دعا وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو، أمس الأربعاء، باكستان إلى التنديد بالهجوم في إقليم كشمير والتعاون في إجراء تحقيق، مع دعوته الهند أيضًا إلى نزع فتيل التصعيد، وذلك في مكالمة هاتفية مع كل من الطرفين اللذين بلغ بينهما التوتر أقصى الدرجات مع توقعات إسلام أباد بضربة عسكرية هندية قريبة.
وقالت المتحدثة باسم الخارجية الاميركية، تامي بروس: في اتصال مع رئيس الوزراء الباكستاني شهباز شريف: "تحدث (روبيو) عن الحاجة إلى التنديد بالهجوم الإرهابي في 22 أبريل/ نيسان في باهالغام" في الشطر الهندي من كشمير.
وأضافت في بيان أن روبيو "حض المسؤولين الباكستانيين على التعاون في إجراء تحقيق حول هذا الهجوم العبثي".
اتصالات أميركية هندية
وفي اتصال منفصل مع وزير الخارجية الهندي سوبراهمانيام جايشانكار، أبدى روبيو تضامنه، لكنه شجع أيضًا على ضبط النفس في ضوء اتهام الهند لباكستان بدعم الهجوم.
وتابعت بروس أن "الوزير أعرب عن حزنه على الخسائر في الأرواح جراء الهجوم الإرهابي المروع في باهالغام، وكرر التزام (الولايات المتحدة) التعاون مع الهند ضد الإرهاب".
وقالت: إن روبيو "شجع الهند أيضًا على العمل مع باكستان لاحتواء التوترات والحفاظ على السلم والأمن في جنوب آسيا".
وفي نيودلهي أعلنت وزارة الخارجية الهندية في بيان الخميس أنّ الوزير جايشانكار شدّد على مسامع روبيو على وجوب أن يتمّ تقديم أولئك الذين "نفذوا ودعموا وخططوا" لهجوم كشمير إلى العدالة.
وتصاعد التوتر بين الهند وباكستان، في 22 أبريل الجاري، عقب إطلاق مسلحين النار على سياح في منطقة باهالغام بإقليم جامو وكشمير، ما أسفر عن مقتل 26 شخصًا وإصابة آخرين.
وقال مسؤولون هنود إن منفذي الهجوم "جاؤوا من باكستان"، فيما اتهمت إسلام آباد الجانب الهندي بممارسة حملة تضليل ضدها.
وعقب الهجوم قررت الهند تعليق العمل بـ"معاهدة مياه نهر السند" لتقسيم المياه، وطلبت من دبلوماسيين باكستانيين في نيودلهي بالمغادرة خلال أسبوع. كما أوقفت الهند منح تأشيرات للمواطنين الباكستانيين وألغت جميع التأشيرات الصادرة سابقًا.
من جانبها، نفت باكستان اتهامات الهند وقيدت عدد الموظفين الدبلوماسيين الهنود في إسلام آباد، وأعلنت أنها ستعتبر أي تدخل في الأنهار خارج معاهدة مياه نهر السند "عملًا حربيًا"، وعلقت التجارة مع الهند وأغلقت مجالها الجوي أمامها.
وقال وزير الإعلام الباكستاني عطا الله تارار يوم أمس الأربعاء، إن لدى باكستان معلومات استخباراتية موثوقة تفيد بأن الهند تنوي شن ضربة عسكرية خلال 24 إلى 36 ساعة مقبلة.
ماذا عن المواقف العربية؟
إلى ذلك، أعربت عدة دول عربية عن قلقها البالغ إزاء التصعيد المتسارع بين الطرفين، ودعت البلدين إلى ضبط النفس والحوار المباشر لحل خلافاتهما.
جاء ذلك في بيانات صدرت عن وزارات الخارجية في كل من السعودية والكويت والعراق والأردن وسلطنة عُمان وليبيا، بعد تبادل لإطلاق النار على الحدود بين البلدين، على خلفية الهجوم الدموي.
وقالت الخارجية السعودية: إنها "تعرب عن قلقها بشأن التوتر المتصاعد بين كل من جمهورية الهند وجمهورية باكستان الإسلامية، واستمرار تبادل إطلاق النار في المناطق الحدودية".
ودعت البلدين "إلى خفض التوتر وتجنب التصعيد، وحل الخلافات بالطرق الدبلوماسية، واحترام مبادئ حسن الجوار، والعمل على تحقيق الاستقرار والسلام لما فيه خير شعبيهما وشعوب المنطقة".
فيما قالت الخارجية الكويتية، إنها "تتابع بقلق واهتمام بالغين التوتر الحاصل بين جمهورية الهند وجمهورية باكستان الإسلامية الصديقتين". وأكدت "على موقف دولة الكويت الثابت والراسخ في دعم المسار الدبلوماسي وتغليب لغة العقل والحوار في حل كافة القضايا الإقليمية والدولية".
على النحو ذاته، أعربت خارجية الأردن، عن قلقها إزاء توتّر الأوضاع والتصعيد بين الهند وباكستان. وأكّد الناطق باسم الوزارة سفيان القضاة، "دعوة المملكة كلا البلدين لخفض التصعيد بينهما، وتغليب لغة الحوار وحل الأزمات عبر الطرق الدبلوماسية، واحترام مبادئ حسن الجوار".
وأشار إلى "دعم المملكة لجميع الجهود الدبلوماسية المُستهدِفة تعزيز الأمن والاستقرار، وتحقيق السلام العادل والشامل في المنطقة".
تغليب لغة الحوار
كما أكدت الخارجية العراقية، "على أهمية ممارسة أقصى درجات ضبط النفس، وتجنب أي إجراءات انتقامية (من جانب الهند وباكستان) قد تؤدي إلى تفاقم الأزمة".
وشددت "على أن الحل الدائم للخلافات بين البلدين يكمن في الحوار المباشر واللجوء إلى الوسائل الدبلوماسية، كما تدعم في هذا الإطار الجهود الإقليمية والدولية الرامية إلى تهدئة التوتر والحفاظ على الاستقرار في المنطقة".
بدورها، أعربت وزارة الخارجية والتعاون الدولي الليبية، عن "قلقها من التوتر المتصاعد بين الهند وباكستان، وما يرافقه من أعمال عسكرية في المناطق الحدودية بين البلدين". وأكدت على "أهمية تهدئة الأوضاع، وتغليب لغة الحوار والوسائل الدبلوماسية بما يعزز الأمن والاستقرار، ويجنب المنطقة مزيداً من التصعيد".
فيما شددت وزارة خارجية سلطنة عمان، على "أهمية تخفيض التصعيد والدعوة لحل الخلافات بين الأطراف المتنازعة عبر الحلول الدبلوماسية، واستمرار الحوار".
وأكد وزير الخارجية بدر بن حمد بن حمود البوسعيدي، خلال اتصال مع وزير الخارجية الباكستاني إسحاق دار، على دعم بلاده التام لجميع المبادرات التي تصب في تحقيق التفاهم والوفاق، وفق بيان صادر عن الخارجية العُمانية.