الإثنين 25 مارس / مارس 2024

دوري أبطال أوروبا 2005.. كيف ستروي الجدات قصة كرة القدم في ليفربول؟

دوري أبطال أوروبا 2005.. كيف ستروي الجدات قصة كرة القدم في ليفربول؟

Changed

كأس دوري أبطال أوروبا بيد القائد جيرارد ولاعبي ليفربول - غيتي
كأس دوري أبطال أوروبا بيد القائد جيرارد ولاعبي ليفربول - غيتي
تعد المباراة النهائية لدوري أبطال أوروبا عام 2005 واحدة من أكثر المباريات إثارة، حيث شهدت وقائعها تحولات دراماتيكية طبعت مطولًا في أذهان عشاق ليفربول وميلان.

سيكون نادي ليفربول مجددًا، طرفًا في المباراة النهائية لدوري أبطال أوروبا، حين يواجه فريق ريال مدريد الإسباني يوم السبت المقبل في العاصمة الفرنسية باريس، للمرة الثانية خلال خمس سنوات على مباراتهما الأولى. 

وفي نهائي المسابقة عام 2018، تمكن ريال مدريد من الظفر باللقب على حساب الريدز بنتيجة 3-1، ليخطف من رجال المدرب الألماني يورغن كلوب الكأس ذات الأذنين. 

إلا أن وجود ليفربول في مباراة نهائية أخرى، يعيد إلى أذهان عشاق كرة القدم الانتصار المذهل الذي حققه الفريق، خلال بطولة المسابقة القارية عام 2005 أمام فريق آي سي ميلان الإيطالي، على أرضية ملعب مصطفى أتاتورك في مدينة إسطنبول التركية. 

أنياب "الروسينري"

وتعد هذه المباراة النهائية واحدة من أجمل مباريات البطولة، وأكثرها إثارة لما شهدته من تحولات حماسية، ألهبت مدرجات الملعب التركي، وألهمت العديد من الفرق العالمية بفكرة عدم الاستسلام والثبات طوال الدقائق الـ90 المخصصة لمباراة كرة القدم.

وفي تلك المباراة، كانت تشير لوحة الملعب الضخمة الإلكترونية إلى نتيجة 3-0، وهي نتيجة الشوط الأول فقط لصالح ميلان. 

للوهلة الأولى، قد تبدو الأمور تسير في منطق الأسماء الكبيرة؛ فالروسينيري حينها كان يضم ثلة من ألمع لاعبي الكرة، أمثال باولو مالديني والصخرة الدفاعية الهولندية ياب ستام، ومهندس خط الوسط التاريخي أندريا بيرلو، إضافة للفذ كلارنس سيدورف الهولندي، وجيتورو غاتوزو المقاتل الإيطالي، وكاكا ساحر البرازيل الجديد حينها، وأندري شيفتشينكو هداف الفريق ومنتخب أوكرانيا، وإيرنان كريسبو ألمع لاعبي الأرجنتين التاريخيين في الهجوم.

ثلاثية ميلان تناوب عليها كل من كريسبو (2)، ومالديني، وكانت كافية ليتوقع بعض من هم على مدرجات الملعب بأن الأمور ذاهبة لانتصار تاريخي لصالح الفريق الإيطالي ومدربه آنذاك كارلو أنشلوتي. 

آي سي ميلان
تشكيلة ميلان الذهبية عام 2005 - فيسبوك

خطاب جيرارد

لكن كرة القدم، هي لعبة شعبية ليس بسبب ما تحمله من شغف لعشاقها فحسب، بل لأنها "جدة الألعاب"، وهي التي باستطاعتها أن تروي قصصًا ساحرة قبل أن يخلد الأبطال للنوم.

وتقول قصة نهائي عام 2005، إنه حين دخل المدرب الإسباني رافائيل بينيتز غرفة ملابس لاعبي الرديز، كان يفكر بعملية تبديل سريعة تكسر سيطرة الإيطاليين على وسط الملعب، فأوعز للألماني ديتر هامان بالاستعداد على حساب ستيف فينان، لكن قائد الريدز الأسطوري ستيفان جيرارد كان له رأي آخر.

وقف جيرارد مخاطبًا زملاءه حين ذاك، فروى كيف نشأ طفلًا في أروقة هذا النادي، واختاره عن حب وشغف وانتماء، ولم يفكر يومًا أنه قد يرى الريدز في وضع مذل كما هو حال الشوط الأول. 

كان جيرارد يتحدث بطاقة مخيفة، ويزرع الحماسة في نفوس زملائه، وأكد لهم أنهم في حال استطاعوا تسجيل 3 أهداف في غضون 15 دقيقة فسيفوزون بالمباراة.

قال المهاجم ديجبريل سيسي الفرنسي الحاضر حينها في غرفة الملابس: "لقد ألقى أفضل خطاب لقائد سمعته في حياتي المهنية".  

خرج لاعبو ليفربول من غرفة الملابس، في ظل عدد قليل من جمهور ليفربول الذين تمسكوا بأغنية " لن تسير وحدك أبدًا"، وهو نشيد النادي الشهير "You'll Never Walk Alone". 

كرة القدم حيث تحقيق الأحلام

وتصدر جيرارد المشهد مجددًا، فسجل بنفسه هدف فريقه الأول بعد 9 دقائق من عمر الشوط الثاني، وما هي إلا دقيقتين حتى يقدم هامان البديل كرة لصديقه التشيكي فلاديمير سميتشر الذي سددها من خارج المنطقة في الشباك. 

انقلب استاد أتاتورك وصدحت في أجواء إسطنبول أناشيد ليفربول، فيما بدأت خطوط ميلان بالتفكك أمام ثورة الريدز التي أتت ثمارها في الدقيقة 60، حيث استحقوا ضربة جزاء سددها الإسباني تشابي ألونسو في الشباك ليعادل النتيجة.

هكذا حقق زملاء جيرارد الحلم الذي راوده في غرفة الملابس: "تسجيل 3 أهداف في ربع ساعة".

ولأن كرة القدم كريمة للمجتهد، وصلت المباراة إلى ضربات الترجيح التي ابتسمت للإنكليز، حين صد حارس ليفربول الأسطوري البولندي الأسطورة يرزي دوديك كرة شيفيتشينكو الأخيرة معلنًا فوز فريقه بنتيجة 3-2، بعد أن أضاع ميلان كل من سيرجينيو وبيرلو، مقابل كرة رييس للريدز.

نهائي، اختتم في مشهد جيرارد وهو يرفع الكأس ذات الأذنين على وقع استجابة رفاقه وجمهوره لخطابه الذي دوى في غرفة الملابس، وبصوت قوي في ملعب أتاتورك التركي: "لن ندعك تسير وحدك أبدًا". 

المصادر:
العربي

شارك القصة

تابع القراءة
Close