الأربعاء 24 أبريل / أبريل 2024

"خلافات جوهرية".. ما هي أسباب استقالة رئيسة الديوان الرئاسي التونسي؟

"خلافات جوهرية".. ما هي أسباب استقالة رئيسة الديوان الرئاسي التونسي؟

Changed

الكاتب السياسي عادل زروق يتحدث لـ"العربي" عن أسباب استقالة رئيسة الديوان الرئاسي التونسي نادية عكاشة (الصورة: الرئاسة التونسية)
جاءت استقالة عكاشة بعد سلسلة من الاستقالات طالت العديد من مستشاري الرئيس بعد إجراءات وُصفت بـ"الانقلابية" قام بها سعيّد منذ 25 يوليو الماضي.

اعتبر مستشار رئيس حركة النهضة رياض شعيبي أن استقالة رئيسة الديوان الرئاسي نادية عكاشة من منصبها دليل على حالة الاضطراب، وعدم الانسجام داخل الرئاسة التونسية مع توجهات الرئيس قيس سعيد.

وكانت عكاشة قد أعلنت استقالتها في منشور على صفحتها في "فيسبوك"، معلنة أن القرار جاء نظرًا لوجود اختلافات جوهرية في وجهات النظر المتعلقة بالمنصب.

وقالت عكاشة، في منشورها:" "قرّرت اليوم تقديم استقالتي لرئيس الجمهورية من منصب مديرة الديوان الرئاسي بعد سنتين من العمل".

وأضافت "لقد كان لي شرف العمل من أجل المصلحة العليا للوطن من موقعي بما توفّر لدي من جهد إلى جانب رئيس الجمهورية، لكنني اليوم، وأمام وجود اختلافات جوهرية في وجهات النظر المتعلّقة بهذه المصلحة الفضلى، أرى من واجبي الانسحاب من منصبي مديرة للديوان الرئاسي، متمنية التوفيق للجميع وداعية الله أن يحمي هذا الوطن من كل سوء".

"خلافات جوهرية"

وفي هذا الصدد، أوضح الكاتب السياسي عادل زروق، أن "عكاشة لازمت الرئيس التونسي طيلة فترة عملها خلال عامين، وأزاحت كل من يمكن أن يمثل رأيًا آخر في القصر الرئاسي".

وأضاف في حديث إلى "العربي" من العاصمة تونس، أن ما تقصده عكاشة بالخلافات الجوهرية في منشورها، جاء نتيجة لأصوات أخرى خرجت في قصر قرطاج، لا سيما من قبل وزير الداخلية ورئيسة الحكومة مما أدى إلى نوع من التجاذبات السياسية في القصر.

وأكد زروق صحة رسالة عكاشة على وسائل التواصل، مشيرًا إلى أن هناك من تحدث عن استقالتها قبل دقائق من منشورها على فيسبوك، مضيفًا أن الاستقالة جاءت على عجل.

ولا يعتقد الكاتب السياسي أن استقالة عكاشة قد تغير من تعاطي الرئيس مع أزمة البلاد فيما يتعلق بالحوار، لأن قيس سعيّد حسب تعبيره، "قطع طريقًا نحو الطريق المسدود باتجاه الحوار، وهو دائمًا ما يختار حوارًا على مقاسه ليكون في الاتجاه الذي يريده".

من هي نادية عكاشة؟

وكانت عكاشة واحدة من المرشّحين المحتملين لرئاسة الحكومة العام الماضي، قبل أن يختار الرئيس سعيّد نجلاء بودن لتُصبح أول امرأة تتولّى رئاسة الوزراء في تونس.

ومنذ أكتوبر/ تشرين الأول 2019 تتولى عكاشة منصب مستشارة أولى لدى رئيس الجمهورية مكلَّفة بالشؤون القانونية، ثمّ تولّت منصب مديرة الديوان الرئاسي لسعيد منذ 28 يناير/ كانون الثاني 2020 خلفًا لطارق بالطيب.

ونادية عكاشة، هي أستاذة القانون العام، وأستاذة مساعدة بكلية الحقوق والعلوم السياسية في جامعة "المنار" في العاصمة التونسية.

ووفقًا لتقرير نشرته مجلة "جون أفريك" الفرنسية، في يوليو/ تموز الماضي، تتحكّم عكاشة "بكل شيء في قصر قرطاج، حيث لا يحصل شيء من دون علمها"، كما أنها "أقصت كل الشخصيات التي كانت حجر عثرة في طريقها"، في إشارة إلى استقالة مستشار الأمن القومي الجنرال محمد الصالح الحامدي الذي انزعج من استبعاده عن بعض الاجتماعات وعدم القدرة على التواصل مع الرئيس.

وجاءت استقالة عكاشة بعد سلسلة من الاستقالات طالت العديد من مستشاري الرئيس بعد إجراءات وُصفت بـ"الانقلابية" قام بها سعيّد منذ 25 يوليو/ تموز الماضي؛ وهم -إلى جانب عبد الرؤوف بالطبيب ومحمد صالح الحامدي- مستشار الشؤون الاقتصادية حسان بالضياف، والملحقة بالديوان المكلفة بالشؤون السياسية ريم قاسم، والملحقة الإعلامية بالديوان الرئاسي هالة الحبيب، ومستشارة الاتصال رشيدة النيفر، والمكلّف بالبروتوكول والتشريفات طارق الحناشي.

المصادر:
العربي

شارك القصة

تابع القراءة
Close