الثلاثاء 23 أبريل / أبريل 2024

دعم متأصل.. كيف شكلت الكويت تحولًا عميقًا في مناصرة فلسطين؟

دعم متأصل.. كيف شكلت الكويت تحولًا عميقًا في مناصرة فلسطين؟

Changed

حلقة من "خليج العرب" عن تاريخ الوجود الفلسطيني في الكويت وتأثير ذلك على القضية الفلسطينية (الصورة: الأناضول)
في العام 1965 شكل الفلسطينيون 48% من عاملي القطاع العام في الكويت وهذا يبين الدور الكبير لهم في التحولات الاقتصادية في هذا البلد الخليجي.

للفلسطينيين في الكويت تاريخ كبير بدأ منذ زيارة أمين الحسيني المفتي العام للقدس إلى الكويت لشرح المطامع الاستعمارية وجمع التبرعات من أجل مناصرة الفلسطينيين.

ثم أتت مرحلة البعثات التعليمية للكويت بُعيد نكبة 1948 والتي مهدت لعلاقة طويلة الأمد جمعت الشعبين بحيث كانت هناك بصمة واضحة للوجود الفلسطيني في بناء البنية الاقتصادية الحديثة.

استقبال الكويت للفلسطينيين

وفي العام 1965 شكل الفلسطينيون 48% من عاملي القطاع العام في الكويت وهذا يبين الدور الكبير لهم في التحولات الاقتصادية في هذا البلد الخليجي.

التحولات في العلاقة الفلسطينية الكويتية تطورت مع مر السنين حيث حظيت القضية الفلسطينية بدعم كويتي قوي على المستويين الشعبي والرسمي، إلا أن هذا الدعم قل شعبيًا بسبب الموقف المنحاز لمنظمة التحرير الفلسطينية من الغزو العراقي للكويت.

وقد أدت ظروف الغزو إلى مغادرة معظم الفلسطينيين من الكويت بعد العام 1990، ولكن ولأن الموقف الشعبي والرسمي الكويتي تجاه فلسطين متجذر عاد الكويت شعبيًا ورسميًا لتقود المواقف المؤيدة للحق الفلسطيني من جديد.

وفي عام 1991 شكلت الجالية الفلسطينية في الكويت ثالث أكبر تجمع للشتات الفلسطيني في العالم، وهو كان مرتكزًا لحركات التحرر الفلسطينية بعد نكبة عام 1948.

تجربة شخصية

وفي هذا الإطار، قالت تغريد الغبرا، عضو هيئة التدريس بجامعة الكويت: إن الجالية الفلسطينية بالكويت كانت تسند عجلة الاقتصاد الكويتي وكذلك فلسطين، ولذلك فإن الفلسطينين كانوا يشعرون بمدى معاناة التشريد التي تعرضوا لها، ولذلك ساهم الكثير من الفلسطينيين في بناء الكويت حتى تحولت إلى جالية مميزة. 

وأضافت الغبرا في حديث لـ"العربي" من استديو لوسيل، أن الجالية الفلسطينية في الكويت وصلت إلى نصف مليون قبل غزو الكويت عام 1991، وكانت ناجحة ومتجذرة، لكن عقب ذلك الجزء الأكبر خرج لعدة أسباب سياسية والحرب ونتيجة المواقف التي اتخذها أعضاء من منظمة التحرير، مما ساد في تلك الفترة انطباعًا بأن كل الفلسطينيين مؤيدين للغزو، لكن هذا ما كان غير صحيح، إذ أن الفلسطيني وقتها كان يعاني من التحيز العالمي الغربي لإسرائيل، وبالتالي هو لم يوافق على احتلال الكويت.

وأشارت الغبرا إلى أن موقف دولة الكويت بقي محافظًا عليه تجاه القضية الفلسطينية، رغم حالة استقطاب الأنظمة العربية للقضية الفلسطينية ولعبت فيها بأن يكون هناك مواقف متباينة من الفصائل الفلسطينية.

ومضت تقول: "إنه مع التشتت الحاصل يحاول المثقفون الفلسطينيون الحفاظ على مكتسباتهم لدعم القضية الفلسطينية، فعلى سبيل المثال يحاول الكويتيون من أصول فلسطينية أن يكونوا مستقلين من دون الخضوع للإملاءات والتحزبات".

واعتبرت الغبرا أن "الجيل الحديث ونظرته إلى القضية الفلسطينية تكاد تكون هائلة من خلال التفاعل مع أحداث القدس، وبالتالي فإنه يمكن القول: إن وسائل التواصل الاجتماعي تكثر فيها الحسابات التي تدافع عن القضية الفلسطينية وحتى القضايا الأخرى مثل سوريا واليمن وحاليًا السودان، مما يعني أن الجيل امتلك الإحساس بالعدل والظلم والتفرقة بينهما".

وحول الكتاب الذي ألفته الغبرا حول "التجربة الفلسطينية في الكويت"، قالت: "إن الكتاب يتحدث عن تجربتي منذ القدوم إلى الكويت وعمري 3 سنوات، ثم بدأت التكلم عن أصل العائلة وهي عائلة القدسي، ثم اكتشف أن هناك جهل عن تاريخ فلسطين، وعلى سبيل المثال عن أبواب القدس حيث اكتشفت أنها غير أبواب المسجد الأقصى".

وزادت بالقول: "الكتاب تكلم عن أصل العائلة والتجربة في الحياة في الكويت والتميز بالتعليم والصحة في الكويت في تلك الفترة التي أثرت على البلد، ولذلك الكتاب هو سيرة نسوية لمرأة عربية لتثبت ذاتها وتسند عائلتها، حيث حاول الكتاب تسليط الضوء على التجاذبات وخاصة بعد الوصول إلى ثقافة حول السيرة النسوية لدي، وعليه فإن الكتاب يشجع النساء الأخريات للكتابة".

المصادر:
العربي

شارك القصة

تابع القراءة
Close