تبسط الحكومة اللبنانية سلطتها جنوب نهر الليطاني، كما نص اتفاق وقف إطلاق النار في لبنان، الذي دخل حيّز التنفيذ في 27 نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي.
وللاطلاع على دور قوات اليونيفيل في المنطقة، رافقت كاميرا التلفزيون العربي الكتيبة الفرنسية بقوات اليونيفيل في أداء بعض مهامها.
وقالت اليونيفيل إنها عثرت على أكثر من 225 مخبًأ للسلاح وأحالتها إلى الجيش اللبناني الذي تعامل معها.
ويحظى الجيش اللبناني بإشادات متكررة من القوات الدولية من جهة جاهزيته وسرعته والتزامه.
عمليات روتينية وتنسيق مشترك
وفي مدخل أحد الأنفاق، أوضح النقيب فلورنت الذي يقود فصيلًا بالكتيبة الفرنسية في حديث إلى التلفزيون العربي أنهم اتصلوا بالجيش اللبناني فور عثورهم في أحد المواقع على مواد وألغام مضادة للدبابات وأخرى مضادة للأفراد، وقاموا بتسليمه إياها، مشيرًا إلى تعاون وثيق مع قوات الجيش.
وعاينت كاميرا التلفزيون العربي الموقع والنقاط التي جرى تحديدها ومسحها، وعثر فيها على مدفع وذخائر، وجرى التعامل معها وإغلاقها، فيما تم تحديد مواقع أخرى ويجري التعامل معها تدريجيًا، بحسب قوات اليونيفيل.
وكذلك وثق التلفزيون العربي عثور الكتيبة الفرنسية على ثلاثة أنابيب، يرى النقيب فلورنت أنها عبارة عن قاذفات عملياتية، كانت تستخدم لوضع الذخيرة فيها وإطلاق النار باتجاه إسرائيل، مشيرًا إلى أن هذه المنطقة قد تعرضت لضربات إسرائيلية أثناء الحرب.
ورافق التلفزيون العربي دورية لعناصر الكتيبة الفرنسية على الشريط الحدودي في إحدى المهام المنوطة بها، إلى جانب مهمة المعاينة والإبلاغ والمراقبة.
وفي الطريق إلى مقر الكتيبة في بلدة دير كيفا، ظهرت قرى وقد تغيرت معالمها كليًا.
اليونيفيل تدعم الجيش اللبناني
وقال قائد الكتيبة الفرنسية العقيد فنسنت فلور: إن الوقت حان بعد الحرب لتوفير الضمانات الأمنية لجميع الأطراف، وإحداث تأثيرات استقرار في جميع أنحاء منطقة العمليات.
وأضاف فلور في حديثه إلى التلفزيون العربي: "قواتنا متحركة ورشيقة وتتحرك وفق مبادئ تكتيكية مثبتة، وهي قادرة على بذل جهود مع مرور الوقت وفي نقاط معينة، لضمان الاستقرار لمصلحة الشعب اللبناني وإلى جانب الجيش اللبناني".
وتدعم قوات اليونيفيل كما تقول الجيش اللبناني في مهمة بسط سلطة الدولة وإعادة الانتشار، وقد قطعت شوطًا كبيرًا في ذلك، بحسب تصريحات سابقة للرئيس اللبناني جوزيف عون.
وقد أكد عون أن الجيش اللبناني يسيطر على 85% من المنطقة، ويؤدي واجباته المنوطة به، ويفكك أنفاقًا، ويصادر أسلحةً.
وفي سبتمبر/ أيلول 2024، وسعت إسرائيل عدوانها على لبنان بعد قرابة عام من تبادل نار حدودي، ما أسفر عن أكثر من 4 آلاف شهيد ونحو 17 ألف جريح، إضافة إلى نزوح نحو مليون و400 ألف شخص.
ومنذ بدء سريان اتفاق وقف إطلاق النار في نوفمبر الماضي، ارتكبت إسرائيل ما لا يقل عن 2777 خرقًا له، ما خلّف 199 شهيدًا و491 جريحًا على الأقل، وفق إحصاء لوكالة الأناضول استنادًا إلى بيانات رسمية.
كما تواصل إسرائيل احتلال خمس نقاط على طول الحدود اللبنانية، في واقع يصعب مهمة حفظ الأمن وتثبيت وقف إطلاق النار.