الجمعة 4 أكتوبر / October 2024

دراسة مثيرة.. هل الذكاء المرتفع يخفض الإصابة بأمراض الصحة العقلية؟

دراسة مثيرة.. هل الذكاء المرتفع يخفض الإصابة بأمراض الصحة العقلية؟

شارك القصة

وجدت دراسة أجريت على توائم في هولندا أن وراثة الأمراض النفسية تختلف باختلاف مستوى الذكاء- غيتي
وجدت دراسة أجريت على توائم في هولندا أن وراثة الأمراض النفسية تختلف باختلاف مستوى الذكاء- غيتي
وجدت دراسة حديثة أن وراثة القلق والسمات المرتبطة باضطرابات المزاج ترتفع لدى الأفراد ذوي الذكاء الأقل من المتوسط. 

كشفت دراسة أجريت في هولندا عن وجود علاقة طفيفة بين الذكاء العالي وانخفاض خطر الإصابة بالأمراض النفسية، ويُعزى ذلك في المقام الأول إلى العوامل الوراثية المشتركة، وفقًا لما ذكره موقع "سي بوست".

ونُشرت الدراسة في مجلة "علم الوراثة السلوكية"، حيث أشارت النتائج إلى أن التأثيرات الجينية التي تساهم في زيادة الذكاء قد تحمي أيضًا من تطور بعض مشكلات الصحة العقلية.

علاقة سلبية بين الذكاء والأمراض النفسية

ووجدت الدراسة أن وراثة سمات مثل القلق والتأثير السلبي، المرتبطة باضطرابات المزاج مثل الاكتئاب، تكون أكثر شيوعًا لدى الأفراد ذوي الذكاء الأقل من المتوسط.

الذكاء، الذي يُعرّف على أنه القدرة على التعلم والفهم وتطبيق المعرفة لحل المشكلات، يشمل وظائف معرفية متعددة مثل التفكير والذاكرة واتخاذ القرارات.

وقد أظهرت الدراسات السابقة باستمرار وجود علاقة سلبية بين الذكاء والأمراض النفسية. وهذا يعني أن الأفراد ذوي درجات الذكاء المنخفضة هم بشكل عام أكثر عرضة للإصابة بمشاكل الصحة العقلية المختلفة، بما في ذلك القلق والاكتئاب والاضطرابات السلوكية. 

وعلى الرغم من توثيق هذا الارتباط، فإن الأسباب الكامنة وراءه لا تزال موضوعًا للبحث المستمر. ويهتم العلماء بشكل خاص بفهم ما إذا كانت هذه العلاقة ناتجة عن عوامل وراثية بحتة، أو تأثيرات بيئية، أو مزيج من الاثنين معًا.

لاستكشاف هذه العلاقة بشكل أعمق، قامت مؤلفة الدراسة، سوزان بروينز، وزملاؤها بفحص العلاقة بين الذكاء، كما تم تقييمه من خلال الاختبارات النفسية، وخمسة جوانب من الأمراض النفسية لدى توائم بعمر 7 سنوات. وركزوا على الجوانب الخمسة التالية لعلم النفس المرضي: التأثير السلبي، القلق، اضطراب التحدي المعارض، التوحد، واضطراب نقص الانتباه وفرط النشاط.

واستخدم الباحثون بيانات من سجل الشباب الهولندي للتوائم، وهي دراسة طويلة الأمد تقوم بتجنيد التوائم عند الولادة ومتابعتهم طوال حياتهم. يقوم آباء التوائم بإكمال استبيانات دورية حول نمو أطفالهم وسلوكهم. ومنذ بداية هذا السجل في عام 1986، أصبح مصدرًا قيمًا للبيانات الطولية.

كما تم قياس ذكاء التوائم باستخدام مجموعة من اختبارات الذكاء المناسبة لأعمارهم.

تأثير عوامل الوراثة

وكشفت الدراسة أن المجموعات الخمس من أعراض الأمراض النفسية التي تم تحليلها كانت أقل شيوعًا قليلاً لدى المشاركين ذوي الذكاء العالي. وعلى الرغم من أن الارتباط كان ذا دلالة إحصائية، إلّا أنه كان طفيفًا للغاية، مما يشير إلى أن الذكاء وحده ليس مؤشرًا قويًا على نتائج الصحة العقلية.

وكانت إحدى النتائج الأكثر إثارة للاهتمام هي أن الارتباط بين الذكاء وأعراض القلق واضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه والتوحد كان مدفوعًا في المقام الأول بعوامل وراثية مشتركة.

ويشير ذلك إلى أن التأثيرات الجينية التي تساهم في زيادة الذكاء تقلل أيضًا من خطر الإصابة بمشاكل الصحة العقلية. ومع ذلك، فإن العلاقة بين الذكاء والقلق أو اضطراب التحدي المعارض لا يبدو أنها مدفوعة فقط بالعوامل الوراثية، مما يشير إلى أن التأثيرات البيئية أو التنموية الأخرى قد تكون لها دور.

تابع القراءة
المصادر:
ترجمات
Close