الأربعاء 24 أبريل / أبريل 2024

دعم عسكري أميركي.. هل تنزلق الحرب الأوكرانية إلى دول أوروبا الأخرى؟

دعم عسكري أميركي.. هل تنزلق الحرب الأوكرانية إلى دول أوروبا الأخرى؟

Changed

ناقش خطار أبو دياب أستاذ العلاقات الدولية في جامعة السوربون أبعاد التصعيد الروسي الأخير في أوكرانيا (الصورة: تويتر)
يستمر التصعيد الميداني وتتواصل المعارك الدبلوماسية بين الغرب وروسيا، حيث تمضي واشنطن ودول الناتو بدعمهم لكييف، وتضييق الخناق على روسيا.

توازيًا مع التصعيد الميداني، تتواصل الضغوط الدبلوماسية على روسيا حيث تمضي الولايات المتحدة ودول الناتو في دعمها لكييف، مقابل تضييق الخناق على موسكو عبر فرض المزيد من العقوبات، ردًا على حربها على أوكرانيا.

يأتي ذلك، في وقت تصعّد موسكو هجماتها على المناطق الأوكرانية، حيث سُمع فجر السبت، "دوي انفجارات قوية" في ميكولايف.

وحذّر عمدة المدينة  ألكسندر سينكيفيتش سكان المدينة عبر تلغرام قائلا: "هناك انفجارات قوية في المدينة!. ابقوا في الملاجئ!".

مساعدات عسكرية أميركية

وأعلنت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) عن مساعدات عسكرية جديدة لأوكرانيا بقيمة 820 مليون دولار، تشمل نظامين مضادين للطائرات، وأربعة رادارات، وصواريخ جديدة لقاذفات الصواريخ الأميركية من طراز "هيمارس" التي دخلت مؤخرًا إلى ساحة المعركة، وما يصل إلى 150 ألف قذيفة عيار 155 ملم.

ويتيح النظامان القابلان للتشغيل عن بعد التصدي للطيران الروسي بما في ذلك الطائرات المسيّرة، وكذلك صواريخ كروز.

وقال المتحدث باسم البنتاغون تُود بريسيلي في بيان: إن "الولايات المتحدة تواصل العمل مع حلفائها وشركائها لتزويد أوكرانيا بالمعدات اللازمة في ساحة معركة متغيّرة".

وهذه الدفعة الجديدة من المعدات ومصدرها مخزونات الجيش الأميركي، ترفع إلى 6,9 مليار دولار إجمالي المساعدة الأميركية لكييف منذ بداية الهجوم الروسي على أوكرانيا في 24 فبراير/ شباط.

تطوّرات ميدانية

وأمس الجمعة، قُتل 19 شخصًا بينهم أطفال، وجُرح آخرون في ضربات روسية استهدفت مبان في منطقة أوديسا، بحسب السلطات الأوكرانية، وهو ما نفاه الكرملين.

ويأتي هجوم أوديسا، بعد ساعات من انسحاب القوات الروسية من جزيرة الأفعى.

وبينما تستمر المعارك الميدانية، تتواصل المعارك الدبلوماسية بين الغرب وروسيا، إذ تمضي الولايات المتحدة ودول الناتو بدعمها لكييف، وتضييق الخناق على روسيا عبر فرض المزيد من العقوبات.

وبينما اعتبر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن العقوبات الغربية المفروضة على بلاده "تسرّع من وتيرة التحالف بين روسيا وبيلاروسيا"، يواصل الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينكسي في سعي بلاده للحصول على عضوية الاتحاد الأوروبي.

وإذ حذّر وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن  من أن الحرب على أوكرانيا تشكّل خطرًا على أوروبا، وتهدّد السلام العالمي، اتهم وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الغرب ببذل كل من بوسعه للحفاظ على هيمنته على الساحة الدولية.

وناقشت روسيا وبيلاروسيا نشر رؤوس حربية نووية في دول غير نووية، والسماح لطياريها بتشغيل طائرات حربية ذات قدرات نووية.

وفي هذا الإطار، أكد الرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو أن موسكو يجب أن تكون مستعدة للردّ بالمثل على الانتهاكات الغربية المتصوّرة لمعاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية.

"المدنيون يدفعون ثمن التصعيد"

وفي هذا الإطار، أوضح خطار أبو دياب أستاذ العلاقات الدولية في جامعة السوربون، أن القصف الروسي خلال الفترة الأخيرة توسّع ليطال مناطق جديدة، حيث يدفع المدنيون ثمن هذا الاستهداف.

وأضاف أبو دياب في حديث إلى "العربي" من بيروت أن كل طرف في الحرب الأوكرانية يرى السلام من وجهة نظره ووفقًا لمصلحته.

واعتبر أن التلويح الغربي بمشاهد الحرب العالمية، والحديث الروسي عن نشر رؤوس نووية، هو رفع لدرجة التصعيد، وكأن قمة الناتو في مدريد كرّست العودة إلى زمن الحرب الباردة.

ورأى أن روسيا راهنت على انقسامات الدول الأوروبية، إلا أن الولايات المتحدة نجحت في تأطير الغرب في جبهة واحدة ضد موسكو.

وأشار إلى أن الهدف لم يعد أوكرانيا، بل توسّع إلى حرب أسواق الطاقة، وحرب الأمن الغذائي، وحرب النفوذ العالمي، والتوازنات العالمية، وموقع أوروبا في المعادلة الدولية الجديدة، ومن خلال ذلك تسعى واشنطن إلى إعادة الإمساك بأوروبا من خلال انتشار كبير لقواتها في أوروبا، وزيادة عديد قوات الناتو، ومحاولة حشر روسيا ومنعها من تحقيق إنجاز أو حتى نصف انتصار في أوكرانيا.

وأبدى أبو دياب خشيته من أنه في حال استمرت الحرب إلى الخريف المقبل، فقد تنزلق الحرب إلى دول أوروبية أخرى بما يشكّل خطرًا أوسع.

المصادر:
العربي - ترجمات

شارك القصة

تابع القراءة
Close