الأحد 14 أبريل / أبريل 2024

دونالد ترمب.. انتهى العهد وما زال الجدل مستمرًا

دونالد ترمب.. انتهى العهد وما زال الجدل مستمرًا

Changed

ترمب أعلن عدم مشاركته بمراسم التنصيب بايدن.
الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب يُحاكم في محاولة لعزله للمرة الثانية (غيتي)
دونالد ترمب أصبح الأربعاء "الرئيس السابق للولايات المتحدة"، وهو اللقب الذي سعى جاهدًا لدرئه. ومع ذلك لم تنسحب الأضواء بعد عمّن اعتُبر الرئيس الأكثر إثارة للجدل في تاريخ البلاد.

من انسحابه من اتفاقية باريس لتغيّر المناخ وتمزيقه الاتفاق النووي مع ايران، مرورًا بلقائه الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون واعترافه بالقدس عاصمة لاسرائيل، وصولًا إلى تصفية الجنرال قاسم سليماني ووساطته في اتفاقات سلام بين دول عربية وإسرائيل، أحدث دونالد ترمب تغييرات مدوية في السياسة الخارجية لبلاده خلال ولاية امتدت لأربع سنوات.

وكما أعادت مواقفه رسم معالم بارزة على الخارطة الدولية، أثار العديد من قراراته ومواقفه وتصرفاته جدلًا محليًا وعالميًا مع تسارع وتيرة الأحداث السياسية والصحية في أرجاء المعمورة.

جدار وحظر

فالرئيس الخامس والأربعون للولايات المتحدة الأميركية وقّع في غضون أسبوع من تنصيبه على أمر تنفيذي يحظر دخول مواطنين من سبع دول ذات غالبية مسلمة إلى الولايات المتحدة، وهو ما عُرف بـ "حظر المسلمين"، واستدعى انتقادات من العديد من قادة العالم.

وترمب المولود لأب متحدر من مهاجر ألماني، كان لوّح عند إعلان ترشحه في 2015، بشبح المهاجرين اللاتينيين، واصفًا إياهم "بالمغتصبين". وأطلق في الأشهر الأولى لتسلمه الحكم مشروع بناء جدار على الحدود مع المكسيك لثني المهاجرين من محاولة دخول الأراضي الأميركية.

وفي اليوم التالي لتنصيبه، نُظمت  سلسلة احتجاجات في عدد من المدن الأميركية وحول العالم دفاعًا عن الحقوق المدنية ومناهضةً لتصريحاته التي وُصفت بأنها "مسيئة للنساء والمكسيكيين والمسلمين". وظهرت وسط الحشود شخصيات معروفة، مثل المغنية مادونا ووزير الخارجية الأسبق جون كيري.

خارج البروتوكول

وبين العفوي والمقصود، اعتُبرت بعض تصرفات ترمب خارج "البروتوكول" حتى أمام الكاميرات. الأمر الذي جعله عرضة للنقد، على غرار تجاهله طلب المراسلين له مصافحة المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل خلال زيارتها للبيت الأبيض، ما فُسر على أنه دليل عدم التوصل إلى صفقة مرضية بشأن اتفاق التبادل الحر عبر الأطلسي.

أما رئيسة مجلس النواب الأميركي نانسي بيلوسي، فقد رفض ترمب مصافحتها قبيل إلقائه خطابًا في الكونغرس حول حالة الإتحاد، فما كان من بيلوسي إلا أن رفعت نسختها من الخطاب ومزقتها بينما ينهي كلمته.

وعلى العكس من ذلك، أطال في مصافحة ليست بروتوكولية وعلى مدى عشرين ثانية ضيفًا يابانيًا. هذا إلى جانب ميله عادةً إلى ملامسة النساء.

وفي تشرين الأول/ نوفمبر 2019 رفعت الكاتبة الصحافية إي جين كارول البالغة من العمر 76 عامًا دعوى ضد ترامب أمام محكمة ولاية نيويورك بتهمة التشهير بها، لأنه وصف "بالكذب المطلق" قولها إنه اغتصبها في غرفة قياس الملابس في متجر كبير في نيويورك في منتصف التسعينيات.

وزاد من الجدل قول ترامب في مقابلة في حزيران/ يونيو من العام نفسه إنه لم يلتقها قط، وإنها "ليست من نوع النساء الذي يروق له".

علاقته بالإعلام 

علاقة ترمب ـ الذي عرفه الأميركيون من خلال برنامج تلفزيون الواقع "ذي ابرينتس" ـ بالإعلام لم تكن في خلال ولايته على ما يرام، وحربه مع المرئي والمقروء والإلكتروني منه استعرت منذ انطلاقة العهد، لا سيما مع كبريات وسائل الإعلام كنيويورك تايمز وCNN التي لطالما رفض السماح لمراسلها بطرح الأسئلة.

وترمب شن هجومًا على وسائل الإعلام، ووصفها بأنها "كاذبة" و"فاسدة" و"عدوة الشعب".

وإذا كانت مشاهد كمقطع مصور تبيّن عدم اتقانه للنشيد الوطني عند بثه في إحدى المناسبات، وغرابة توقيعه الذي يشبه "مؤشر رختر لمقياس الزلازل" أو "خطوط موجة صوتية لشياطين"، مثار اهتمام وتداول على وسائل التواصل الاجتماعي، فإن بعض تصرفات ترمب خلال عهده بيّنت عن إصرار على مخالفة القواعد.

ففي آب/ أغسطس 2017، وعند حدوث كسوف كلي للشمس أصرّ ترمب على النظر مباشرة إلى الظاهرة السماوية، برغم تحذيرات الأطباء من التحديق بالشمس دون ارتداء نظارات واقية.

وإزاء مرض كورونا، الذي أسماه بـ "فيروس الصين" مع بداية أزمة الوباء، كانت له مواقف تصعيدية وأخرى متباينة مع الإرشادات الطبية. فكما سخر من وضع الكمامة وانتقد ذلك مرات عدة، أدلى بدلوه في الحديث الدائر عن العقار أو اللقاح الناجح. وتساءل عن إمكانية حقن المصابين بمواد معقمة للأسطح كونها تقضي على الجراثيم.

تحريض على التمرد

وفي مسعاه إلى البقاء في سدة الرئاسة وترشحه لولاية ثانية، تضاعفت تصرفات ترمب المثيرة للجدل وبلغت درجةً كبيرةً من الخطورة وآدت إلى التصويت على عزله في مجلس النواب الأميركي وإلغاء حساباته على وسائل التواصل، وأهمها حسابه على تويتر.

فإلى جانب رفضه الإقرار بالهزيمة أمام منافسه جو بايدن، وتكراره مزاعم بشأن عملية تزوير الانتخابات، كان أكد أن الكثير قد يحدث حتى العشرين من يناير/كانون الثاني موعد تنصيب خلفه.

وحتى هذا التاريخ شهدت الولايات المتحدة الكثير فعلًا، مثل تسريب مكالمة هاتفية يطلب فيها الرئيس المنتهية ولايته، من مسؤول كبير، أن "يجد" له بطاقات الاقتراع اللازمة من أجل أن يتمكّن من قلب هزيمته في الانتخابات في ولاية جورجيا.

كما شهد العالم بأسره في السادس من كانون الثاني/ يناير الجاري اقتحام مناصرين لترمب مبنى الكابيتول. وأسفرت أعمال الشغب التي حصلت في الداخل حينها عن سقوط خمسة قتلى. وندّدت الأمم المتحدة وقادة من حول العالم بما حصل. 

ويواجه ترمب بنتيجة التطورات الدراماتيكية محاكمة أمام مجلس الشيوخ بتهمة "التحريض على التمرد" بقصد عزله، ما يجعله الرئيس الوحيد في تاريخ الولايات المتحدة الأميركية الذي يواجه هذا الإجراء مرتين. 

إلى ذلك، وبرغم تعهده بـ"انتقال منتظم" للسلطة، إلا أنه أعلن عدم مشاركته بمراسم التنصيب، ليُصبح بذلك أول رئيس أميركي يرفض حضور مراسم أداء يمين خلفه منذ أندرو جونسون في العام 1869. 

وكان موقع "أكسيوس" ذكر أن ترمب يخطط لمغادرة البيت الأبيض يوم تنصيب بايدن على متن مروحية تقله إلى فلوريدا. وسيحضر في الولاية الشرقية اجتماعًا ضخمًا لمؤيديه في التوقيت ذاته لحفل التنصيب لتشتيت الأنظار عنه. 

يُذكر أن نجم حركة "كيو-إينون" التي ظهرت قبل ثلاث سنوات على هامش منصات التواصل الاجتماعي، كان برز في فترة انتخابات 2020 الرئاسية. وشارك أعضاء منها في اقتحام الكابيتول.

وتعتبر هذه المجموعة أن ترمب يشن حربًا سرية ضد طائفة ليبرالية دولية من عبدة الشيطان ومستغلي الأطفال جنسيًا. 

وترمب أجج الجدل في تشرين الأول/ أكتوبر عندما رفض إدانتها بشكل مباشر.

تعليق حسابات

مع أكثر من 88 مليون متابع، كانت منصة "تويتر" المفضلة لترمب للقيام باعلانات سياسية أو مهاجمة وسائل إعلام أو إهانة خصوم بشكل يومي.

لكن الموقع الذي عمد في وقت سابق إلى تحذير المتبايعن بشأن مدى صحة مضمون تغريدات الرئيس، وصل به الأمر إلى تعليق حسابه بشكل دائم، بعد يومين من اقتحام أنصار ترامب لمبنى الكابيتول. أما فيسبوك ومواقع أخرى مثل سنابتشات وتويتش ويوتيوب، فعلّقت حسابات ترمب لأجل غير مسمّى.

يُذكر أن هذه الإجراءات التي أيدتها منظمات حقوقية، فتحت النقاش حول المعايير التي على هذه الشركات التقيد بها تجاه الرأي العام.

المصادر:
التلفزيون العربي ووكالات

شارك القصة

تابع القراءة
Close