جدًا.

تابع القراءة
المصادر:
العربي
تغطية خاصة