خلافات إسرائيلية حادة بشأن مآلات حرب غزة.. ما مصير صفقة تبادل الأسرى؟
تتعمّق الخلافات بين المستويين السياسي والعسكري في إسرائيل بشأن استمرار العمليات العسكرية في غزة، خشية تشكيلها خطرًا على المحتجزين.
ونقلت هيئة البث الإسرائيلية عمّا وصفته بمصدر مطلع على الأمر، أنّ الخلافات تتمحور حول طبيعة أنشطة عسكرية جديدة تتحضّر القوات الإسرائيلية لتنفيذها في غزة خلال الأيام المقبلة.
بدورها، أفادت قناة "كان" بأنّ جهات إسرائيلية تُعارض الإقدام على عمليات أخرى باعتبارها تؤدي إلى قتل مزيد من المحتجزين في غزة، في حال خرجت إلى حيز التنفيذ.
وأوضحت القناة الإسرائيلية أنّ الأمر موضع خلاف داخل المؤسسة الأمنية نفسها، وليس فقط بين المستويين العسكري والسياسي، ولم يتخذ قرار بشأنه بعد.
ووصل الأمر إلى حد انتقاد مصدر إسرائيلي داعمي مواصلة العمليات في غزة، من منطلق "أنّهم لم يتعلموا الدرس" من مقتل 6 محتجزين في رفح مطلع الشهر الحالي.
وجاء الحديث عن خلافات متواصلة، بعد تقرير لصحيفة "يديعوت أحرونوت" أشار إلى أنّ جيش الاحتلال أنجز مهمته في رفح، وأنّ مئات الجنود ينتظرون ما إذا كانوا سيعودون إلى إسرائيل بموجب صفقة أو من دونها.
كما نشر جيش الاحتلال الإسرائيلي فيديوهات لجولة اصطحب فيها صحافيين لمشاهدة أنفاق "اكتشفها" في رفح جنوبي القطاع، منها نفق قُتل داخله 6 محتجزين إسرائيليين، وفق قوله.
وقد أدرج محللون إسرائيليون فيديوهات الجيش على أنّها محاولة منه لدفع أهالي المحتجزين إلى تشديد ضغطهم على المستوى السياسي لإبرام صفقة لتبادل الأسرى.
وتُشير قراءات إسرائيلية إلى أنّ حماسة الجيش لإبرام صفقة، ترتبط بحاجة قواته إلى استراحة لعدة أسابيع، نتيجة شعورهم بالإرهاق في حرب طويلة بغزة.
وفي هذا الإطار، أوضح الصحافي عبد القادر عبد الحليم في حديث إلى التلفزيون العربي من القدس المحتلة، أنّ أجواء سلبية تُسيطر على الداخل الإسرائيلي بشأن صفقة تبادل الأسرى، لا سيما وأنّ الحكومة الإسرائيلية تُصرّ على استمرار الضغط العسكري.
كما أشار عبد الحليم إلى أنّ عائلات الأسرى تضغط باتجاه تغيير نهج الحكومة الإسرائيلية، في وقت تحدّثت تحليلات عسكرية إسرائيلية عن غياب الأفق وعن حرب كان يُمكن أن تنتهي قبل نصف عام.
وتلفت تلك التحليلات، بحسب عبد الحليم، إلى أنّ هدف الحرب بات سياسيًا وأنّ رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يُغلق بشكل فوري كل محاولات وزير الأمن يوآف غالانت لفتح أي أبواب لرؤى إستراتيجية للتعامل مع ملف تبادل الأسرى، وكل ذلك بهدف أساسي هو استمرار الحرب وليس تحقيق أهدافها.