الثلاثاء 26 مارس / مارس 2024

دعوات لتغيير "النهج".. تقدم "متواضع" في مفاوضات فيينا وفبراير "حاسم"

دعوات لتغيير "النهج".. تقدم "متواضع" في مفاوضات فيينا وفبراير "حاسم"

Changed

نافذة خاصة حول المفاوضات النووية في فيينا والتقدم المسجّل على خطها (الصورة: غيتي)
أكدت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك، على الحاجة إلى تحقيق "تقدّم عاجل" في المحادثات الرامية لإعادة إحياء الاتفاق النووي مع إيران.

رغم أن جولة المفاوضات النووية الحالية في فيينا بين إيران والقوى الغربية لإحياء الاتفاق النووي من جديد، تسير على نحو مقبول ويؤسس للتوصل لإبرام اتفاق، إلا أن النظرة لا تزال "متوجسة"، ومرد ذلك لكون المباحثات كما يقول دبلوماسيون غربيون لم تشمل موضوعات جوهرية، مما يعني ضرورة "تغيير نهج" التفاوض، بحسب ما نقلت وكالة رويترز.

في غضون ذلك، تعتبر الولايات المتحدة أن هناك فرصًا لإعادة إحياء الاتفاق بشأن برنامج إيران النووي، بعدما أكد وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، اليوم الخميس، أنه جرى تحقيق ما وصفه بـ"تقدم متواضع" في محادثات فيينا أخيرًا.

وقال بلينكن لصحافيين بعد محادثات مع نظرائه الأوروبيين: "يمكنني القول إننا شهدنا تقدّمًا متواضعًا في الأسابيع الأخيرة الماضية من المحادثات"، الجارية في فيينا بين إيران والقوى الكبرى، وبالتالي، "تقييمي بعد محادثاتي مع الزملاء، أن العودة الى الامتثال المتبادل لا يزال ممكنًا".

مرحلة حاسمة

بدورها، أكدت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك في تصريحات أدلت بها خلال مؤتمر صحافي مشترك مع بلينكن على الحاجة إلى تحقيق "تقدّم عاجل" في المحادثات الرامية لإعادة إحياء الاتفاق النووي مع إيران.

وقالت لصحافيين في برلين إن "النافذة لإيجاد حل تشارف على الإغلاق"، مضيفة "المفاوضات في مرحلة حاسمة. نحتاج إلى تقدّم عاجل للغاية، وإلا فلن ننجح في التوصل إلى اتفاق مشترك".

واتفق بلينكن على أن المفاوضات أمام "لحظة حاسمة"، مؤكدًا أن "الوقت ينفد" للتوصل إلى اتفاق.

وتأتي التصريحات بعد يوم من تشديد الرئيس الأميركي جو بايدن على وجوب عدم التخلي عن المحادثات مع طهران، مؤكدًا إحراز "بعض التقدم".

ولفت بلينكن الأسبوع الماضي، إلى أن "بضعة أسابيع بقيت" فقط لإنقاذ الاتفاق، وأن بلاده على استعداد للنظر في "خيارات أخرى"، في حال فشلت المحادثات.

تغيير النهج

وفي سياق متصل، ذكر مصدر دبلوماسي فرنسي، اليوم الخميس، أن التقدم في المحادثات الهادفة لإحياء اتفاق 2015 النووي بين إيران والقوى العالمية، لم يشمل الموضوعات الجوهرية في المفاوضات، مضيفًا إنه ينبغي تغيير النهج قبل شهر فبراير/ شباط الحاسم.

وأشار دبلوماسيون غربيون في وقت سابق إلى أنهم يأملون في تحقيق انفراجة خلال الأسابيع القليلة المقبلة، لكن ما زالت هناك خلافات حادة مع تعذر العثور على حلول للمشاكل الصعبة. وترفض إيران أي سقف زمني تفرضه القوى الغربية.

وقال المصدر الذي طلب عدم نشر اسمه للصحافيين في أعقاب اجتماع وزراء من بريطانيا وفرنسا وألمانيا والولايات المتحدة في برلين: "هناك تقدم جزئي بصورة متواضعة وخطوات بطيئة في الموضوعات غير الجوهرية في المفاوضات".

وأضاف: "لن نتمكن من تحقيق ذلك (إحياء الاتفاق) إذا استمرت إيران في المسار نفسه، وإذا استمرت المفاوضات بالنهج نفسه".

وترفض إيران التفاوض مباشرة مع مسؤولين أميركيين، وهو ما يعني ضرورة أن تقوم الأطراف الأخرى (بريطانيا والصين وفرنسا وألمانيا وروسيا) بجهود مكوكية بين الطرفين.

ولم يحدد المصدر موعدًا نهائيًا، لكنه قال إن النهج الحالي لسير المفاوضات لا يمكن قبوله.

وأضاف: "يبدو من الضروري أن علينا تغيير النهج. أعتقد أن شهر فبراير/ شباط المقبل، سيكون حاسمًا تمامًا، لن نستمر على هذا النحو في فيينا، ونواصل السير في المسارات الحالية في مارس وأبريل ومايو وهكذا".

اتفاق 2015 ورفع العقوبات

وأبرمت إيران وست قوى كبرى وهي (الولايات المتحدة، فرنسا، بريطانيا، روسيا، الصين، وألمانيا)، اتفاقًا في فيينا العام 2015 بشأن برنامج طهران النووي، بعد سنوات من التوتر والمفاوضات الشاقة.

وأتاح الاتفاق رفع العديد من العقوبات التي كانت مفروضة على إيران، في مقابل الحد من أنشطتها النووية وضمان سلمية برنامجها، إلا أن مفاعيله باتت معلقة منذ انسحاب الولايات المتحدة أحاديًا منه العام 2018 في عهد رئيسها السابق دونالد ترامب، وإعادة فرضها عقوبات قاسية.

من جهتها، تراجعت طهران عن غالبية التزاماتها بموجب الاتفاق، وذلك بشكل تدريجي بعد الانسحاب الأميركي.

وبدأ أطراف الاتفاق، بمشاركة أميركية غير مباشرة، مباحثات في فيينا هذا العام بهدف إحيائه، وأجريت ست جولات من المفاوضات بين أبريل/نيسان ويونيو/حزيران، من دون تحديد موعد لاستئنافها بعد.


تابعوا البث المباشر - العربي أخبار
المصادر:
العربي - وكالات

شارك القصة

تابع القراءة
Close