كشفت دراسة نشرتها مجلة "نيتشر جيوساينس" العلمية مؤخرًا، أن نواة الأرض قد تكون توقفت عن الدوران أو ربما بدأت تتحرك في الاتجاه المعاكس، مشيرة إلى أن هذه الظاهرة تحدث مرة كل بضعة عقود.
ووصف علماء حركة النواة هذه بأنها تشبه كوكبًا داخل كوكب، لذا من الواضح أن طريقة تحركه مهمة للغاية. وأوضحوا أن اللب الداخلي للأرض كانت يدور أسرع من السطح، لكن بحلول عام 2009 تقريبًا، توقفت هذه الحركة، وبات اللب الداخلي يتحرك تدريجيًا في الاتجاه المعاكس لحركة الكوكب.
وتثير هذه الدراسة قلقًا بشأن تداعيات هذه الظاهرة على كوكب الأرض، ويحاول العلماء من خلال دراستهم تعزيز فهم العلاقة بين أعماق الأرض بسطحها الخارجي، وتأثير تغير اتجاه دوران سطح وباطن الأرض على طول الأيام ومقياس الوقت.
ولا يتوافر حتى اليوم سوى القليل من المؤشرات على تأثير هذا الدوران على ما يحدث على سطح الأرض، وفق "فرانس برس".
ويدور كوكب الأرض 360 درجة في اليوم، بينما يدور محوره الداخلي درجة واحدة أسرع من بقية الأرض. ويحتاج العلماء إلى أجهزة ماسح ضوئي لكشف تفاصيل ما يدور في باطن الأرض بدقة.
ما تأثير هذه الظاهرة على الأرض؟
وقال أستاذ الجيولوجيا والبيئة والتغيرات المناخية، البروفيسور أحمد ملاعبة، إن الدراسة أجريت في اليابان، وقد بيّنت دراسات الأمواج الزلزالية والجبوفيزيائية وجود تباطؤ في حركة اللب الداخلي الصلب الذي يؤثر على الجاذبية والمجال المغناطيسي للأرض.
وأضاف ملاعبة في حديث إلى "العربي" من عمّان، إن هذه التغييرات في حركة الدوران من شأنها التأثير على المجال المغناطيسي للأرض وعلى قصر طول الأيام بمقدار دقائق وليس بساعات طويلة.
وأكد البروفيسور أن هذه الظاهرة حدثت قبل 180 ألف عام بحسب الدراسات الأخيرة، لافتًا إلى أن نواة الأرض مكونة من جسم صلب يتألف بمعظمه من الحديد والنيكل.
