غادر 53 مريضًا من أصل 150 غزة عبر معبر رفح الحدودي، حسبما أفادت وزارة الصحة الفلسطينية في القطاع، بينما عرقل الاحتلال الإسرائيلي سفر آخرين بينهم فتى مريض بالسرطان.
وتتدهور الحالة الصحية للمرضى، وسط نقص حاد في الأدوية والمعدات الطبية داخل قطاع غزة.
ويعاني قطاع غزة من أزمة إنسانية حادة نتيجة حرب الإبادة الجماعية التي شنتها إسرائيل على مدى 15 شهرًا، منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023.
واستهدف الاحتلال خلال العدوان المستشفيات والطواقم الطبية، ومنَع إدخال المعدات والمستهلكات الطبية والأدوية، ما أدى إلى تفاقم الأوضاع الصحية ونقص حاد في الأدوية والمستلزمات الطبية.
مرضى السرطان يتلقون العلاج في مستشفى العريش
في مستشفى العريش العام بمصر، وقفت السيدة الفلسطينية إيمان هارون بجوار ابنتها رشا المريضة بسرطان الدم والبالغة من العمر 18 شهرًا.
الطفلة رشا لم تتلق أي رعاية طبية في قطاع غزة لأكثر من 5 أشهر، وتعاني كثيرًا، لأنها تحتاج إلى علاجات خاصة.
وتقول والدة الطفلة المصابة بالسرطان: "اكتشفنا مرض رشا عندما كانت تبلغ من العمر عامًا واحدًا".
وتضيف: "لاحظنا أن رشا توقفت عن المشي والسباحة، وبعد الفحص الطبي، وجدنا أنها مصابة باللوكيميا".
من داخل المستشفى، يقول شاب فلسطيني: "أنا مريض بسرطان الدم، خضعت لعملية زراعة نخاع شوكي منذ قرابة العام ونصف العام"، مشيرًا إلى عدم توافر العلاج الذي يحتاجه في غزة.
ويمنع الاحتلال الإسرائيلي سفر العديد من المرضى في غزة، خاصة من ذوي الأمراض المزمنة، ويتعمد عرقلة سفر جرحى الحالات الحرجة ومرافقيهم بذريعة الدواعي الأمنية، رغم سريان اتفاق وقف إطلاق النار الذي ينص على خروج 50 مريضًا يوميًا مع 3 مرافقين لكل مريض من القطاع.
وفي 19 يناير/ كانون الثاني الماضي، بدأ سريان اتفاق لوقف إطلاق النار في قطاع غزة وتبادل أسرى بين حماس وإسرائيل. ويتضمن الاتفاق 3 مراحل تستمر كل منها 42 يومًا، ويتم خلال الأولى التفاوض لبدء الثانية والثالثة، بوساطة مصر وقطر ودعم الولايات المتحدة. لكن الاحتلال يخرق الاتفاق ولا يلتزم بالبروتوكول الإنساني.
فلسطين تدعو إلى إنقاذ مريضات بالسرطان عرقلت إسرائيل علاجهن
وأمس الثلاثاء، دعت فلسطين إلى إنقاذ فلسطينيات مريضات بالسرطان في قطاع غزة والضفة الغربية المحتلة، عرقلت إسرائيل علاجهن أو وصولهن إلى المستشفيات.
وعبّرت وزارة شؤون المرأة في بيان بمناسبة اليوم العالمي للسرطان، الذي يصادف في 4 فبراير/ شباط من كل عام، عن "قلق بالغ تجاه أوضاع النساء الفلسطينيات المريضات بالسرطان وخاصة في قطاع غزة"، داعية "الجهات ذات العلاقة إلى التدخل للسماح لهن بالخروج من القطاع لتلقي العلاج اللازم في الخارج لإنقاذ حياتهن".

وأشارت إلى "تفاقم معاناة المريضات في ظل استمرار العدوان الإسرائيلي منذ أكتوبر 2023، والذي أدى إلى تدمير واسع للمستشفيات، وتعطيل الخدمات الطبية، ومنع خروج المرضى للعلاج".
وأشارت إلى أن "العدوان الإسرائيلي على غزة دمر 34 مستشفى ومركزًا صحيًا، من بينها مستشفيات متخصصة لعلاج السرطان، ما أدى إلى توقف العلاجات الكيماوية والإشعاعية بالكامل".
والوزارة أوضحت أن "الظروف المأساوية التي تعيشها مريضات السرطان النازحات في مراكز إيواء وخيام تفتقر لأبسط مقومات الحياة، تفاقم من حالتهن الصحية".
ودعت إلى "تسهيل سفر المريضات للعلاج في الخارج، وإعادة تشغيل المستشفيات، وضمان توفير العلاجات الأساسية".
كما ناشدت "الجهات الدولية ومنظمة الصحة العالمية، الضغط على الاحتلال لوقف استهداف القطاع الصحي، والسماح بدخول المساعدات الطبية لإنقاذ حياة المريضات الفلسطينيات".