يؤكد الطبيب الأميركي الشهير مايكل رويزن أن الحياة بصحة أفضل ولمدة أطول تعتمد على الخيارات التي يتّخذها الإنسان والتي تؤثر على كيفية عمل الجينات الوراثية التي يمكن تعديلها، ويستشهد بخطة أُطلق عليها اسم "6+2"، لاتباعها من أجل تحقيق ذلك.
وذكر موقع "إنك" الأميركي أن طبيب الأمراض الباطنية الشهير الحائز على جوائز عدة، أكد في كتابه الجديد عن "فكّ شفرة طول العمر لمستقبل أكثر شبابًا"، أن 40% من الوفيات المبكرة (أي قبل بلوغ 75 عامًا) مرتبطة بخيارات نمط الحياة.
وأوضح أنه بحلول الوقت الذي يبلغ فيه الإنسان 60 عامًا، يتمّ تحديد 75% من اتجاهات الشخص، ونتائج اختباراته الصحية وفقًا لاختياراته، وأن الاختيارات تؤثر على الكثير من الجينات.
وقال: "يُمكن أن تؤثر اختيارات الشخص على حوالي 1200 جين، من أصل 1500 جين يعمل، ومن المحتمل أن تؤثر على 21 ألف جين تمّ إيقاف تشغيلها".
وأحد الأمثلة التي استشهد بها رويزن، هو سرطان البروستاتا، حيث أدى تحسين النظام الغذائي ومستوى النشاط البدني والقدرة على التعامل مع الإجهاد إلى توقّف الجينات المُرتبطة بنمو سرطان البروستاتا، بينما تمّ تشغيل الجين الذي يُنتج بروتينًا يُسبّب تدمير الخلايا السرطانية ذاتيًا.
كما ينطبق الأمر على سرطان الثدي، حيث أدت التغييرات في نمط الحياة إلى إيقاف عمل الجينات التي تعزّز السرطان وتشغيل الجينات المقاومة للمرض.
وبالنسبة لطول العمر، أكد الطبيب أن كل شيء صحي يفعله الشخص يُساعد في إيقاف الجينات التي تسبّب للإنسان التقدّم في العمر، ويساعد على تنشيط الجينات "المعزّزة للشباب".
وقال رويزن: "يعتمد طول العمر على ما يفعله الشخص في معظم الأوقات".
وأوضح أن تناول طعام سيء وعدم ممارسة الرياضة، على سبيل المثال، يعني ارتفاع خطر الإصابة بأمراض القلب، وسرطان الرئة، والسكتة الدماغية، والسكري، والخرف.
وشدّد على أن "المفتاح لطول العمر هو أن يتخذ الإنسان ليس بالضرورة بشكل مثالي، ولكن باستمرار خيارات صحية تساعد على الوقاية من الأمراض المزمنة وتهيئه لحياة طويلة"، داعيًا إلى "عدم التدخين أو شرب الكحول، بل التمتّع بنوم هادئ، واتباع نظام غذائي صحي، وممارسة التمارين الرياضية عدة مرات أسبوعيًا".
ما هي قاعدة "6+2"؟
ووضع قاعدة "6+2" والتي تقوم على:
- العمل على استعادة مستوى ضغط الدم الطبيعي والحفاظ عليه، والهدف هو 110 على 70.
- الحفاظ على مستوى صحي من الكوليسترول الضار، والهدف هو 100 ملغرام لكل ديسيلتر.
- استعادة مستوى الغلوكوز في الدم أثناء الصيام والحفاظ عليه. والهدف هو 100 ملغرام لكل ديسيلتر أو أقل.
- الحفاظ على وزن صحي بالنسبة للطول.
- إدارة الإجهاد المستمر، من خلال النوم بشكل جيد والشعور بالراحة، لأن قلة النوم مرتبطة بالتوتر والقلق وانخفاض المزاج العام. والهدف هو ثماني ساعات.
- الابتعاد عن التدخين، وجعل البيت منطقة خالية من التدخين تمامًا، لأن الدخان يظلّ في الستائر والأرائك والمفارش، وحاول ألا تتواجد في منطقة تدخين، إلا إذا كان في الهواء الطلق، وقلّل ذلك بقدر ما تستطيع.
نصيحتان إضافيتان
وقدّم الطبيب نصيحتين إضافيتين يجب أخذهما في الاعتبار، وهما:
- الحرص على إجراء فحص شامل دوري للجسم.
- الحفاظ على تلقّي اللقاحات الدورية في أوقاتها.
ويوصي الطبيب المرموق بتلقّي لقاح الإنفلونزا السنوي، لأنه يُمكن أن يُقلّل من مشكلات الرئة والإنفلونزا، كما يقلّل من خطر الإصابة بالنوبات القلبية والسكتة الدماغية.
كما يوصي الأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 50 عامًا بتلقّي لقاح الهربس النطاقي، والذين يبلغون من العمر 65 عامًا أو أكثر، بلقاح الالتهاب الرئوي.
كيف نبدأ بالخطة؟
وعن كيفية البدء بالخطة، ينصح رويزن بما يلي:
بالنسبة للطعام: التخلّص فورًا من الدهون المشبعة، والسكريات المضافة. تناول الحبوب الكاملة، ومن سبع إلى تسع حصص من الخضار والفاكهة، الالتزام بالبروتينات الخالية من الدهون مثل السمك والدجاج، وتناول الفيتامينات.
بالنسبة للرياضة: مارس رياضة المشي بما يعادل عشرة آلاف خطوة في اليوم، ومارس تمرينات القوة مرتين أو ثلاث مرات في الأسبوع، لمدة 20 دقيقة لكل جلسة.
بالنسبة للتوتر: الحصول على سبع إلى ثماني ساعات من النوم في الليل، ممارسة التأمل، والخروج إلى الطبيعة من حين لآخر، وقضاء بعض الوقت مع العائلة والأصدقاء.
وشدّد رويزن على أن هذا النهج "ليس مفيدًا فقط لتحسين صحتك وإطالة العمر، ولكن أيضًا لتحقيق أي شيء يستحق العناء. وبجهد متسق على فترة من الزمن، يمكننا أن نصبح ما نأمل أن نصبح عليه".