السبت 22 مارس / مارس 2025
Close

رسالة تحذيرية من حماس لإسرائيل.. ما مصير اتفاق وقف النار في غزة؟

رسالة تحذيرية من حماس لإسرائيل.. ما مصير اتفاق وقف النار في غزة؟

شارك القصة

 قالت رئاسة الوزراء الإسرائيلية إن بيان حماس يعد تصعيدًا خطيرًا - الأناضول
قالت رئاسة الوزراء الإسرائيلية إن بيان حماس بشأن تأجيل الإفراج عن الأسرى يعد تصعيدًا خطيرًا - الأناضول
الخط
حمّل الناطق باسم حماس عبد اللطيف القانوع في حديث للتلفزيون العربي مسؤولية تأجيل إطلاق الأسرى لنتنياهو ودعا الوسطاء إلى الضغط على الاحتلال.

أعلن الناطق باسم كتائب القسام أبو عبيدة تأجيل تسليم الأسرى الإسرائيليين الذين كان من المقرر الإفراج عنهم يوم السبت المقبل، حتى إشعار آخر، وإلى حين التزام الاحتلال باتفاق التهدئة وتعويض استحقاق الأسابيع الماضية بأثر رجعي.

وأوضح أبو عبيدة أن القرار جاء بعد انتهاكات الاحتلال وعدم التزامه خلال الأسابيع الثلاثة الماضية ببنود اتفاق التهدئة خلافًا لالتزام المقاومة بجميع بنوده.

بدوره، حمّل الناطق باسم حركة حماس عبد اللطيف القانوع في حديث للتلفزيون العربي مسؤولية القرار لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ودعا الوسطاء إلى الضغط على الاحتلال لتنفيذ الاتفاق.

ولفتت حماس في بيان إلى أن تأجيل إطلاق الأسرى رسالة تحذيرية للاحتلال وللضغط باتجاه الالتزام الدقيق ببنود الاتفاق.

وفي أول رد فعل رسمي إسرائيلي، قالت رئاسة الوزراء الإسرائيلية إن بيان حماس يعد تصعيدًا خطيرًا.

من جهته، رأى وزير الأمن يسرائيل كاتس أن الإعلان يعد خرقًا كاملًا لاتفاق وقف إطلاق النار، وأشار إلى أنه أصدر تعليمات للجيش بالاستعداد بأقصى درجات التأهب لكل السيناريوهات الممكنة.

في المقابل، أصدرت هيئة عائلات الأسرى والمحتجزين الإسرائيليين بيانًا طالبت فيه حكومة بنيامين نتنياهو بالامتناع عن أي إجراءات تعرض تنفيذ الاتفاق الموقع  للخطر، كما طالبت الوسطاء بالمساعدة العاجلة من أجل التوصل إلى حل فوري يعيد الصفقة إلى مسارها.

ولم تكن هذه التطورات مفاجئة بالنظر إلى حديث حركة حماس خلال الأسابيع الماضية عن خرق الاحتلال المستمر لوقف إطلاق النار لاسيما البروتوكول الإنساني وتأثير ذلك على سير الاتفاق. 

كما تزامن ذلك كله مع تحذير أوساط إسرائيلية عدة من سعي نتنياهو الحثيث لنسف اتفاق وقف إطلاق النار عبر أساليب عدة أبرزها تأجيل بدء مفاوضات المرحلة الثانية ووضع شروط صعبة ومعقدة على حماس، وتحديدًا فيما يتعلق بالمرحلة الثانية من الاتفاق.

"اتفاق وقف النار لم يسقط"

وفي هذا الإطار، قال الدكتور حسام الدجني، الأكاديمي والباحث السياسي، إن "اتفاق وقف إطلاق النار ما يزال قائمًا ويمكن للوسطاء تكثيف التحركات للمضي بتنفيذ المرحلة الأولى".

وأضاف الدجني، في حديث للتلفزيون العربي من القاهرة أن تحذير حماس هو لدفع إسرائيل لتطبيق بنود الاتفاق، مشيرًا إلى أن "زيارة نتنياهو إلى واشنطن وحديث ترمب عن ضوء أخضر لإسرائيل يشي بمحاولة استغلال ثغرات لإطالة المرحلة الأولى لأن نتنياهو يخشى أن يذهب إلى المرحلة الثانية".

ولفت إلى أن "الوضع الإنساني في غزة سيئ ولا يتم إدخال المواد الأساسية ولا معدات طبية ولا محاليل للمشافي لها".

واعتبر الدجني أن "حماس تريد ضبط إيقاع هذا الاتفاق والتزام إسرائيل بكل بنوده وخاصة الواردة في المرحلة الأولى وإدخال المساعدات لغزة".

الحكم على سقوط الاتفاق سابق لأوانه

بدوره رأى الباحث في الشأن الإسرائيلي، أنطوان شلحت، أنه "على المستوى الإسرائيلي لا تشي المعطيات بسقوط اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، في وقت هناك من ينظر إلى نتنياهو على أنه هو الذي يحاول نسف الاتفاق عقب اللقاء مع ترمب في واشنطن".

وأضاف في حديث إلى التلفزيون العربي من عكا، أن "المشهد في بداية أزمة ومن السابق لأوانه الحكم على سقوط الاتفاق بغزة".

ولفت شلحت، إلى أن "نتنياهو يحاول الهروب إلى الأمام عبر تخريب المرحلة الثانية من خلال اقتراح تمديد المرحلة الأولى والتي ستمنح عمرًا أطول للائتلاف الحكومي".

وختم بالقول: "الرسالة التي ترسلها حماس تعبّر عن فائض من الثقة بالنفس بحركة المقاومة وتقول إن الخرق الإسرائيلي للاتفاق لن يمر، وللتأكيد للعالم أن نتنياهو هو من خرق الاتفاق في محاولة لاستئناف الحرب على غزة".

ضغوط شعبية على القيادة الإسرائيلية

من جانبه، اعتبر ريتشارد شمايرر، الدبلوماسي الأميركي السابق، أن "ترمب ملتزم باستمرار وقف إطلاق النار وخاصة أن هناك خمسة أيام تفصلنا عن السبت موعد الإفراج عن الأسرى".

وقرأ شمايرر في حديث للتلفزيون العربي تأجيل عملية تسليم الأسرى الإسرائيليين على أنها "محاولة ضغط من حماس وإعطاء الوسطاء وقتًا للتعامل مع المشاكل التي أشارت إليها الحركة من عدم التزام إسرائيل ببنود المرحلة الأولى".

ونوه شمايرر إلى أن "القيادة الإسرائيلية ستتلقى ضغطًا من الشارع الإسرائيلي، إضافة إلى الضغط من ترمب لسحب قواتها من بعض مناطق غزة".

وأردف: "في الأيام القادمة سنرى ضغطًا لدفع إسرائيل للالتزام ببنود الاتفاق وعودة النازحين إلى بيوتهم وسيكون هناك حل قبل يوم السبت القادم".

وبيّن شمايرر أن "نتنياهو يواجه تحديات للمضي قدمًا بالمرحلة الثانية من قبل تحالفه الحكومي، وبالتالي يجب الانتظار لأيام لمعرفة الموقف الإسرائيلي من الاتفاق".

تابع القراءة

المصادر

التلفزيون العربي