دعوة أممية لضبط النفس.. غارات على ميناء الحديدة ومطارها ومأرب وصنعاء

أعلنت جماعة الحوثي اليمنية، مساء السبت، أن قصفًا أميركيًا جديدًا استهدف ميناء محافظة الحديدة ومطارها غربي اليمن.

وأفادت قناة "المسيرة" التابعة للجماعة، في نبأ مقتضب عبر قناتها على تلغرام: بحصول "13 غارة للعدوان الأميركي على ميناء ومطار الحديدة"، دون مزيد من التفاصيل.

كما طالت الغارات مديريات بني حشيش وهمدان والحصن وبني مطر في ضواحي صنعاء ومديرية صرواح بمحافظة مأرب.

ووفق وسائل إعلام حوثية، فقد استشهد 3 أشخاص وأصيب عدد آخر في غارات أميركية على مديريتي الثورة ومطر بمحافظة صنعاء.

ومساء الخميس، شن الطيران الحربي الأميركي غارات على ميناء رأس عيسى في الحديدة، ما أدى إلى مقتل 80 شخصًا وإصابة 150 آخرين من عمال وموظفي الميناء، وعناصر من الإسعاف الذين سارعوا لإنقاذهم، وفق حصيلة غير نهائية أوردتها وزارة الصحة بحكومة الحوثيين (غير المعترف بها دوليًا).

من جهتها، قالت واشنطن إنها دمرت منصة الوقود في ميناء رأس عيسى، الذي يسيطر عليه الحوثيون، بهدف "تقويض قدراتهم الاقتصادية".

"هجوم كبير على الحوثيين"

ومنذ 15 مارس/ آذار الماضي وحتى السبت، رُصدت مئات الغارات الأميركية على اليمن، ما أدى إلى مقتل 205 مدنيين وإصابة 406 آخرين، معظمهم أطفال ونساء، حسب بيانات حوثية رسمية لا تشمل الضحايا من القوات التابعة للجماعة.

وتأتي هذه الغارات بعد أوامر أصدرها الرئيس الأميركي دونالد ترمب لجيش بلاده بشن "هجوم كبير" ضد جماعة الحوثي، قبل أن يهدد بـ"القضاء عليها تمامًا".

غير أن الجماعة تجاهلت تهديد ترمب، واستأنفت قصف مواقع داخل إسرائيل وسفنًا في البحر الأحمر متوجهة إليها، ردًا على استئناف تل أبيب منذ 18 مارس الماضي حرب الإبادة بحق الفلسطينيين في غزة.

غوتيريش "قلق" إزاء الغارات على اليمن

وفي المواقف، قال المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش السبت، إنّ الأمين العام "قلق للغاية" إزاء الضربات الجوية التي نفذتها الولايات المتحدة في اليمن.

وقال ستيفان دوجاريك في بيان، إنّ "الأمين العام قلق للغاية إزاء الضربات الجوية التي نفذتها الولايات المتحدة يومي 17 و18 أبريل/ نيسان على ميناء رأس عيسى وما حوله في اليمن، والتي أفادت تقارير بأنّها أسفرت عن سقوط الكثير من الضحايا المدنيين، بما في ذلك إصابة خمسة عاملين في المجال الإنساني بجروح".

تحذير من التداعيات

وأعرب غوتيريش عن مخاوفه جراء الأضرار التي لحقت بالميناء و"احتمال حدوث تسريبات نفطية في البحر الأحمر"، وفق دوجاريك.

كذلك، دعا الحوثيين إلى الوقف "الفوري" لهجماتهم المتواصلة بالصواريخ والمسيرات على إسرائيل وسفن الشحن في البحر الأحمر.

وجاءت الحملة الجوية الأميركية عقب تهديد الحوثيين باستئناف هجماتهم ضد الملاحة الدولية بعدما قطعت إسرائيل كل الإمدادات عن غزة واستأنفت هجومها على القطاع الفلسطيني في 18 مارس، منهية بذلك هدنة استمرت شهرين.

واستأنف الحوثيون منذ 15 مارس أيضًا هجماتهم على السفن العسكرية الأميركية وإسرائيل، قائلين إن ذلك يأتي تضامنًا مع الفلسطينيين في قطاع غزة.

وتتعرض مناطقهم منذ ذلك الحين لغارات شبه يومية يحملون الولايات المتحدة مسؤوليتها، بعدما أعلنت واشنطن في 15 مارس إطلاق عملية عسكرية ضدّهم.

وفي السياق ذاته، قال دوجاريك إنّ غوتيريش لا يزال يشعر "بقلق عميق" إزاء التهديد بمزيد من التصعيد في المنطقة، وحثَّ جميع الأطراف على "ممارسة أقصى درجات ضبط النفس".