الأربعاء 24 أبريل / أبريل 2024

خطوات عديدة سبقت الوصول لهذه المرحلة.. الصين ترسل أول رائد مدني للفضاء

خطوات عديدة سبقت الوصول لهذه المرحلة.. الصين ترسل أول رائد مدني للفضاء

Changed

نافذة أرشيفية تتناول إطلاق الصين أول رحلة فضائية مأهولة إلى محطتها الفضائية قيد الإنشاء (الصورة: تويتر)
تعود أولى المهمات الفضائية الصينية إلى فترة حكم ماو تسي تونغ قبل أكثر من 60 عامًا، فيما تستمر راهنًا مع إطلاق مهمة "شنجو-16".

أرسلت الصين، اليوم الثلاثاء، ثلاثة روّاد فضاء باتجاه محطة تيانغونغ الفضائية الخاصة بها، من بينهم مدني للمرة الأولى في تاريخها، وذلك بهدف تعزيز خبرتها في الرحلات المأهولة لتعويض تأخّرها حيال الأميركيين والروس في هذا المجال.

وتشكّل المهمة تجربة ثمينة للعملاق الآسيوي الذي أعاد الإثنين التأكيد على أنه سيرسل صينيًا إلى القمر بحلول عام 2030، وهو من الأهداف الرئيسية في البرنامج الفضائي الصيني الذي يتقدّم بانتظام في العقود الأخيرة.

وانطلق الروّاد الثلاثة في مهمة "شنجو-16" بواسطة صاروخ "لونغ مارتش 2 أف" عند الساعة 09:31 بالتوقيت المحلي (الساعة 01:31 بتوقيت غرينيتش) من مركز جيوغوان في صحراء غوبي في شمال غرب البلاد.

ورست المركبة الفضائية في وحدة "تيانهي" المركزية في المحطة، بعد أكثر من ستّ ساعات من إقلاعها بعد ظهر الثلاثاء.

وقال مدير مركز الإطلاق زو ليبنغ: إن العملية "نجحت، وروّاد الفضاء في حالة جيدة".

ويرافق قائد المهمة رائد الفضاء المخضرم جينغ هابينغ (56 عامًا) والذي يجري رابع مهمة فضائية، والمهندس جو يانغجو (36 عامًا)، وغي هايشو (36 عامًا) الأستاذ الجامعي وأول مدني صيني في الفضاء.

وينضمّ هؤلاء إلى ثلاثة زملاء لهم من مهمة سابقة سيعودون إلى الأرض في غضون أيام قليلة بعدما أمضوا ستة أشهر في المحطة.

وسيبقى روّاد الفضاء الثلاثة ستة أشهر في محطة "تيانغونغ" (القصر السماوي).

وتنوي الصين الإبقاء على وجود متواصل لروّاد الفضاء في المحطة، وإجراء عمليات صيانة وأبحاث فضلًا عن توسيع قدرات المحطة.

ما هي المراحل الرئيسية للصين في المجال الفضائي؟

وتستثمر الصين مليارات الدولارات لمواكبة التطوّر الفضائي من استكشافات، وأبحاث، وعمليات إطلاق أقمار اصطناعية الذي تُحقّقه أبرز الجهات الفاعلة في المجال الفضائي (الولايات المتحدة وروسيا وأوروبا) أو حتى تجاوزها، في وقت تتزايد المشاريع المرتبطة بـ"الحلم الفضائي" الصيني بظلّ عهد الرئيس شي جينبينغ.

طموح ماو

وتعود أولى المهمات الفضائية الصينية إلى فترة حكم ماو تسي تونغ قبل أكثر من 60 عامًا.

عام 1957، وضع الاتحاد السوفيتي أول مركبة فضائية من صنع البشر وتحمل تسمية "سبوتنيك" في المدار حول الأرض. ثم أكّد مؤسس جمهورية الصين الشعبية ماو تسي تونغ لمواطنيه: "نحن أيضًا سنصنع أقمارًا اصطناعية".

وتحقّقت المرحلة الأولى من هذا الهدف عام 1970، حين أطلقت بكين أول قمر اصطناعي لها سمّته "دونغ فانغ هونغ 1" (أي "الشرق الأحمر"-1)، وهو اسم أغنية تنطوي كلماتها على مدح ماو، وبُثّت في الفضاء.

أول رائد فضاء

لكنّ الدولة الآسيوية لم ترسل أول صيني هو يانغ ليوي إلى الفضاء إلا عام 2003. وأنجز رائد الفضاء هذا 14 دورة حول الأرض في 21 ساعة.

ومع هذه المهمة الفضائية، باتت الصين الدولة الثالثة، بعد الاتحاد السوفيتي والولايات المتحدة، التي تُرسل إنسانًا إلى الفضاء بوسائلها الخاصة.

نموذجان تجريبيان

واستُبعدت الصين عمدًا من محطة الفضاء الدولية التي تضم أميركيين وروسًا وأوروبيين ويابانيين وكنديين. ومذّاك، تُحاول بكين بناء محطتها الخاصة.

ولتحقيق هذا الهدف، أطلقت في مرحلة أولى نموذجًا فضائيًا صغيرًا هو "تيانغونغ 1" وضعته في المدار عام 2011. واستُخدم لتدريب روّاد فضاء وإجراء تجارب طبية.

وتوقف "تيانغونغ 1" عن العمل عام 2016. واعتُبر هذا "المختبر" مرحلة أولية لبناء محطة فضائية فعلية.

وعام 2016، أطلقت بكين النموذج الفضائي الثاني "تيانغونغ 2" الذي استخدمه روّاد الفضاء لتنفيذ تقنية رسو المركبات الفضائية والتحامها.

روبوت قمري

وعام 2013، أنزلت الصين على سطح القمر الروبوت الصغير "جايد رابت" الذي يتمّ التحكم فيه من بعد، وكان مسؤولًا تحديدًا عن التقاط صور. وبينما تعطّل في البداية، أُعيد تنشيطه وأنجز مهامًا على سطح القمر على مدى 31 شهرًا.

وتعتزم الصين إرسال روّاد فضاء إلى القمر بحلول عام 2030 وبناء قاعدة عليه، وهو ما أعادت تأكيده الوكالة الصينية للمهمات الفضائية المأهولة هذا الأسبوع.

"جي بي أس" صيني

لكن البرنامج الفضائي الصيني شهد انتكاسة في صيف 2017، مع فشل إطلاق صاروخ "لونغ مارتش 5" الذي ينطوي على أهمية كبيرة، لأنه يمكن أن يحمل معدات ثقيلة ضرورية لمهمات فضائية معينة.

وتسبّبت هذه النكسة بتأجيل مهمة "شاينج-5"، التي أُطلقت أخيرًا عام 2020، ونتج عنها إحضار عينات من القمر إلى الأرض، في عملية غير مسبوقة منذ أكثر من 40 عامًا.

غير أن بكين حقّقت إنجازًا آخر في يناير/ كانون الثاني 2019، مع سابقة عالمية تمثّلت بإنزال روبوت يتمّ التحكم فيه من بعد ("جايد رابت 2") على الجانب المظلم من القمر.

وأطلقت بكين عام 2020 قمرًا اصطناعيًا يرمي إلى وضع اللمسات الأخيرة على نظام الملاحة "بيدو" (المنافس لنظام تحديد المواقع الأميركي).

المريخ هدفًا

في يوليو/ تموز 2020، أرسل مهندسون صينيون مسبار "تيانوين 1" إلى المريخ حاملًا روبوتًا بعجلات، ويتمّ التحكّم فيه عن بعد يحمل تسمية "زورونغ"، هبط على سطح المريخ قبل بضعة أشهر مما كان مقررًا.

وتطرّق علماء إلى إمكانية إرسال روّاد فضاء إلى المريخ، في مرحلة لاحقة.

محطة "تيانغونغ" الفضائية

عام 2022، أطلقت الصين بنجاح آخر جزء من محطتها الفضائية "تيانغونغ" التي هي قيد الإنشاء.

ويُفترض أن تسبح تيانغونغ في الفضاء على مدار أرضي متدني العلو على ارتفاع 400 إلى 450 كيلومترًا، لعشر سنوات أقلّه، للسماح للصين بالمحافظة على وجود بشري على المدى الطويل في الفضاء.

وستُرسل طواقم بشكل دائم لضمان استمرار الوجود البشري في هذا المختبر المداري، وستُجري تجارب علمية، وتختبر ابتكارات تكنولوجية جديدة.

وذكرت وكالة أنباء الصين الجديدة الرسمية أنّ هذه المحطة الصينية مجهّزة بمعدات علمية متطوّرة، ولا سيما "أول نظام ساعة ذرية باردة" مُخصّصة للفضاء.

ولا تنوي بكين استخدام المحطة لأغراض التعاون مع دول أخرى، كما هي الحال مع محطة الفضاء الدولية، لكنها تؤكد أنّها منفتحة على تعاون لم تُحدّد مداه.

ومن المقرر إطلاق المهمة التالية إلى "تيانغونغ" في أكتوبر/ تشرين الأول المقبل.

المصادر:
العربي - وكالات

شارك القصة

تابع القراءة
Close