طبعت التقاليد الثقافية والدينية والاجتماعية حياة النساء في جميع أنحاء العالم منذ القدم. ورغم تغيّر حياة المرأة على مدى القرون الماضية، لكن العديد من المجتمعات تتمسك بتلك التقاليد التي ينتهك بعضها جسد المرأة ويشوهه ويسبب لها آلامًا نفسية وجسدية.
وفي ما يلي بعض من أغرب تلك الممارسات التي أُجبرت نساء على اعتمادها في يوم من الأيام.
أقدام اللوتس
لعدة قرون، تعرضت الفتيات الصغيرات في الصين لإجراء مؤلم ومنهك يسمى "ربط القدم". ويهدف هذا الإجراء لتحقيق قياس مثالي لقدم الأنثى عندما تبلغ، فتصبح أكثر جذبًا لزوج ثري. ويبلغ طول القدم المثالية للأنثى البالغة ثلاث إلى أربع بوصات فقط، بحسب السائد في الصين قديمًا. وعُرفت هذه الأقدام الصغيرة المشوهة باسم "أقدام اللوتس"، بحسب موقع "ثوت كو".
بدأت موضة الأقدام المقيدة في الطبقات العليا من مجتمع الهان الصيني، لكنها انتشرت إلى جميع الأسر باستثناء تلك الفقيرة. فوجود ابنة ذات أقدام مقيدة يدل على أن الأسرة كانت ثرية بما يكفي للتخلي عن عمل الفتاة في الحقول.

كانت أقدام الفتيات الصغيرات تقيّد بإحكام بشرائط من القماش، مع ثني أصابع القدم إلى أسفلها وتُربط القدم من الأمام إلى الخلف بحيث تنمو بشكل منحنٍ ومرتفع مبالغ فيه.
وخلال عهد أسرة تشينغ، حظر الإمبراطور كانغشي ربط القدم في عام 1662، لكنه سحب الحظر في عام 1668 لأن الكثير من الصينيين استمرّوا في ممارسته. ثم تم حظر ربط القدمين في عام 1912. ومع ذلك، فإن هذه الممارسة لم تنته حقًا حتى إنشاء جمهورية الصين الشعبية في عام 1949.
خواتم الرقبة
لطالما اعتبرت الرقبة الطويلة والنحيفة السمة المميزة للجمال لدى النساء في بعض دول آسيا. وتعاني نساء عرقية كايان في ميانمار وتايلاند من آلام مبرحة مدى الحياة لإطالة أعناقهن أثناء اتباعهن لعادات تجميل تعود لقرون مضت.
في تلك المناطق، تبدأ الفتاة في الخامسة من عمرها بوضع شريط نحاسي لامع حول رقبتها. يزداد طول الشريط عندما تكبر الفتاة، ويرتدي الشخص البالغ ملفًا به 20-25 دورة حول رقبته. يمكن أن بزن الشريط ما بين اثنين إلى عشرة كيلوغرامات. ويؤدي ذلك إلى تشويه عظمة الرقبة والأضلاع العلوية ببطء.

لكن الرقبة الطويلة ليست سوى وهم بصري. فعندما يدفع وزن الملف عظمة الرقبة والأضلاع إلى الأسفل، يتم إنشاء وهم الرقبة الممدودة.
ويُسمح للنساء بإزالة الخواتم مرة واحدة فقط في حياتهن، في ليلة زفافهن. كما أن إزالة هذه الحلزونات أمر مؤلم ومضجر ويستغرق ساعات.
كي الثدي
في بعض البلدان الإفريقية، كان وجود الثديين يُعتبَر أمرًا مخجلاً للفتيات ويجذب انتباه الذكور غير المرغوب فيه. ومع وضع هذه الفكرة في الاعتبار، تقوم الأمهات في الكاميرون ودول إفريقية أخرى بكي أثداء بناتهن الصغيرات بأدوات حديدية ساخنة أو حتى بالحجارة.
ويتم تطبيق ممارسة "كي الثدي" المؤلمة للغاية على فتيات لا تتجاوز أعمارهن العاشرة لتجنب الحمل المبكر.
وتعاني الضحايا من عواقب جسدية ونفسية مختلفة وتبقى الندوب مدى الحياة. وبسبب هذه الممارسة، لا تستطيع العديد من النساء إرضاع أطفالهن بشكل طبيعي.
بتر الأصابع حدادًا
في تعبير غريب عن الحزن، يقوم أفراد قبيلة "داني" في بابوا بإندونيسيا بقطع الجزء العلوي من أحد أصابعهم حدادًا على موت فرد من العائلة. وتخضع النساء فقط لهذه الطقوس المؤلمة، بحسب موقع "بالز نيجيريا".
وقبل نصف ساعة من قطع الجزء العلوي من الإصبع، يسمح للمرأة بتخدير إصبعها عبر ربط خيط حوله بإحكام. وبعد البتر، يتم كي أطراف الأصابع.

ويستند هذا التقليد إلى الاعتقاد بأن الموت، بوصفه خسارة دائمة، يجب أن ينعكس بحزن يترجم الألم العاطفي الناجم عنه، في طريقة جسدية مرئية.
وقد تم الآن حظر هذه الممارسة، كما تمتنع النساء الأصغر سناً عن تطبيق هذه النسخة المتطرفة من التعبير عن الحزن.
أقراص الشفاه
في إثيوبيا، تثبت النساء المنتميات إلى قبائل مرسي وسورما أقراصًا دائرية كبيرة من الخشب أو الطين على شفاههن في إشارة إلى الجمال والمكانة الاجتماعية.
وكشكل من أشكال التجميل، يتم إدخال أقراص في شفاه الفتيات العلوية أو السفلية عند سن البلوغ.
تُثقب الشفة ويزال عدد من الأسنان الأمامية ثم يتم إدخال قرص صغير في الفتحة. ويزيد حجم القرص تدريجيًا كلما تكبر الفتاة. ويمكن أن يبلغ قطر القرص النهائي 12 سم أو أكبر.
ويُزعم أنه كلما كان القرص أكبر، كلما زاد المهر الذي تحصل عليه الفتاة في زفافها، بحسب موقع "فايس تو فايس أفريكا".