حذّرت دراسة علمية جديدة من أنّ وجود جسيمات البلاستيك في المشيمة يرتبط بالولادات المبكرة.
وتُضاف هذه الدراسة إلى مجموعة من الأدلة المتزايدة، التي تُوضح وجود خطر حقيقي من التعرّض للمواد البلاستيكية على صحة الإنسان.
والولادة المبكرة هي السبب الرئيسي لوفاة الرضع في جميع أنحاء العالم. وبينما لا تزال أسباب نحو ثلثَي الولادات المبكرة غير معروفة، دفعت العلاقة القائمة بين تلوّث الهواء وملايين الولادات المبكرة فريق البحث إلى التحقيق في التلوّث البلاستيكي.
وأوضحت الدراسة الجديدة وجود علاقة بين جزئيات البلاستيك الدقيقة والولادات المبكرة.
ومن المعروف أنّ جسيمات البلاستيك تُسبّب التهابًا في الخلايا البشرية؛ والالتهاب هو أحد العوامل التي تُحفّز بدء المخاض.
ويستهلك الإنسان المواد البلاستيكية الدقيقة التي تتحلّل من النفايات البلاستيكية، عن طريق الطعام والماء واستنشاقها من الهواء.
وعام 2020، تمّ اكتشاف المواد البلاستيكية الدقيقة لأول مرة في المشيمة، كما تمّ العثور عليها في الدم، والسائل المنوي وحليب الثدي والأدمغة والكبد ونخاع العظام، ما يُشير إلى التلوّث الكبير في أجسام الناس.
ولا يُعرف الكثير عن تأثير ذلك على صحة الإنسان، ولكن تمّ ربط المواد البلاستيكية الدقيقة بالسكتات الدماغية والنوبات القلبية.
ماذا وجدت الدراسة؟
ووجدت الدراسة أن المشيمة في الولادات المبكرة تكون ملوّثة بشكل كبير بالمواد البلاستيكية الدقيقة.
وقام الباحثون في الدراسة التي قُدّمت للاجتماع السنوي لجمعية طب الأم والجنين في دنفر، بتحليل 100 مشيمة من ولادة كاملة المدة و75 مشيمة من ولادة مبكرة (34 أسبوعًا)، من منطقة هيوستن.
وباستخدام مقياس الطيف الكتلي شديد الحساسية، وجدوا 203 ميكروغرام من البلاستيك لكل غرام من الأنسجة في المشيمة المبكرة، وهو أعلى بنسبة تزيد عن 50% من 130 ميكروغرام في المشيمة كاملة المدة.
وكشفوا عن وجود 12 نوعًا من البلاستيك، وأهمها الـ PET التي تُستخدم في الزجاجات البلاستيكية، والـ PVC، والبولي يوريثين، والبولي كربونات.
ورغم أنّ بعض الأمهات أكثر عرضة لخطر الولادة المبكرة، بسبب عمرهن وعرقهن وحالتهن الاجتماعية والاقتصادية، إلا أنّ الدراسة وجدت أنّ العلاقة القوية بين جزيئات البلاستيك والولادة المبكرة ظلت قائمة حتى عندما أُخذت هذه العوامل في الاعتبار.
وأكد الدكتور إنريكو باروزو من كلية بايلور للطب في تكساس، ضرورة زيادة وعي الناس بالجسيمات البلاستيكية الدقيقة وارتباطاتها بالتأثيرات المحتملة على صحة الإنسان.