صدت البحرية الروسية هجومًا لمسيّرة على مرفأ سيفاستوبول في شبه جزيرة القرم التي ضمتها موسكو، في ساعة مبكرة الأربعاء على ما أعلن حاكم المدينة المعين من الكرملين.
وكتب ميخائيل رازوفوجاييف على تلغرام أن "أسطول البحر الأسود صدّ هجومًا سطحيًا لمسيرة على سيفاستوبول"، مضيفًا: "حاولوا اختراق خليجنا، أطلق بحارتنا النار عليهم من أسلحة خفيفة. دفاعاتنا الجوية كانت تعمل أيضًا".
وأمس الثلاثاء، أعلنت وزارة الدفاع الأوكرانية أن انفجارات وقعت في مدينة داجانكوي شمالي شبه الجزيرة. وأسفرت عن تدمير صواريخ كروز كاليبر الروسية أثناء نقلها بالسكك الحديدية.
ومن جهتها، قالت وزارة الدفاع الروسية إن مقاتلاتها اعترضت قاذفتين استراتيجيتين للقوات الجوية الأميركية فوق بحر البلطيق كانتا تتجهان إلى الحدود الروسية.
دبابات أبرامز إلى كييف في الخريف
في غضون ذلك، تعتزم الولايات المتحدة الأميركية تُسليم دبابات أبرامز إلى أوكرانيا بحلول الخريف، في وتيرة أسرع بكثير مما كان متوقعًا. كما سترسل أنظمة دفاع جوي "باتريوت" وفقًا لـ"جدول زمني معجّل"، وفق ما أكدت وزارة الدفاع الأميركية.
وقال المتحدث باسم البنتاغون الجنرال بات رايدر لصحافيين إن واشنطن اتخذت بالتنسيق مع كييف "قرارًا بإرسال دبابات أبرامز من طراز إم1 أي1"، مشيرًا إلى أن ذلك سيسمح بتسريع مهل التسليم إلى حد كبير وتقديم هذه القدرات المهمة إلى أوكرانيا بحلول خريف العام الحالي".
وأوضح المتحدث أنّ الدبابات ستمنح أوكرانيا "قدرة مشابهة جدًا لطراز إم1 أي2" الذي كانت واشنطن خططت لإرساله في البداية، من دون عرض تفاصيل الاختلافات بين الطرازين. فتوفير دبابات من طراز إم1 أي2 كان سيستغرق أكثر من عام، وفقًا لرايدر.
كما ستحصل أوكرانيا على أنظمة دفاع جوي متقدّمة من طراز باتريوت قبل الموعد الذي كان مقررًا "وفقًا لجدول زمني معجّل"، بحسب رايدر. ولفت إلى أن الأوكرانيين يتدرّبون على النظام "بشكل أسرع من المتوقع، نظرًا لاستعدادهم وحماستهم لتنفيذ التدريب".
وتقود الولايات المتحدة حملة دولية لمساعدة أوكرانيا منذ بدء الهجوم الروسي في فبراير/ شباط 2022، حيث شكلت تحالفًا من عشرات الدول لدعم كييف.
وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إن الاتحاد الأوروبي سينفق ملياري يورو لتزويد بلاده بمليون قذيفة مدفعية جديدة خلال الأشهر المقبلة.
خطة مساعدة من صندوق النقد
على الصعيد الاقتصادي، أعلن صندوق النقد الدولي الثلاثاء التوصل إلى اتفاق مع الحكومة الأوكرانية بشأن خطة مساعدة بقيمة 15,6 مليار دولار.
وقال الصندوق في بيان إنّ الخطة من شأنها أن تتيح "دعم الانتعاش الاقتصادي التدريجي مع تهيئة الظروف لنمو طويل الأجل في سياق إعادة الإعمار في مرحلة ما بعد النزاع" ومسار انضمام أوكرانيا إلى الاتحاد الأوروبي.
بعد الموافقة على إرسال دبابات تشالنجر2 البريطانية وليوبارد2 الألمانية وأبرامز الأميركية في يناير/كانون الثاني 2023.. إليكم أكبر الدول الداعمة لـ #أوكرانيا وتكلفة الدعم العسكري pic.twitter.com/LHSP3bfnG2
— أنا العربي - Ana Alaraby (@AnaAlarabytv) February 1, 2023
وسيتمّ عرض الاتّفاق "في الأسابيع المقبلة" على مجلس إدارة الصندوق بغية إعطاء المصادقة النهائية عليه.
وبحسب البيان، قال رئيس البعثة الميدانية لصندوق النقد الدولي غافين غراي إنه "بالإضافة إلى الخسائر البشرية الرهيبة، يستمرّ التأثير المدمّر للغزو الروسي لأوكرانيا على اقتصادها: تراجع إجمالي الناتج المحلي بنسبة 30% في عام 2022، ودُمّر قسم كبير من القطاع الصناعي وازداد الفقر".
لكن الحكومة الأوكرانية تمكّنت من "الحفاظ على الاستقرار المالي واستقرار الاقتصاد الكلي، خصوصًا بفضل دعم دولي كبير واتّباع سياسات حكيمة" رغم الصعوبات، بحسب غراي.
وشدّد غراي على أنّ "أهداف الحكومة الأوكرانية تكمن في دعم الاقتصاد في هذه الظروف الاستثنائية، واستعادة المصداقية المالية في سوق الديون ودعم الانتعاش" بغية الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي.
ويعوّل صندوق النقد على انتعاش اقتصادي جزئي وتدريجي هذا العام، خصوصًا بفضل الحفاظ على البنى التحتية الأساسية، على غرار شبكة الكهرباء التي غالبًا ما تستهدفها روسيا.
ترحيب أميركي
وحظي الاتفاق بين صندوق النقد وأوكرانيا بترحيب وزيرة الخزانة الأميركية جانيت يلين.
وأكّدت في بيان أنّ الولايات المتحدة "ستواصل دعم الحكومة والشعب الأوكرانيين أطول فترة ممكنة" في مواجهة روسيا.
ومنذ بدء الهجوم الروسي على أوكرانيا حتى الآن، تخطّت مساعدات البنك الدولي للبلاد 20 مليار دولار في شكل قروض وهبات، كما تخطّت قيمة المساعدات الأميركية لكييف 100 مليارات دولار من ضمنها المساعدات العسكرية.
وأتاح جزء كبير من هذه الأموال الحفاظ على الخدمات العامة وتسديد رواتب موظفي القطاع العام، كما والاهتمام بالنازحين داخليًا.