مضى نحو 12 يومًا منذ أن أعلن لاعب كرة المضرب الصربي نوفاك ديوكوفيتش أنه سيسافر إلى أستراليا، بعد أن حصل على إعفاء طبي من اللقاح المطلوب لجميع اللاعبين الذين يرغبون في المشاركة ببطولة أستراليا المفتوحة.
وتعرض سلوك ديوكوفيتش في الأيام التي أعقبت اختباره الإيجابي لكوفيد-19 للانتقادات خاصة عندما أجرى مقابلة صحافية في اليوم التالي دون إخبار أي شخص بأن نتيجه الاختبار الذي أجراه إيجابية.
تعاطف وانتقاد
وعلى الرغم من تعاطف بعض زملائه معه في محنته، وهو من شارك عام 2020 في تأسيس اتحاد لاعبي التنس المحترفين، يعتقد الكثيرون أنه كان ينبغي عليه فعل ما فعلوه وتلقي اللقاح، وهي الطريقة الوحيدة المؤكدة لضمان دخول البلاد، بحسب صحيفة "الغارديان".
وقد يرجع جزء من ذلك إلى الطبيعة المعقدة لما حدث لديوكوفيتش منذ وصوله إلى ملبورن يوم 5 يناير/ كانون الثاني الجاري، معتقدًا أن لديه إعفاء طبيًا صالحًا، والذي أصدرته ولاية فيكتوريا ووافقت عليه مؤسسة التنس الأسترالية، بسبب إصابته في وقت سابق من ديسمبر/ كانون الأول الفائت.
ونظرًا لأن الإصابة السابقة ليست سببًا وجيهًا لدخول للمسافرين الأجانب أستراليا، فقد ألغى المسؤولون الفدراليون تأشيرته.
واستمرت الملحمة لدرجة أن ديوكوفيتش، بعد أن فاز باستئناف أولي، ينتظر استئنافًا آخر يوم الأحد لمعرفة ما إذا كان بإمكانه الدفاع عن لقبه.
"نوع من الأنانية"
وكشف اتحاد لاعبي التنس المحترفين الأسبوع الماضي أنه تم تطعيم 97 من أفضل 100 لاعب. كان الكثيرون مثل ستيفانوس تسيتسيباس، مترددين في تلقي اللقاح في البداية، لكنهم وافقوا بعد ذلك لأنهم كانوا يعلمون أن هذا هو المطلوب لمواصلة اللعب في الجولة.
وقال رافائيل نادال في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي: إن عدم التطعيم هو "نوع من الأنانية، وقد اختار ديوكوفيتش عدم القيام بذلك".
استياء في ملبورن
لكن الأسترالي أليكس دي مينور، المصنف رقم 42 في العالم، ألمح إلى الاستياء الذي يشعر به كثير من الناس في ملبورن، التي تحملت أطول إغلاق لأي مدينة في العالم.
وقال: "لقد عانى الأستراليون الكثير. ليس هناك سر في ذلك. لقد مروا بصعوبة بالغة. لقد قاموا بالكثير من العمل لحماية أنفسهم وحدودهم. عندما تأتي، مثل كل لاعب تنس آخر، إذا أردت القدوم إلى البلد، يجب أن تحصل على لقاح مزدوج. الأمر متروك له، ولخياراته، ولحكمه".
دعم "غير متوقع"
وأتى الدعم من جهة غير متوقعة، وتحديدًا من نيك كيريوس. فهو ينتقد بشدة الطريقة التي عالجت بها أستراليا قضية ديوكوفيتش.
وقال كيريوس لصحيفة "نو باوندريز بودكاست": "إنه مجرد عرض هراء. لم يعد الأمر يتعلق بالتطعيم بعد الآن. أشعر بالأسف من أجله".
وأضاف: "الطريقة التي نتعامل بها مع الأشياء محرجة للغاية. أعتقد فقط لو تعاملت أستراليا مع كوفيد بشكل أفضل، لا أعتقد أن هذه ستكون مشكلة كبيرة".
وقال كيريوس: "إن ديوكوفيتش اتصل به ليشكره على دعمه". وأضاف الأسترالي: "تخيل كيف يشعر. ربما يريد القليل من الدعم من اللاعبين الآخرين. إنه يحصل عليه مني. أنا لست الشخص الذي كان يتوقع أن يخرج في وسائل الإعلام وأن يساند ظهره".
وتابع: "إنه يشعر بالغربة، يحتاج إلى بعض الدعم من اللاعبين الآخرين".
اللاعب "الوحيد" غير الملقح
ومع ذلك، عبّر بعض اللاعبين عن انزعاجهم. وقال اللاعب البرتغالي جواو سوزا: "أنا أحترم أنه يقاتل من أجل ما يؤمن به، ويمكنني أن أتعاطف مع ما يمر به في أستراليا، لكن من الأناني بعض الشيء أن يصل إلى هنا باعتباره اللاعب الوحيد غير الملقح. من الصعب علينا نحن اللاعبين قبول ذلك".
وقالت الأسترالية سام ستوسور، بطلة الولايات المتحدة المفتوحة السابقة والتي ستلعب مباراتها الأخيرة في الفردي في بطولة أستراليا المفتوحة: "لقد كان كل شيء فوضويًا بعض الشيء".
وأملت أن يتم اتخاذ قرار أخير خلال عطلة نهاية الأسبوع، ببقائه أو رحيله. واعتبرت أنه يجب اتخاذ القرار أملًا في عدم تشويه بطولة أستراليا المفتوحة. وقالت: "إنها قصة ضخمة حول العالم. نريد أن تكون بطولة أستراليا المفتوحة من أجل الأشياء الجيدة، وليس ما أصبح عليه وضع نوفاك للأسف ".