السبت 12 أكتوبر / October 2024

ذات 17 عامًا تحدت الإصابة.. إليك قصة ميدالية الذهب للجزائرية كيليا نمور

ذات 17 عامًا تحدت الإصابة.. إليك قصة ميدالية الذهب للجزائرية كيليا نمور

شارك القصة

أكدت كيليا نمور فخرها بتمثيل بلادها الجزائر في أولمبياد باريس - غيتي
أكدت كيليا نمور فخرها بتمثيل بلادها الجزائر في أولمبياد باريس - غيتي
يفتح هذا الإنجاز غير المسبوق لكيليا نمور البالغة من العمر 17 عامًا فقط في أولمبياد باريس، بوابة للاعبات العربيات والأفارقة في هذه اللعبة.

تمكنت الرياضية الجزائرية كيليا نمور، من إهداء بلادها والعرب أول ميدالية ذهبية في الألعاب الأولمبية في باريس، وأول ميدالية للعرب والأفارقة في لعبة الجمباز بتاريخ هذه الألعاب. 

ويفتح هذا الإنجاز غير المسبوق لنمور البالغة من العمر 17 عامًا فقط، بوابة للاعبات العربيات والأفارقة في هذه اللعبة، بعد مسيرة اختارتها ابنة الجزائر، تخللتها صعوبات وعوائق عديدة، فمن هي كيليا نمور؟

البطلة المكافحة

وُلدت نمور في فرنسا عام 2006 من أب جزائري وأم فرنسية، وقفت خلف طفلتها لتدعمها في هذه الهواية التي سرعان ما تحولت إلى مسيرة احترافية، بعد أن برزت كيليا وسط زميلاتها. 

ورغم أنها متميزة في جميع فئات الجمباز الفني، تبقى مسابقة العارضتين مختلفتَي الارتفاع نقطة قوتها التي قادتها إلى دخول التاريخ في مونديال أنتويرب 2023، بعدما باتت أول إفريقية تحرز ميدالية عالمية في هذه الرياضة.

وشقّت نمور طريقها في اللعبة لتتوج بطلة لفرنسا لمسابقة الشباب وهي بسن الـ13 عامًا، قبل أن تتألق بعدها في عدة دورات أوروبية خلال عام 2019، عندما كانت تمثل فرنسا بلدها من أمها آنذاك، ويجري تصنيفها في خانة "أمل فرنسا الأولمبي" في رياضة الجمباز، والتي تمهد لدخول الألعاب الأولمبية. 

دموع فرح كيليا نمور بعد الفوز بالميدالية الذهبية
دموع فرح كيليا نمور بعد الفوز بالميدالية الذهبية- رويترز

لكن نمور لم تسر في طريق مفروشة بالورود، بل واجهت في سن صغيرة مشكلة كادت تطيح بها خارج اللعبة.

ففي العام 2021، بدأت تعاني الفتاة اليافعة من التهاب في العظم والمفاصل، واضطرت بسبب ذلك للخضوع لجراحتيْن في الركبتين، وهي لا تزال في الـ 14 من عمرها بعد تشخيصها بمرض نادر يصيب العظام ويؤثر في النمو الطبيعي، وفق ما نقل موقع "وين وين WINWIN". 

وبعد هذه العملية المؤثرة، خضعت نمور لعلاج مكثف، واستعادت بجهدها وتمارينها لياقتها، ونجحت في عام واحد باسترداد ترخيصها لمتابعة اللعبة وشغفها في السير إلى المنصات في البطولات الكبرى، لكنها واجهت معضلة أكثر تعقيدًا مع الاتحاد الفرنسي للعبة. 

الاتحاد الفرنسي يتحدى كيليا نمور

وتقول وكالة فرانس برس، إن تعنت طبيب اتحاد الجمباز الفرنسي دفع بنمور لحضن بلدها الأم عام 2022.

ورأى عائلتها أن هذه الخطوة  أُريد بها كسر مسيرة نمور الجمبازية المكافحة، لتدخل المراهقة الفتية معركة أخلاقية وقانونية طويلة في الاتحاد الفرنسي للجمباز، وفق WINWIN. 

وأمام هذا الموقف المتشدد من الاتحاد الفرنسي، لجأت نمور إلى الجزائر التي احتضنتها؛ وهي موطنها وموطن والدها المهاجر الذي ينتمي إلى ولاية جيجل، وفق ما تفيد صحيفة "الشروق" الجزائرية. 

لكن الاتحاد الفرنسي وقف بالمرصاد مجددًا في وجه تلك الرياضية العربية، حيث اعترضت فرنسا على هذا القرار مما اضطرها للابتعاد عن أجواء المنافسات لفترة عام كامل استنادًا للوائح اتحاد الجمباز المتعلقة بتغيير الجنسية الرياضية، وهو قرار إجباري للاعبي الجمباز قبل نقل الجنسية. 

وطغت إرادة نمور على كل التحديات، فاستغلت عامها هذا، حتى تتحضر جديًا وتحقق الميدالية الفضية في بطولة العالم ببلجيكا عام 2023، وعلقت حينها بالقول: "حققت هذه الميدالية من أجلي، من أجل مدربي، عائلتي، إنها من أجلي". 

جزائرية فخورة

وبعد انتقادات طالت الاتحاد الفرنسي لاستبعاده البطلة كيليا نمور، برر رئيس الاتحاد الفرنسي للعبة جيمس بلاتو، قراره بالقول: "كانت هناك مشكلة في فترة ما لأن هذه الرياضية كانت مصابة. إصابتها كانت خطيرة وكانت هناك حاجة لمراقبة تطوّرها"، مضيفًا: "فهمنا أن ناديها لا يريد أن تكون هناك هذه السيطرة، أن تكون تحت رقابة الاتحاد، لذلك فضّلوا تغيير البلد".

لكن نمور ردت بقوة على كل ذلك أمس الأحد، ملوحة بالعلم الجزائري في باريس.

وقالت في معرض ردها على إذاعة “آر آم سي” الفرنسية بشأن إذا ما كانت لا تستبعد العودة لاحقًا إلى منتخب فرنسا:"لن أتّخذ قرار العودة إلى فرنسا. مكاني مع الجزائر. أنا فخورة جدًا وسعيدة جدًا بتمثيل الجزائر".

تابع القراءة
المصادر:
وكالات - صحف جزائرية
تغطية خاصة