لم تنقطع حلقة الحرب المتصلة بعد في اليمن. فقد أكّد التحالف السعودي الإماراتي بدء عملية عسكرية جديدة ردًا على هجمات الحوثيين الأخيرة التي استهدفت بالصواريخ البالستية مدينة أبو ظبي ومناطق متفرقة من السعودية.
وقال التحالف: "إن العملية العسكرية تأتي استجابة لضرورة تقتضيها حماية المدنيين من الاعتداءات الحوثية".
أهداف "مشروعة"
ويصعّد التحالف في صنعاء في عملية تستهدف أهدافًا حوثية وصفها التحالف بـ"المشروعة". ويحاول التصدي لمحاولات الحوثيين نقل معركتهم إلى خارج اليمن ويرد على تصعيدهم بتكثيف الغارات الجوية على المناطق الواقعة تحت سيطرة الحوثيين في اليمن وهو ما أدى إلى سقوط عشرات الضحايا وأوقع دمارًا وأحدث انقطاعًا واسعًا في التيار الكهربائي، كما أفاد الحوثيون.
وتزامنًا مع عودة الكهرباء والإنترنت إلى البلاد، بدأت الحملة التصعيدية الجديدة وبدأ معها هاجس المدنيين حول ما ستخلف هذه الحروب المتواصلة التي لم تنتج إلّا خرابًا ودمارًا هائلين.
وأشار مراسل "العربي" في صنعاء، خليل القاهري، إلى أن التحالف غالبًا ما يعلن بدء عملية عسكرية جديدة بعد أن يستهدف الحوثيون مناطق السعودية وأتى إعلان اليوم في هذا السياق. ولفت إلى أن التحالف يعيد شن غاراته على أهداف تم استهدافها لمرات عديدة في السابق.
ارتفاع قتلى هجوم صعدة
وقال وزير الصحة في حكومة الحوثي طه المتوكل في تصريحات نقلتها قناة المسيرة التابعة للحوثيين اليوم الثلاثاء: "إن 91 شخصًا لقوا حتهم وإن 236 شخصًا نقلوا إلى المستشفيات في نهاية عمليات الإنقاذ"، وذلك إثر الهجمات الجوية التي شنت الأسبوع الماضي على مركز احتجاز في صعدة باليمن.
وقالت الأمم المتحدة يوم السبت: "إن ما لا يقل عن 60 شخصًا لقوا حتفهم في الهجمات".
ومن جهته، قال التحالف السعودي الإماراتي والذي يقاتل الحوثيين إن المركز لم يكن مدرجًا على قوائم عدم الاستهداف المتفق عليها مع وكالات الأمم المتحدة. واتهم التحالف قوات الحوثي بنشر معلومات خاطئة غير محددة عن الهجوم.
وتصاعد القتال في الأسابيع الأخيرة مع شن عدد أكبر من الهجمات الجوية على ما يصفه التحالف بقيادة السعودية بأنها أهداف عسكرية للحوثيين. وكثفت جماعة الحوثي المتحالفة مع إيران هجماتها بالصواريخ والطائرات المسيرة على دولة الإمارات وعمليات إطلاقها عبر الحدود على السعودية.
تقدم في مأرب
في غضون ذلك، أعلنت قوات موالية للحكومة اليمنية اليوم الثلاثاء، استعادة السيطرة على مديرية في محافظة مأرب الغنية بالنفط من الحوثيين الذين يشنون حملة شرسة للسيطرة على مركز المنطقة الإستراتيجية، آخر معاقل السلطة في الشمال.
وقالت قوات "ألوية العمالقة" المدعومة من الإمارات العضو في التحالف العسكري بقيادة السعودية، في بيان: "تم تحرير مركز مديرية حريب المتداخلة مع مديرية عين" في محافظة شبوة المجاورة.
وأضافت أن استعادة السيطرة على المديرية يسمح بـ"تأمين مديرية عين بشكل خاص ومحافظة شبوة بشكل عام"، موجّهة الشكر للتحالف "على إسنادهم لعملياتنا في شبوة والتي تكللت بالنجاح الكامل".
وحثت الأمم المتحدة على التهدئة في الحرب المستمرة منذ ما يقرب من سبع سنوات والتي أدت إلى سقوط أكثر من 100 ألف قتيل وتشريد أربعة ملايين نسمة. وأصبح ملايين اليمنيين على شفا المجاعة.
وتدخل التحالف في اليمن في مارس/ آذار 2015 بعد أن أطاح الحوثيون بالحكومة المعترف بها دوليًا من السلطة في العاصمة صنعاء. وتقول الجماعة إنها تحارب نظامًا فاسدًا وعدوانًا أجنبيًا.