تعتبر مصافحة اليد أول تفاعل مباشر بين شخصين سواء عند الالتقاء والتعارف للمرة الأولى، أو خلال تبادل التحية مع المعارف والأصدقاء.
ويعود تاريخ المصافحة إلى آلاف السنين على الرغم من أن أصولها غامضة، إلا أن الروايات الشائعة تقول إنها بدأت كوسيلة لإبداء النوايا السلمية بين الشعوب القديمة.
واليوم، تستخدم المصافحة من قبل الجميع سواء كان ذلك في بيئتهم الاجتماعية أو المهنية، ولكن هل فكرتم يومًا في أن هذه التحية البسيطة يمكن أن تكشف الكثير عن شخصيتكم؟
طريقة مصافحتك للآخرين تكشف شخصيتك
بالفعل، أظهرت الدراسات أن للمصافحة أنماطًا مختلفة، حيث تحمل معاني أبعد من التحية، ويمكن أن تكشف عن شخصية الفرد وأسلوبه في التعامل مع الآخرين.
ويختلف ذلك وفقًا لطبيعة المصافحة، سواء كانت مهيمنة أو ضعيفة، مطوّلة أو سريعة، بل إنّ للنظر مطوّلاً أو بعيدًا أثناء المصافحة أبعاده التي قد تعني الكثير أيضًا.
المصافحة المهيمنة

تتميز هذه المصافحة وفق موقع "ريديرز دايجست" بقبضة اليد الثابتة، حيث يحاول الشخص السيطرة وإظهار قوته، ويعكس هذا النوع من المصافحة الثقة في الذات والتصميم.
في هذا الصدد، تقول الخبيرة في لغة الجسد ليليان غلاس إن مصافحة شخص ما بقوة تدل على وجود نوع من المنافسة، بل إنّها ربما تدل على "الصراع على السلطة".
المصافحة الضعيفة
على عكس ما قبلها، هناك مصافحة تعرف بـ"الضعيفة"، وهي التي قد تشعر الشخص الآخر بأنه يواجه يدًا متراخية. ومن الناحية النفسية، يمكن أن تعكس عدم الثقة أو الحذر.
وتوضح غلاس أن المصافحة الضعيفة تدل على قلة الاهتمام، "فإذا كنت تصافح من دون حزم، فهذا يخبر الشخص الآخر أنك لا تهتم؛ وأنك لا تحبه".
وسواء كان الآخر شخصًا غريبًا أو ضمن بيئة عملك، فإنّه سيكون حسّاسًا تجاه الإيماءات، ومن المحتمل أن يشكل أحكامًا فورية من مصافحة يديك له، وفق الخبيرة.
مصافحة السياسي

عندما يقوم المبادر بمصافحة الشخص ثم يعود ويضع يده الثانية على يد الآخر، فهذه علامة على الصدق والثقة، بحسب "ريديرز دايجست".
وتعرف هذه المصافحة المزدوجة باسم مصافحة السياسي، وهي بحسب غلاس، "تهدف إلى إخبار الطرف الآخر بأنك معجب به جدًا"، وأنّك ترغب في الحفاظ على التواصل الودي معه.
المصافحة السريعة

أما المصافحة السريعة والقصيرة فتظهر بحسب لغة الجسد أنك متوتر.
فالأشخاص الذين لا يستطيعون إظهار الثبات عند إلقاء التحية، يوحون بأنهم يشعرون بعدم الارتياح.
وبحسب خبيرة لغة الجسد، الاستعجال في أي شيء لا يؤدي عادةً إلى نتيجة إيجابية، ولذلك يجب التأكد من إلقاء التحية بروية لخلق إحساس بالهدوء.
النظر بعيدًا أثناء المصافحة
غياب الاتصال البصري عند اللقاء أمر محرج، وقد يدل أحيانًا على الوقاحة، طبقًا لغلاس، التي تشرح أن "الاتصال البصري الفوري مع الطرف الآخر ثم النظر بعيدًا، يرتبط بعدم الاهتمام والحرج".
ومن المفترض أن تساعد المصافحة في تخفيف أي توتر وليس العكس، وغالبًا ما يرتبط هذا الشعور بالتحية المتسرعة.
المصافحة المطولة
تتميز هذه التحية بقيام الشخص بالمصافحة لمدة طويلة نسبيًا، ما قد يشعر الطرف الثاني بالانزعاج أو عدم الراحة.
ويمكن أن تعكس هذه الحركة رغبة الشخص في السيطرة، أو إظهار التفوق.
وعلى الرغم من أن المصافحة المتسرعة لا تترك انطباعًا إيجابيًا، إلا أن عكسها أيضًا يسبب التوتر، لذلك وفق موقع "ريديرز دايجست" يجب ألا تستمر أي مصافحة لأكثر من ثانيتين كاملتين.
النظر مطولًا أثناء المصافحة

إذا كنت تحدق في عيون شخص ما لفترة طويلة مع الاستمرار في مصافحة يده، فإن ذلك يظهر العدوانية، وفقًا لخبيرة لغة الجسد.
في المقابل، قد يعكس النظر المطول الاهتمام الزائد بالشخص الآخر، بحسب سياق التحية، أو قد يكون مؤشرًا على الثقة أو الاحترام، أو قد يعبر عن الفضول أو الاستكشاف.
المصافحة المثالية

ووسط أنماط المصافحة المختلفة لا بد من التساؤل عن كيفية إلقاء التحية الأفضل والأكثر مثالية.
في هذا السياق، تنصح غلاس بالمصافحة الجيدة من خلال لمس راحة يد الطرف الآخر بلطف، مع لف الإبهام حول إبهام الآخر، إذا كان الهدف تكوين انطباع أولي إيجابي.
وتوضح أنّ "التواصل من خلال اللمس يبعث رسالة صادقة أكثر"، مضيفة: "يجب أن تكون قبضة يدكم قوية، ولكن ليست قوية جدًا، وبالتأكيد ليست خفيفة. حافظوا دائمًا على التواصل البصري الهادئ".