الأحد 14 أبريل / أبريل 2024

دعوة لاستئناف المفاوضات مع النظام.. ما خلفيات موقف المعارضة السورية؟

دعوة لاستئناف المفاوضات مع النظام.. ما خلفيات موقف المعارضة السورية؟

Changed

فقرة ضمن "الأخيرة" تناقش أسباب دعوة المعارضة السورية لاستئناف المفاوضات مع النظام (الصورة: وسائل التواصل)
رأت هيئة التفاوض لقوى المعارضة السورية أن الوقت حان للرجوع إلى طاولة المفاوضات المباشرة مع النظام السوري برعاية أممية.

بعد نحو ثلاث سنوات، تعود الهيئة العليا للمفاوضات السورية إلى واجهة الأحداث السياسية مجددًا، فعقب استئناف اجتماعاتها قبل أيام في جنيف، صرّح رئيسها أن الوقت حان للرجوع إلى طاولة المفاوضات المباشرة مع النظام برعاية أممية.

وتأسست هيئة الهيئة العليا للمفاوضات في ديسمبر/ كانون الأول 2015، خلال اجتماع عقدته أطراف المعارضة السورية في العاصمة السعودية الرياض، ثم أنشئت نسخة جديدة منها في مؤتمر "الرياض 2" في نوفمبر/ تشرين الثاني 2017.

ويبلغ عدد أعضاء الهيئة 36 عضوًا، وتضم 6 كتل لكل واحدة منها عدد معين من الممثلين، وهي الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة والمستقلين، وهيئة التنسيق والفصائل المسلحة، وممثلين عن منصتي موسكو والقاهرة للمعارضة.

تأسست هيئة الهيئة العليا للمفاوضات في ديسمبر 2015
تأسست هيئة الهيئة العليا للمفاوضات في ديسمبر 2015 - وسائل التواصل

خلال السنوات الماضية، عاشت الهيئة خلافات كادت أن تعصف بها، ما أدى إلى تعثر انعقاد اجتماعاتها، غير أنها ما زالت تضع على عاتقها التفاوض بشأن الحل السوري تحت مظلة الأمم المتحدة.

هذه الأخيرة لعبت دور الوسيط بين النظام والمعارضة، بقيادتها جولات مفاوضات عدة، معظمها في جنيف، لكنها فشلت في ظل مطالبة المعارضة بانتقال سياسي من دون رئيس النظام بشار الأسد، لتركز جهود الأمم المتحدة على عقد محادثات لصياغة دستور جديد تحت عنوان اللجنة الدستورية، لكنها أيضًا لم تحقق أي تقدم.

كما أن الدعم العربي لصالح المعارضة السورية تراجع كثيرًا في ظل التطورات الميدانية التي كادت تصب في مصلحة دمشق، لتعلن الجامعة العربية الشهر الماضي عودة النظام إلى مقعده، بعد نحو 12 عامًا على تعليق عضوية سوريا.

ما أسباب إعادة إحياء المفاوضات؟

وفي هذا الإطار، يوضح عضو هيئة التفاوض السورية طارق الكردي، أنه على الرغم من وجود خلافات سياسية عميقة بين مكونات هيئة التفاوض في نهاية عام 2019، إلا أنها استمرت في أعمالها، وعقد اجتماعاتها حتى ولو إلكترونيًا.

وفي حديث إلى "العربي" من غازي عنتاب في تركيا، يضيف الكردي أن هيئة التفاوض كانت قد عقدت اجتماعها الأول منذ نهاية عام 2019 قبل أيام، بحضور كل مكوناتها، موضحًا أن الهيئة تعد جزءًا من القرار 2254، كما أنها جزء من العملية السياسية التي تنادي بها قوى الثورة والمعارضة.

ويضيف أن قوى الثورة والمعارضة ومنذ اليوم الأول للثورة السورية، وهي تبحث عن حل سياسي، فيما يرفض النظام وحلفاؤه وما زالوا يجنحون إلى الحل العسكري.

ويعرب الكردي عن اعتقاده أنه إذا كان المجتمع الدولي قد أهمل الملف السوري فهذا يضع علينا مسؤولية أكبر في التحرك، وفي استعادة هذا الملف ووضعه على طاولة المجتمع الدولي.

ويلفت إلى أن هيئة التفاوض شدد في بيانها على وجوب ألا يعطى النظام فرصًا أو مكافأة مجانية، لأنه جُرب كثيرًا حتى ما قبل الثورة، وأنه لا يمتلك أي مصداقية في وعوده، ويكذب على الجميع، معربًا عن اعتقاده أن "الأشقاء العرب" بعد فترة من الزمن سيعودون مرة أخرى إلى واقع بأن لا حل مع بشار الأسد.

ويوضح الكردي أن الهيئة عندما توجه نداءات وتسعى لحل سياسي فهي لا توجه هذا النداء للنظام، بل هي تضع المجتمع الدولي والأشقاء العرب والأتراك أمام مسؤولياتهم.

ويلفت إلى أن الهيئة التقت في جنيف بوفد قطري ومصر وتركي وأميركي وكندي ومن الاتحاد الأوروبي، مشيرًا إلى أن الجميع متفق على أن لا تطبيع مع النظام السوري أو إعادة إعمار، أو تقديم دعم حتى يحقق النظام السوري تقدمًا لا يستطيع الرجوع عنه في العملية السياسية.

ويخلص الكردي إلى أنه إثر هذه المعطيات، فإن قوى الثورة والمعارضة أبدت موقفها، ودعت إلى استئناف المفاوضات للوصول إلى حل سياسي.

المصادر:
العربي

شارك القصة

تابع القراءة
Close