وجدت دراسة كندية جديدة أن قضاء الكثير من الوقت في الجلوس كل يوم يمكن أن يؤدي إلى الوفاة المبكرة.
فقد وجد الباحثون في جامعة "سيمون فراسير" في فانكوفر بكندا، أن الأشخاص الذين يقضون فترات طويلة من يومهم جالسين هم أكثر عرضة للإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية أو الموت بسبب المرض.
وقد حذر الباحثون من أن مقدار الوقت الذي يقضيه الناس في جميع أنحاء العالم في الجلوس قد ازداد في السنوات الأخيرة، ويرجع ذلك إلى حد كبير إلى الاستخدام المتزايد للتكنولوجيا مثل أجهزة الكمبيوتر والهواتف الذكية.
وكتب فريق البحث في الدراسة أن "تقليل وقت الجلوس مع زيادة النشاط البدني قد يكون إستراتيجية مهمة لتخفيف العبء العالمي للوفيات المبكرة والأمراض القلبية الوعائية".
بيانات من 21 دولة
وجمع الباحثون، الذين نشروا نتائجهم يوم الأربعاء في مجلة "جاما كاريولوجي"، بيانات من 105000 شخص في 21 دولة على مدار 11 عامًا في المتوسط.
وتتمحور البيانات حول متوسط الوقت الذي يقضيه الشخص جالسًا كل يوم، سواء بسبب العمل أو خيارات نمط الحياة الأخرى.
وقارن الباحثون معدلات الوفيات الناجمة عن جميع الأسباب وأمراض القلب على أساس وقت الجلوس في اليوم، مع تلك التي تقضي أقل من أربع ساعات في اليوم جالسة وتستخدم كخط أساسي.
ويُعتقد أن هذه المجموعة لديها نمط الحياة الأكثر نشاطًا بشكل عام، على الرغم من أنها لا تحصل على قسط من الراحة في ساعات الاستيقاظ اليومية.
خطر الوفاة المبكرة
ووجد الباحثون أن الأشخاص الذين يقضون حوالي أربع إلى ست ساعات يوميًا جالسين هم في الواقع أقل عرضة للإصابة بأمراض القلب، ولديهم معدل وفيات متساوٍ لجميع الأسباب. لكن الأشخاص الذين يقضون أكثر من هذا القدر من الوقت جالسين كل يوم يواجهون مشكلة حقيقية.
فالجلوس لمدة ست إلى ثماني ساعات في اليوم للأشخاص الذين يعيشون في الدول المتقدمة يزيد قليلًا من خطر الوفاة، ويرتفع هذا الخطر بنسبة 10% لدى أولئك الذين يجلسون أكثر من ثماني ساعات في اليوم.
أمّا في الدول النامية، فالشخص الذي يقضي من ست إلى ثماني ساعات جالسًا كل يوم هو أكثر عرضة بنسبة 20% للوفاة لأي سبب، في حين أن الشخص الذي يجلس لأكثر من ثماني ساعات في اليوم معرض لخطر الوفاة بنسبة 25% تقريبًا، بحسب الدراسة.
الجلوس وأمراض القلب
كما يؤثر الجلوس على احتمال الإصابة بأمراض القلب، حيث من المرجح أن يعاني الأشخاص في الدول ذات الدخل المنخفض من هذه الحالة أكثر من أقرانهم في البلدان الأكثر تقدمًا.
وقد أكّد الطبيب المتخصص في أمراض القلب والشرايين والقسطرة العلاجية مالك محمد خليل الجمزاوي في حديث إلى "العربي" التأثير السلبي للجلوس لفترات طويلة على صحة القلب والشرايين.
ولفت إلى أن الوظائف المكتبية تفرض على الفرد الجلوس من 10 إلى 12 ساعة يوميًا.
ويزيد ذلك من نسبة الإصابة في أمراض القلب، حيث يبطئ الجلوس من سيلان الدم ما يزيد احتمال ترسب الدهنيات على جدار الشرايين الداخلي ما يزيد من الوزن.
كما يقلل الجلوس من استهلاك الطاقة وبالتالي من حرق السكريات التي تدخل الجسم عبر الغذاء، ما يرفع احتمال الإصابة بمرض السكر في المستقبل، بحسب الجمزاوي الذي أكّد أن الجلوس لفترة طويلة يخفف من قدرة الجسم على مقاومة عوامل التوتر.
وقد أشار الجمزاوي إلى أن النساء هم أكثر عرضة لمخاطر الجلوس لفترات طويلة، مشيرًا إلى تأثر الشباب حيث تتزايد أمراض القلب لديهم.