السبت 20 أبريل / أبريل 2024

دراسة تحذّر من مفعول عكسي لبعض مسكنات الألم

دراسة تحذّر من مفعول عكسي لبعض مسكنات الألم

Changed

فقرة ضمن برنامج "صباح النور" تتناول مسكنات الألم ومخاطرها والأخطاء الشائعة عند استخدامها (الصورة: تويتر)
تثير نتائج دراسة أجراها باحثون في كندا وإيطاليا التساؤلات حول علاج الألم بالعقاقير المضادة للالتهابات.

توصلت دراسة أجراها باحثون في كندا وإيطاليا إلى أن تناول مسكنات مثل الأسبرين والأيبوبروفين قد لا يعود بالفائدة المطلوبة، بل قد يترك المرضى في معاناة لفترة أطول.

واستندت الدراسة إلى الاختبارات المعملية على الخلايا البشرية والفئران. وتثير نتائجها التساؤلات حول الممارسة التقليدية لعلاج الألم بالعقاقير المضادة للالتهابات، التي يأخذها الملايين حول العالم.

وأشارت الدراسة التي نشرت نتائجها في مجلة "سينس ترنسلايشنال ميديسن" إلى أن الالتهاب في حد ذاته قد لا يكون هو العدو الأساسي.

وتعمل الأدوية المضادة للالتهابات عن طريق منع الكريات البيضاء العدِلة وخلايا الدم البيضاء التي تساعد الجسم على بدء عملية الشفاء.

تأثير إيجابي للالتهاب

وقام الخبراء بتحليل عينات الدم المأخوذة في ثلاث مناسبات من 98 شخصًا يعانون من آلام أسفل الظهر.

واختفى الألم في نهاية المطاف لدى المرضى الذين كان لديهم عدد أكبر بكثير من الكريات البيضاء العدِلة في دمائهم، مقارنة مع أولئك الذين ما زالوا مصابين.

وقد ألهم هذا الباحثين لاختبار إحصار العَدِلات في الفئران المصابة بالعقاقير المضادة للالتهابات ديكساميثازون وديكلوفيناك. وقد توقفت معظم الفئران الضابطة عن الشعور بالألم في غضون شهرين.

لكن القوارض التي تناولت العقاقير المضادة للالتهابات عانت من الألم لمدة ضعف متوسطها، مع شعور بعضها بالألم لمدة أطول بعشر مرات من المجموعة الضابطة.

ولم ينتج عن تكرار التجربة باستخدام مسكنات الألم التي لا تستهدف الالتهاب، مثل الباراسيتامول (أسيتامينوفين)، نفس الاستجابة الممتدة للألم. وقال مؤلفو الدراسة: "إن هذا يشير إلى أن الالتهاب لعب دورًا في التئام الجروح وعلاج الألم".

وتم دعم نتائج هذه الدراسة من خلال تحليل منفصل لـ500000 شخص أظهر أن أولئك الذين يتناولون الأدوية المضادة للالتهابات لعلاج آلامهم كانوا أكثر عرضة للإصابة بالألم بعد سنتين إلى 10 سنوات.

وقال البروفيسور جيفري موغيل، مؤلف الدراسة من جامعة ماكغيل في كندا: "إن التدخل في هذه الفترة المؤلمة الأولية يمكن أن يضر أكثر مما ينفع".

أكثر مسكنات الألم أمانًا

وتتنوع المسكنات مثل البراسيتامول و مضادات الالتهاب غير الستيرويدية والمسكنات الأفيونية.

وتسبب مضادات الالتهاب غير الستيرويدية ارتفاعا في ضغط الدم والفشل الكلوي وتقرّح المعدة، ويمنع تناولها على مرضى الربو، بينما يعتبر الباراسيتامول من أكثر المسكنات أمانًا، بحسب الدكتورة في الصيدلة روان عبد السلام. 

وأوضحت في حديث إلى "العربي" إلى أنه يعمل على منع الجسم من إفراز البروستاغلاندينز الذي يعطينا الشعور بالألم. 

وكان باحثون من جامعة إدنبرة قد حذّروا في فبراير/ شباط الماضي من أن الاستخدام اليومي للباراسيتامول، مسكن الألم شائع الاستخدام، يزيد من مخاطر الإصابة بنوبة قلبية، حيث وجدت تجربة هي الأولى من نوعها أن أسبوعين فقط من تناول الباراسيتامول بانتظام تسبب ارتفاعًا ملحوظًا في ضغط الدم.

وحذرت عبد السلام من الاستخدام الخاطئ لمسكنات الآلام من دون اللجوء إلى طبيب أو صيدلي وهو ما قد يؤدي إلى آثار جانبية، مشددة على ضرورة تفادي مرضى الأمراض المزمنة والحوامل لتناول المسكنات بأنواعها.

المصادر:
العربي - ترجمات

شارك القصة

تابع القراءة
Close