بعد اجتماع ليومين، خرج المجلس المركزي لـ"منظمة التحرير الفلسطينية" بقرار استحداث منصب نائب رئيس اللجنة التنفيذية للمنظمة.
وعلى الرغم من أنّ الهدف الرئيس للاجتماع هو استحداث المنصب المذكور، فإن المركزي بعث أيضًا برسائل لحركة المقاومة الإسلامية "حماس" وآخرين، حيث قال في بيانه الختامي إنّ قرار السلم والحرب والمفاوضات "ليس شأن فصيل أو حزب، بل شأنًا وطنيًا عامًا".
كما رحّب المجلس المركزي بتكليف الرئيس الفلسطيني محمود عباس للجنتين التنفيذية والمركزية بالاستمرار في الحوار الوطني من أجل الوصول لوحدة الأرض والشعب.
لكنّ دعوة الحوار الوطني تبدو نظرية وخارج السياق، بالنظر إلى ما شهده المجلس المركزي من هجوم وجّهه الرئيس الفلسطيني لحركة "حماس"، حيث أثار جدلًا وغضبًا كبيرين.
انسحابات ومقاطعة
وشهد المركزي انسحاب كل من "الجبهة الديمقراطية"، و"حزب الشعب"، ومقاطعة "الجبهة الشعبية"، مع استبعاد "حركة المبادرة الوطنية"، ما عكس حجم الفجوات والانقسامات داخل منظمة التحرير.
من جهتها، اعتبرت حركة "حماس" في بيان، أنّ اجتماع المركزي جاء بعد أكثر من عام ونصف على اندلاع الحرب على غزة، وبشكل ناقص لا يُعبّر عن الإجماع الوطني، ولا يشمل جميع مكونات الشعب الفلسطيني.
كما دعت "حماس" إلى تفعيل القرارات السابقة للمجلس المركزي وتفعيل منظمة التحرير وإعادة بنائها على أسس الشراكة والتمثيل الحقيقي، مطالبة السلطة الفلسطينية بوقف التنسيق الأمني وتصعيد المقاومة الشعبية والسياسية ضد الاحتلال الإسرائيلي ومشاريعه التهويدية والاستيطانية.
وفي حين، يروّج قادة بالسلطة لاستحداث منصب نائب رئيس اللجنة التنفيذية، كخطوة هادفة إلى تجديد منظمة "التحرير"، تراها قوى سياسية معارضة مجرد مناورة سياسية.
"شأن فلسطيني بحت"
وفي هذا الإطار، أوضح منير الجاغوب المستشار في وزارة الخارجية الفلسطينية، أنّ اجتماع المركزي لطالما انعقد في الأوقات الهامّة، مشيرًا إلى أنّ المجلس لم يجتمع لمناقشة الحرب على غزة، لكنّ اللجنة التنفيذية واللجنة المركزية لحركة "فتح" تعقد اجتماعات دائمة حول هذا الملف.
وقال الجاغوب في حديث إلى "التلفزيون العربي" من رام الله، إنّ قرار استحداث منصب نائب رئيس دولة فلسطين يأتي في ظل حصول فلسطين على منصب دولة مراقب في الأمم المتحدة وحاجتها إلى مثل هذا التعيين.
ورأى أنّ الموضوع هو شأن فلسطيني بحت، تقاطع مع بعض الأفكار التي طرحتها بعض الدول العربية.
"اجتماع لتكييف موقف سياسي معيّن"
بدوره، اعتبر مأمون أبو عامر الباحث والكاتب السياسي أنّ اجتماع المجلس مهم، لكنّ اعتبار أنّ الهدف الذي انعقد لأجله هو أهم قضية للشعب الفلسطيني منذ أكثر من 30 عامًا هو كارثة ومصيبة.
وقال أبو عامر في حديث إلى "التلفزيون العربي" من اسطنبول، إنّ المجلس لم ينعقد رغم مرور تحوّلات مهمّة شهدتها الأراضي الفلسطينية من الانتفاضة إلى المذبحة بحقّ الشعب الفلسطيني في قطاع غزة.
وأكد أنّه يجب أن تتمّ إعادة النظر في دور منظمة التحرير الفلسطينية، مضيفًا أنّ انسحاب وغياب شركاء أساسيين في منظمة التحرير الفلسطينية، يطرح تساؤلات حول ما إذا كانت قرارات المجلس وطنية أم مرتبطة بفصيل معيّن يُسيطر على منظمة التحرير.
واعتبر أنّ الاجتماع لم يأت من أجل مصلحة فلسطينية عامة، بل لتكييف موقف سياسي معيّن.