كشفت صحيفة "واشنطن إكزامنر" الأميركية، أنّ الرئيس الأميركي دونالد ترمب قد يستخدم الرسوم الجمركية وسيلة ضغط لإجبار الدول العربية على قبول استقبال اللاجئين الفلسطينيين على أراضيها.
وأضافت الصحيفة أنّ ترمب قد يوسّع إستراتيجية التفاوض على الرسوم الجمركية لتشمل الدول العربية، إذا استمرّت في مقاومة مطالبه لإعادة توطين اللاجئين الفلسطينيين.
يأتي ذلك في وقت أعلن وزير الأمن الإسرائيلي يسرائيل كاتس، أنّه أصدر تعليمات لجيشه بإعداد خطة لما سماه "السماح لسكان غزة بمغادرتها طواعية، سواء الخروج عبر المعابر البرية أو عن طريق البحر والجو"، وفق تعبيره.
من جهته، أشاد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بخطة ترمب لتهجير الفلسطينيين من غزة، وسط رفض وانتقادات عربية ودولية واسعة النطاق للمقترح.
ومنذ 25 يناير/ كانون الثاني الماضي، أصرّ ترمب مرارًا على تهجير الفلسطينيين من غزة وأن تستقبلهم دول عربية إقليمية مثل مصر والأردن، وهي الفكرة التي رفضتها الدول العربية والقيادات الفلسطينية، وندّدت به جماعات حقوق الإنسان ووصفته بأنّه "تطهير عرقي".
كما اقترح ترمب سيطرة الولايات المتحدة على غزة.
وقال نتنياهو في مقابلة مع قناة "فوكس نيوز" الأميركية: إنّه "لا يوجد خطأ" في فكرة ترمب، زاعمًا أنّ "الفكرة الفعلية هي السماح لسكان غزة الذين يُريدون المغادرة بالمغادرة، ثمّ يمكنهم العودة بعد ذلك، ويمكنهم الانتقال والعودة، لكن عليك إعادة بناء غزة".
وأضاف أنّ الدول الغنية المجاورة لقطاع غزة ستتكفّل بتمويل إعادة إعمار القطاع، مضيفًا أنّ إرسال قوات أميركية لـ"القضاء" على حركة المقاومة الإسلامية "حماس" لم يُطرح خلال لقائه مع ترمب.
وبينما أظهر استطلاع أجرته القناة 13 الإسرائيلية، أنّ 72% من الإسرائيليين يؤيدون خطة ترمب للسيطرة الأميركية على قطاع غزة، نقلت صحيفة "هآرتس" عن مسؤولين إسرائيليين خشيتهم من تأثير مقترح ترمب على إطلاق سراح "الرهائن" المقرّر السبت المقبل.
وأضاف المسؤولون الإسرائيليون أنّ لا أحد يعلم حتى الآن كيف ستردّ "حماس" على مقترح ترمب، لكنّهم رجّحوا أن الحركة الفلسطينية قد تفضّل الاحتفاظ بـ"الرهائن" كأوراق مساومة للضغط من أجل عرقلة خطة الرئيس الأميركي.
رفض دولي لمقترح ترمب
إلى ذلك، توالت ردود الفعل الرافضة لمقترح ترمب تهجير الفلسطينيين من غزة، حيث انتقد الرئيس الكولومبي غوستافو بيترو الخطة، مضيفًا في منشور على منصّة "إكس": "سيبدؤون أسوأ الحروب، وذلك لأنّهم يعتبرون أنفسهم شعب الله، ولكن شعب الله ليسوا من البيض الأميركيين أو الإسرائيليين، فشعب الله هم البشرية".
بدورها، أكدت وزيرة الخارجية الكندية ميلاني جولي معارضة بلادها للتهجير القسري للفلسطينيين، مشيرة إلى أنّه يمكن للجميع العيش بأمان داخل حدود معترف بها دوليًا.
وقالت إنّ موقف أوتاوا تجاه غزة لم يتغيّر، ونحن ملتزمون بالعمل لتحقيق حل الدولتين.
كما أعلنت ماليزيا معارضتها لأي مقترح من شأنه أن يؤدي إلى تهجير الفلسطينيين قسرًا أو نقلهم من وطنهم.
وقالت وزارة الخارجية الماليزية إنّ "مثل هذه الأعمال غير الإنسانية تشكل تطهيرًا عرقيًا وانتهاكًا للقانون الدولي والقرارات الأممية".
كما اعتبرت طهران أنّ مقترح ترمب يتوافق مع خطة النظام الصهيوني لإبادة فلسطين ومحو الشعب الفلسطيني بالكامل.
ودعت وزارة الخارجية الإيرانية المجتمع الدولي والأمم المتحدة إلى إدانة مقترح ترمب بشدة.