قتل أربعة من قوات الأمن في باكستان، اليوم الثلاثاء، في العاصمة إسلام آباد عندما دهستهم مركبات من قافلة للمتظاهرين المطالبين بالإفراج عن رئيس الوزراء السابق المسجون عمران خان (72 عامًا).
وشارك آلاف من أنصار خان في مسيرة بالعاصمة واخترقوا الحواجز الأمنية استجابة لدعوته إلى الاعتصام بالقرب من البرلمان للضغط لتحقيق مطالب تتمثل في الإفراج عن زعيمهم واستقالة الحكومة.
"هذا ليس احتجاجًا سلميًا"
وقال رئيس الوزراء شهباز شريف في بيان صادر عن مكتبه: "هذا ليس احتجاجًا سلميًا. إنه تطرف"، وندّد بسقوط قتلى وقال إن ما حدث يهدف إلى تحقيق "مخططات سياسية شريرة".
وأضاف شريف أن بعض المركبات في قافلة للمحتجين دهست عددًا من قوات الأمن مما أسفر عن مقتل عناصر من قوات شبه عسكرية.
ونسبت وزارة الداخلية الهجمات إلى "مجرمين" لكنها لم تحدد هوياتهم، وقالت إن أربعة أفراد قتلوا.
ونقلت وكالة "رويترز" عن شهود قولهم إن زوجة عمران خان، بشرى بيبي ومعها علي أمين جاندابور، أحد كبار مساعدي زوجها والذي يشغل منصب رئيس وزراء إقليم خيبر بختون خوا، قادا مسيرة شقت طريقها إلى العاصمة في وقت مبكر من اليوم الثلاثاء.
وطلب خان من المشاركين في المسيرة التوجه إلى ساحة خارج البرلمان مباشرة.
ومن بين مطالب حزبه أيضًا التراجع عن تعديلات دستورية يقول الحزب إن الحكومة أدخلتها للحد من سلطات القضاء.
تضييق على التظاهرات
وفي مطلع الأسبوع فعّلت السلطات في إسلام آباد لمدة شهرين "المادة 144" التي تحظر أيّ تجمّع يزيد عدد المشاركين فيه على أربعة أشخاص.
ولبّى المتظاهرون دعوة أطلقت الأحد وانطلقوا من الإقليمين المتاخمين للعاصمة: البنجاب في الشرق وخيبر بختونخوا، معقل حركة إنصاف، حزب خان المعارض، في الغرب.
واستغرقت جموع المتظاهرين أكثر من 48 ساعة للوصول إلى مداخل إسلام آباد، العاصمة الإدارية لخامس أكبر دولة في العالم من حيث عدد السكان وحيث مقار كل المؤسسات السياسية والسجن الذي يقبع فيه خان.

وأفادت الحكومة أمس الإثنين، بمقتل شرطي وإصابة تسعة آخرين بجروح خطرة في مواجهات مع متظاهرين يتوافدون باتجاه العاصمة.
وفي 31 يناير/ كانون الثاني الماضي، قضت محكمة باكستانية، بالسجن 14 عامًا على خان وعقيلته بيبي لإدانتهما بـ"الفساد"، قبل أن يتم تعليق الحكم في أبريل/ نيسان الفائت.
جدير بالذكر، أن خان موقوف منذ 5 أغسطس/ آب 2023 في قضية فساد، كما يواجه العديد من التهم الأخرى.
وقبل أسبوع قضت المحكمة العليا في العاصمة الباكستانية، إطلاق سراح رئيس الوزراء السابق عمران خان بكفالة، في قضية الفساد الموقوف بسببها، إلا أن القرار لم ينفذ بعد.