الخميس 11 أبريل / أبريل 2024

دراسة تزعم أن التفاؤل يطيل العمر.. كيف نكتسب هذه المهارة؟ 

دراسة تزعم أن التفاؤل يطيل العمر.. كيف نكتسب هذه المهارة؟ 

Changed

المدرب في علم النفس الإيجابي ميلاد حدشيتي يشرح سبل تنمية مهارة التفاؤل (الصورة: تويتر)
وجد فريق بحثي من جامعة هارفارد أن النساء الأكثر تفاؤلاً يعشن بمعدل 54% لفترة أطول مقارنة بأقرانهن الأكثر تشاؤمًا.

وجدت دراسة جديدة أن هناك فوائد حقيقية للتفاؤل حيث يمكن أن يطيل عمر الفرد ويزيد من احتمالية بلوغه سن التسعين بشكل كبير.

فقد وجد فريق بحثي بجامعة هارفارد أن النساء الأكثر تفاؤلاً يعشن بمعدل 54% لفترة أطول - أو أكثر من أربع سنوات من العمر - مقارنة بأقرانهن الأكثر تشاؤمًا، بحسب صحيفة "ديلي ميل". 

ويملك الأشخاص الأكثر تفاؤلاً فرصة أكبر بنسبة 10% للوصول إلى سن 90 عامًا مقارنة بالنساء الأكثر تشاؤمًا. 

العلاقة بين التفكير الإيجابي والحياة الصحية

وفي حين أن هذه الدراسة لم تحدد الآلية الدقيقة وراء التحولات في العمر، إلا أن الخبراء أدركوا منذ فترة طويلة أن هناك صلة بين التفكير الإيجابي والحياة الصحية.

وقال الدكتور هايامي كوجا، المؤلف الرئيسي للدراسة وطالب ما بعد الدكتوراه في جامعة هارفارد، في بيان: "لقد ركزت الكثير من الأعمال السابقة على أوجه القصور أو عوامل الخطر التي تزيد من مخاطر الإصابة بالأمراض والوفاة المبكرة".

وتشير النتائج التي تم التوصل إليها إلى أن هناك قيمة للتركيز على العوامل النفسية الإيجابية، مثل التفاؤل، باعتبارها طرقًا جديدة ممكنة لتعزيز طول العمر والشيخوخة الصحية عبر مجموعات متنوعة.

واعتمد الباحثون، الذين نشروا نتائجهم يوم الأربعاء في مجلة الجمعية الأميركية لطب الشيخوخة، على نتائج دراسة سابقة وجدت أن التفاؤل يزيد من احتمال "طول العمر الاستثنائي" لدى الشخص، أو العيش حتى 85 عامًا على الأقل.

لكن تلك الدراسة واجهت عدة انتقادات لأنها نظرت فقط في معظم السكان البيض، وليس في عينة تمثيلية من الولايات المتحدة.

التفاؤل عامل صحي إيجابي

وقد وسعت مجموعة الدراسة هذه المرة لإنشاء مجتمع أكثر توازنًا مع الجمهور الأميركي، حيث جمعت بيانات نحو 160.000 امرأة من مبادرة صحة المرأة التحقن بالبرنامج بين عامي 1993 و1998. وتمت متابعة النساء لمدة 26 عامًا - أو طالما كن على قيد الحياة خلال تلك الفترة - وقياس مستوى تفاؤلهن العام.

ووجد الباحثون أن النساء اللواتي تم تحديدهن على أنهن الأكثر تفاؤلاً - أعلى 25% بين المجموعة - استفدن من فترات حياة أطول.

ويشرح الباحثون أن التفاؤل عامل صحي إيجابي. ويقول كوجا: "نميل إلى التركيز على عوامل الخطر السلبية التي تؤثر على صحتنا"، مضيفًا: أنه "من المهم أيضًا التفكير في الموارد الإيجابية، مثل التفاؤل، التي قد تكون مفيدة لصحتنا، خاصة إذا رأينا أن هذه الفوائد تظهر عبر المجموعات العرقية والإثنية".

وكانت النتائج متشابهة عند اختلاف العرق، حيث ترى النساء من جميع الأعراق فوائد مماثلة من امتلاك نظرة أكثر تفاؤلاً للحياة.

ولم يؤكد الخبراء السبب الذي يجعل من التفاؤل والنظرة الإيجابية للحياة سببًا في صحة أفضل، لكنهم يعتقدون أن هناك عاملا رئيسيا في ذلك يتعلّق بصحة القلب، إذ بحسب خبراء في جامعة جونز هوبكنز، فإن الأشخاص الذين يعيشون حياة أكثر إرهاقًا ومليئة بالقلق معرضون بشكل متزايد لخطر الإصابة بأمراض القلب المزمنة.

اكتساب مهارة التفاؤل

وكان المدرب في علم النفس الإيجابي ميلاد حدشيتي قد أوضح في حديث إلى "العربي" ضمن برنامج "صباح النور" أن نظرة الفرد المتفائلة أو المتشائمة للحياة ترتبط ببعض العوامل الجينية وأسلوب التربية في المنزل، لكنه يؤكد أن التفاؤل مهارة يمكن للفرد تعلمها. 

وقال حدشيتي: "الإنسان العادي الذي لا يعاني من أمراض نفسية هو مقبل بطبيعته على الحياة ويعتبر أن القادم أجمل"، لافتًا إلى ميل فطري لدى الإنسان للإيمان بقدراته. 

ويمكن التمكن من مهارة التفاؤل بأن يعدل المرء نظرته وتحليله للحياة، بحسب حدشيتي الذي أكّد أن التشاؤم عادة يبنيها الفرد من خلال تجربته وحياته اليومية. وأضاف: "عادة ما نكرس طاقة أكبر ووقتا أطول للمشاعر السلبية التي تزعجنا". 

وبحسب حدشيتي، يرى المتشائم المشكلة عامة، فيما يراها المتفائل محددة. ويشعر المتفائل بأنه قادر على حل مشكلته بينما يعتبر المتشائم أنه غير قادر على حلها. 

ونصح حدشيتي بوضع المشاكل التي نواجهها في صندوق يتلائم مع حجمها تمامًا دون إعطائها مساحة أكبر مما تستحق وبالتالي مجالًا أكبر للتأثير على حياتنا. ويترجم ذلك بالمواقف المتخذة والعبارات المستخدمة عندما يواجه الفرد مشكلة معينة، بحسب المدرب في علم النفس الإيجابي. 

وأشار حدشيتي إلى أن التفاؤل لا يعني أن كل شيء سيكون جميلا في حياة الفرد، ولكنه سيواجه المشاكل الضرورية لتعزيز تجارب الفرد وحكمته في الحياة. 

كما يلفت إلى أن التفاؤل والتشاؤم أمران معديان لكن العدوى تتوقف على انتباه الفرد لهذه المشاعر. 

المصادر:
العربي - ترجمات

شارك القصة

تابع القراءة
Close