تتوالى التصريحات المُندّدة باستئناف إسرائيل حربها على قطاع غزة فجر اليوم الثلاثاء، حيث طالبت دول عدة تل أبيب بالالتزام باتفاق وقف إطلاق النار وتوفير الحماية للمدنيين في القطاع.
وبشكل مفاجئ، استأنفت إسرائيل فجر اليوم الثلاثاء بضوء أخضر أميركي، حرب الإبادة على قطاع غزة، من خلال عملية عسكرية أطلقت عليها اسم "العزّة والسيف" شملت مختلف مناطق القطاع، ما أدى إلى استشهاد أكثر من 404 فلسطينيين بينهم 130 طفلًا، وإصابة 562 آخرين، مع وجود "عدد من الضحايا تحت الركام وجاري العمل على انتشالهم".
وأدانت مصر بأشد العبارات استئناف إسرائيل حرب الإبادة على قطاع غزة، معتبرة ذلك "انتهاكًا صارخًا" لاتفاق وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى، وتصعيدًا خطيرًا يُنذر بعواقب وخيمة على استقرار المنطقة".
وطالبت المجتمع الدولي بالتدخل الفوري لوقف العدوان "للحيلولة دون إعادة المنطقة لسلسلة متجددة من العنف والعنف المضاد"، والأطراف بضبط النفس وإتاحة الفرصة للوسطاء لاستكمال جهودهم للوصول إلى وقف دائم لإطلاق النار.
وندّد الأردن بما أسماها "الحرب على الإنسانية" التي تشنّها إسرائيل على غزة، داعيًا المجتمع الدولي إلى وقف الحرب، ومؤكدًا موقفه الثابت تجاه القضية الفلسطينية.
ودانت الخارجية السعودية "استئناف الاحتلال الإسرائيلي العدوان على غزة وقصفه المباشر على مناطق مأهولة بالمدنيين العزل".
ودعت إلى "الوقف الفوري للقتل والعنف والدمار الإسرائيلي، وحماية المدنيين الفلسطينيين من آلة الحرب الإسرائيلية الجائرة".
من جهتها، أشارت وزارة الخارجية القطرية إلى أن "سياسات الاحتلال التصعيدية ستقود في نهاية المطاف إلى إشعال المنطقة والعبث بأمنها واستقرارها".
وأكدت الحاجة إلى استئناف الحوار من أجل تنفيذ مراحل اتفاق وقف النار وصولًا إلى إنهاء الحرب على غزة.
وشددت على أن الأوضاع الإنسانية الكارثية في غزة بلغت درجة غير مسبوقة في تاريخ البشرية ما يستدعي تحركًا دوليًا عاجلًا.
مواقف إقليمية منددة بالحرب على غزة
وشدّدت وزارة الخارجية التركية على أنّ الهجمات على غزة تُظهر أنّ إسرائيل انتقلت إلى مرحلة جديدة من سياسة الإبادة الجماعية.
وإذ اعتبرت أنّ إسرائيل تتحدّى الإنسانية بأبشع انتهاك للقانون الدولي والقيم العالمية، أكدت أنّه "لا يُمكن أن نقبل بأن تعيد إسرائيل العنف للمنطقة، وعلى المجتمع الدولي مواجهة ذلك النهج".
بدورها، دانت وزارة الخارجية الإيرانية بشدة "الجولة الجديدة من الهجمات والمجزرة التي ارتكبها الكيان الصهيوني في غزة"، مؤكدة المسؤولية المباشرة للحكومة الأميركية عن "الجرائم" التي ترتكبها إسرائيل بالقطاع.
تحذير دولي من "دوامة التصعيد"
وحذّر الكرملين من "دوامة التصعيد" في غزة ، معربًا عن أمله في العودة إلى السلام.
من جهتها، دعت الصين للعودة إلى اتفاق وقف إطلاق النار، معتبرة أنّه ينبغي اتّخاذ خطوات لمنع وقوع "كارثة إنسانية أوسع نطاقًا" في غزة.
ووصف وزير خارجية النرويج إسبن بارث ما يجري حاليًا في غزة بـ"الكابوس"، داعيًا إلى "وقف القتال فورًا حتى يتسنى استئناف المفاوضات بشأن استمرار اتفاق وقف إطلاق النار".
ودعت أستراليا إلى الالتزام بشروط اتفاق وقف إطلاق النار، مؤكدة ضرورة حماية المدنيين وتصرّف الأطراف وفقًا للقانون الإنساني الدولي.
وأدان وزير الخارجية البلجيكي برنارد كوينتين الغارات الإسرائيلية الجديدة التي تُهدّد تحقيق الأهداف من اتفاق وقف إطلاق النار.
وأعلن وزير الخارجية الإسباني خوسيه مانويل ألباريس رفض "الموجة الجديدة من العنف التي تستهدف المدنيين" في غزة، قائلًا إنّ "الطريق نحو السلام يكون بوقف دائم لإطلاق النار وإقامة دولة فلسطينية".
ووصفت السويد استئناف القصف الإسرائيلي على غزة بالأمر "الخطير"، داعية إلى الالتزام بوقف إطلاق النار وضمان وصول المساعدات وتحقيق نهاية دائمة للقتال، وحثّت الأطراف على إيجاد سبيل عاجل للمضي قدمًا في المفاوضات.
بدورها، دعت سويسرا إلى العودة فورًا إلى وقف إطلاق النار، مطالبة بإطلاق سراح جميع المحتجزين وتسليم المساعدات دون عوائق وحماية المدنيين.
وحثّت إيرلندا جميع الأطراف على احترام اتفاق وقف إطلاق النار وتنفيذ التزاماتها بالكامل.
بدورها، أكدت هولندا أنّ الأخبار القادمة من غزة "مزعجة وحزينة"، وحثّت جميع الأطراف على الالتزام بالاتفاقات.
دعوات أممية لوقف الحرب على غزة
وعبّر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش عن "صدمته" إزاء تجدد الضربات الجوية الإسرائيلية على قطاع غزة، داعيًا إلى احترام وقف إطلاق النار، واستئناف المساعدات الإنسانية.
واعتبر المفوض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" فيليب لازاريني، أنّ استئناف الحرب بغزة "أمر مروّع يزيد المعاناة واليأس"، داعيًا إلى العودة لوقف إطلاق النار.
ووصف المفوض السامي للأمم المتحدة لحقوق الإنسان فولكر تورك القصف الإسرائيلي على غزة بـ"الكابوس الذي يجب أن ينتهي فورًا"، وحثّ كل الأطراف ذات النفوذ على الضغط لتحقيق السلام.
ودعت متحدثة باسم منظمة الأمم المتحدة للطفولة "اليونيسف" في غزة إلى وقف الضربات فورًا، وحثّت جميع الأطراف على احترام القانون الدولي الإنساني.
ووصف منسّق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في الأراضي الفلسطينية المحتلة مهند هادي الغارات الإسرائيلية على غزة بـ"الجائرة"، داعيًا إلى العودة لوقف إطلاق النار فورًا.
كما دعت حملة "أوقفوا الحرب" إلى التظاهر اليوم أمام مقر رئاسة الحكومة البريطانية للمطالبة بوقف القصف الإسرائيلي لغزة.