تعيش السويد حالة من الصدمة الأربعاء غداة أسوأ عملية قتل جماعي في تاريخها راح ضحيّتها 11 شخصًا، من بينهم منفذ الهجوم، ووقعت في مركز تعليمي للبالغين في أوربرو (وسط) مثيرة العديد من الأسئلة من دون إجابات.
وأفادت الشرطة، أن رجلًا مسلحًا قتل "حوالي 10 أشخاص" ثمّ عُثر عليه مقتولًا، فيما أفادت وسائل إعلام سويدية بأنه قتل نفسه.
والأربعاء، قالت الشرطة لوكالة فرانس برس: إن "11 شخصًا قُتلوا، بمن فيهم منفذ الهجوم".
كما أوضحت أن "دوافع إطلاق النار لم تُعرف بعد، لكن كلّ شيء يشير إلى أن الجاني تصرف بمفرده من دون أي دوافع أيديولوجية".
قتلى وإصابات في إطلاق نار بمدرسة في السويد
ويتلقى 6 أشخاص جميعهم من البالغين، العلاج في المستشفى بعد إصابتهم بالرصاص. وأفادت خدمات الصحة في المنطقة بأن 5 من بينهم هم ثلاث نساء ورجلان خضعوا لعمليات جراحية، وحالتهم "خطرة، لكن مستقرة"، أما السادس فمصاب بجروح طفيفة.
وأكدت الشرطة أن مرتكب الجريمة لم يكن معروفًا من قبلها ولا تربطه أي صلة بعصابة، في حين تشهد السويد منذ سنوات أعمال عنف بين عصابات إجرامية للسيطرة على تجارة المخدرات.
وتعتبر المدارس في السويد بمنأى نسبيًا عن العنف، إلا أن البلاد تشهد في السنوات الأخيرة حوادث إطلاق نار وانفجارات عبوات ناسفة يدوية الصنع في أحيائها تسفر عن مقتل عشرات الأشخاص كل عام.
تنكيس الأعلام
بدوره، أعلن مكتب الملك كارل السادس عشر غوستاف والحكومة تنكيس الأعلام في القصر الملكي والبرلمان والمباني الحكومية.
وقال رئيس الوزراء السويدي أولف كريسترسن في بيان الأربعاء: "اليوم ننكّس الأعلام بينما تجتمع السويد برمتها لدعم المتضررين والحداد على ما حدث".
وكان كريسترسن أكد في مؤتمر صحافي مساء الثلاثاء، أنّها "أسوأ عملية قتل جماعي" في تاريخ البلاد، وأضاف أنّ "الكثير من الأسئلة لا تزال بدون إجابات".
إلى ذلك، أفادت قناة "تي في 4" التلفزيونية بأنّ مطلق النار يبلغ 35 عامًا، وقد دهمت الشرطة منزله في أوربرو في وقت متقدّم الثلاثاء. وأشارت القناة إلى أنّ بحوزته رخصة حيازة سلاح وسجلّه الجنائي نظيف.
ونقلت صحيفة أفتونبلاديت عن أقارب له، أنّه كان منعزلًا وعاطلًا عن العمل وبعيدًا عن عائلته وأصدقائه.
السويد في حالة صدمة
ووصلت بعض العائلات صباح الأربعاء لإيصال أبنائها إلى مدارس مجاورة من المركز التعليمي حيث وقعت عملية القتل والذي أُغلق بقرار من الشرطة بالإضافة إلى مدرسة مجاورة.
وتحدثت ليف ديمير (36 عامًا) وهي موظفة عن صدمتها الأربعاء عندما علمت بإطلاق النار، إذ إن أحد أبنائها الثلاثة يتابع دروسًا رياضية في مدرسة بالقرب من مجمّع ريسبيرغسكا التعليمي المخصص لبالغين يستعدون للحصول على ما يعادل شهادة البكالوريا حيث وقعت المأساة.
وقالت لوكالة فرانس برس صباح الأربعاء: "وقفت متجمدة، مذهولة، لم أكن أعرف حقًا إلى أين أذهب". وأضافت ديمير "تشتّتت أفكاري لأنني قمت بتجهيز حقيبته الرياضية في الصباح".
وقالت تلميذة تدعى لين وتبلغ 16 عامًا وتقصد مدرسة قرب موقع الحادث، لوكالة فرانس برس: "كنت واقفة هناك أشاهد ما يحدث، وكنت بالقرب من هنا عندما رأيت جثثًا ملقاة على الأرض. لا أعرف ما إذا كانوا قتلى أم جرحى".
وأضافت بصوت مرتجف "كانت هناك دماء في كل مكان، والناس مصابون بنوبات ذعر وبكاء، والأهالي اعتراهم القلق (...) كانت هناك حالة فوضى".
وفي الأثناء، بقي الطلاب في المركز التعليمي وفي المدارس المجاورة محاصرين لمدّة ساعات قبل أن يتمّ إجلاؤهم تدريجًا.
من جهته، قال ملك السويد كارل السادس عشر غوستاف إنّه تبلّغ بنبأ إطلاق النار "بحزن وصدمة".
ووقعت العديد من الحوادث الخطيرة في مدارس في البلاد في السنوات الأخيرة، ففي مارس/ آذار 2022، طعن تلميذ يبلغ 18 عامًا معلمَين حتى الموت في مدرسة ثانوية في مدينة مالمو الجنوبية.
وقبل شهرين، أوقف شاب يبلغ 16 عامًا بعدما طعن تلميذًا وأستاذًا بسكين في مدرسة في بلدة كريستيانستاد الصغيرة المجاورة.
وفي أكتوبر/ تشرين الأول 2015، قُتل ثلاثة أشخاص بهجوم دوافعه عنصرية في مدرسة في بلدة ترولهتان في غرب البلاد على يد مهاجم يحمل سيفًا، قُتل لاحقًا برصاص الشرطة.