أدان أمين عام الأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، الجمعة، الهجوم على محافظة صعدة شمالي اليمن الذي أسفر عن عشرات القتلى والجرحى، داعيًا إلى إجراء تحقيقات "سريعة وشفافة" لضمان المساءلة، وذلك في بيان أصدره المتحدث باسم الأمين العام ستيفان دوجاريك.
وفي وقت سابق الجمعة، قالت اللجنة الدولية للصليب الأحمر باليمن: إن هجومًا تعرضت له مراكز اعتقال في صعدة، أسفر عن مقتل وإصابة أكثر من 100 معتقل، في وقت اتهمت فيه جماعة الحوثي التحالف السعودي الإماراتي "باستهداف السجن الاحتياطي" بالمحافظة، دون صدور تعليق من الأخير حيال الأمر.
وذكرت وزارة الصحة التابعة للحوثيين في بيان، أن "ضحايا العدوان على السجن بلغ عددهم 77 قتيلًا و223 جريحًا"، فيما قالت منظمة أطباء بلا حدود في بيان، إن "عدد القتلى بلغ 70 والمصابين 138".
إدانة ودعوة لتحقيقات سريعة
وذكر البيان الأممي أن "الأمين العام يدين الغارات الجوية التي شنتها قوات التحالف على أحد مراكز الاعتقال في مدينة صعدة، حيث أشارت التقارير الأولية إلى وفاة 60 حالة وأكثر من 100 جريح بين النزلاء".
وأضاف: "كما تم إبلاغنا بوقوع مزيد من الغارات الجوية في أماكن أخرى من اليمن، مع تقارير عن وفيات وإصابات أخرى في صفوف المدنيين، بمن فيهم الأطفال".
وأشار البيان إلى أن "غارة جوية على مرافق الاتصالات في الحديدة (غرب) أدت إلى تعطيل خدمات الإنترنت الحيوية بشكل كبير في معظم أنحاء البلاد".
وتابع: "ندعو إلى إجراء تحقيقات سريعة وفعالة وشفافة في هذه الحوادث لضمان المساءلة، ويذكر جميع الأطراف بأن الهجمات الموجهة ضد المدنيين والبنية التحتية المدنية محظورة بموجب القانون الإنساني الدولي".
وقف التصعيد
كما دعا غوتيريش إلى ضرورة "وقف تصعيد الوضع بشكل عاجل وحث الأطراف على التواصل مع مبعوثه الخاص لدفع العملية السياسية إلى الأمام للتوصل إلى تسوية تفاوضية لإنهاء الصراع".
وفي السياق ذاته دعا غوتيريش، الدول المصدرة للسلاح إلى أطراف الصراع في اليمن إلى ضرورة "اعتماد سياسة تضغط من أجل الحل السلمي ولا تؤدي إلى تضخيم القدرات العسكرية للأطراف (المتحاربة)".
وأعرب غوتيريش عن أمله أن يتمكن مبعوثه الخاص من التوجه إلى زيارة صنعاء "قريبًا جدًا".
كذلك ندد أعضاء مجلس الأمن الدولي بالاعتداءات التي شنها الحوثيون قبل أيام على أبو ظبي في بيان صدر بالإجماع.
وبحسب البيان الصادر عن مجلس الأمن، فقد حث على "ضرورة تحميل المنفذين والمدبرين والممولين والمخططين مسؤولية هذه الأعمال الإرهابية وإحالتهم على القضاء".
70 غارة
وكانت مدينة الحديدة غربي البلاد قد شهدت غارات أدّت إلى انقطاع في الإنترنت. وقالت جماعة الحوثي: "إن قوات التحالف شنّت 70 غارة في الساعات الماضية".
من جانبه أعلن التحالف أن دفاعاته دمّرت صاروخًا بالستيًا أُطلق باتجاه خميس مشيط جنوبي المملكة العربية السعودية.
واعتبر الباحث السياسي مبارك العاتي أن التحالف يقوم باستهداف أهداف محددة طبقًا لإنطلاق التهديد من هذه النقاط. ورأى أن قوات الحوثي تحاول التمركز في نقاط أمنية ما يعرّض المدنيين للخطر.
وقال في حديث إلى "العربي" من الرياض: "إن تواجد النقاط العسكرية داخل النقاط الأمنية تشكل تهديدًا للمدنيين". ولفت إلى أن التحالف يعمل على تفادي هذه النقاط.
وأضاف العاتي أن "الحوثيين لا يمتلكون قرار حرب أو سلام وهم غير معنيين بحماية المناطق المدنية وخاصة أنهم يستخدمم بعضها لأغراض عسكرية".
ومن جهته، أشار الباحث السياسي حسين البخيتي من صنعاء إلى أن التحالف يحاول أن يقدّم حججا واهية لاستهداف المدنيين. ورفض اعتبار أن الحوثيين هم بدأوا بالتصعيد عبر استهداف الإمارات الذي أدى لسقوط مدنيين.
وقال في حديث إلى "العربي": "يتحدثون عن الإمارات وكأن الحرب بدأت منذ يومين". وأضاف أن الحرب بدأت منذ سبع سنوات استهدف التحالف خلالها مدنيين. وتساءل البخيتي لماذا لا يتم استهداف المواقع العسكرية بدل المدنية.