الخميس 25 أبريل / أبريل 2024

"رسالة خاطئة".. الصين تستنكر تصريحات بايدن حول الدفاع عن تايوان

"رسالة خاطئة".. الصين تستنكر تصريحات بايدن حول الدفاع عن تايوان

Changed

نافذة إخبارية سابقة حول تأكيد بايدن أن بلاده ستدافع عن تايوان (الصورة: غيتي)
تعتبر الصين أن تايوان البالغ عدد سكانها نحو 23 مليون نسمة جزء من أراضيها لم تتمكن من ضمه منذ نهاية الحرب الأهلية الصينية عام 1949.

اعتبرت الصين الإثنين تأكيد الرئيس الأميركي جو بايدن، على دفاع بلاده عن تايوان في حال تعرضها لغزو صيني، "انتهاكًا خطرًا" لتعهدات واشنطن تجاه بكين.

وأوضحت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية ماو نينغ للصحافيين، أن تصريحات بايدن "توجه رسالة خاطئة وخطرة إلى القوى الانفصالية الناشطة من أجل استقلال تايوان".

وأضافت ماو نينغ: "إنه انتهاك خطر لالتزام مهم قطعته الولايات المتحدة بعدم تأييد استقلال تايوان".

وقالت ماو الإثنين: "إننا على استعداد لبذل ما أمكن من جهود صادقة سعيًا لإيجاد الظروف المناسبة لإعادة توحيد سلمية".

وتابعت: "في الوقت نفسه، لن نقبل إطلاقًا بأي أنشطة تهدف إلى تقسيم البلد ونحتفظ بخيار اتخاذ كل التدابير الضرورية".

الدفاع عن تايوان

وكان الرئيس الأميركي قد رد على سؤال خلال مقابلة عبر محطة "سي بي إس"، عما إذا كان "الأميركيون سيدافعون عن تايوان في حال حدوث غزو صيني"، قائلَا "نعم، إذا حصل هجوم غير مسبوق".

وشدد الرئيس الأميركي خلال المقابلة على أنه "لا يشجع" الجزيرة على إعلان استقلالها الرسمي، ومضى يقول: "هذا القرار يعود لهم".

وحينها، وصف المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية وانغ وين بين هذه التصريحات بـ"الخاطئة"، معتبرًا أنها تؤثر على العلاقات الصينية الأميركية، ومؤكدًا أن قضية تايوان هي شأن داخلي صيني ولن يسمح لأي قوى خارجية بالتدخل فيه.

لكن متحدثًا باسم البيت الأبيض أكد، مساء الأحد أن سياسة الولايات المتحدة تجاه تايوان "لم تتغير".

وتعتبر الصين أن تايوان البالغ عدد سكانها نحو 23 مليون نسمة جزء من أراضيها لم تتمكن من ضمه منذ نهاية الحرب الأهلية الصينية في عام 1949.

وخلال سبعة عقود، لم يتمكن الجيش الشيوعي من احتلال الجزيرة التي ظلت تحت سيطرة جمهورية الصين، أي النظام الذي كان يحكم الصين القارية، ولم يعد قائمًا الآن سوى في تايوان.

تدريبات عسكرية

وسبق لبايدن أن أثار غضب بكين عندما أكد في نهاية مايو/ أيار الماضي، أن الولايات المتحدة ستتدخل عسكريًا دعمًا لتايوان في حال حصول غزو من الصين. وتراجع لاحقًا عن تصريحه، مؤكدًا تمسكه بـ"الغموض الإستراتيجي".

وتبعت ذلك، خطوة أثارت غضب بكين، تمثلت بزيارة رئيسة مجلس النواب الأميركي نانسي بيلوسي مطلع شهر أغسطس/آب الماضي، إلى تايوان.

ودفع ذلك بكين، إلى إطلاق أكبر تدريبات عسكرية في تاريخها حول الجزيرة، فضلًا عن القيام باستفزازات متعددة خلال الأسابيع الماضية.

ومن خلال ثلاثة إعلانات مشتركة موقعة في 1972 و1979 و1982، تعهدت الولايات المتحدة بالاعتراف بحكومة بكين باعتبارها الممثل الشرعي الوحيد للصين.

كما أن واشنطن "تعترف بالموقف الصيني القائل بوجود صين واحدة وأن تايوان جزء من الصين"، بحسب نص إعلان العام 1982 المنشور على الموقع الإلكتروني للسفارة الصينية في الولايات المتحدة.

ترحيب تايواني

على الجانب التايواني، رحبت وزارة الخارجية بتصريحات جو بايدن الإثنين وأعربت له عن "خالص امتنانها".

وأفادت الخارجية التايوانية في بيان أنها "في مواجهة التوسع العسكري الصيني والأعمال الاستفزازية، ستواصل تعزيز قدراتها في الدفاع عن النفس".

وكان بايدن قد قال في نهاية أيار/ مايو الماضي إن الولايات المتحدة ستتدخل عسكريا لدعم تايوان في حالة الغزو الصيني، قبل أن يتراجع مؤكداً تمسكه بسياسية "الغموض الاستراتيجي".

وهذه السياسة الغامضة تحكم سياسة واشنطن حيال تايوان منذ عقود وتقوم على امتناع الولايات المتحدة عن القول، ما إذا كانت ستتدخل عسكريًا من عدمه للدفاع عن تايوان في حال تعرضت للغزو.

وسمح هذا الموقف بالمحافظة على استقرار نسبي في المنطقة.

وازداد التقارب بين الولايات المتحدة وتايوان في السنوات الأخيرة. وقد ساهم ذلك في توتر العلاقات بين بكين وواشنطن التي وصلت الآن إلى أدنى مستوياتها منذ عقود.

دعم عسكري أميركي

والأربعاء، خطا مشروع قانون ينص على مساعدة عسكرية أولى مباشرة من الولايات المتحدة لتايوان خطوة أساسية في الكونغرس الأميركي.

وكانت واشنطن قد أعلنت قبل أيام عن صفقة بيع أسلحة لتايبيه بقيمة 1,1 مليار دولار.

ورغم ذلك، فإن بكين تمارس ضغوطًا اقتصادية ودبلوماسية وعسكرية متزايدة على تايبيه، منذ وصول الرئيسة التايوانية الحالية تساي إنغ وين إلى السلطة عام 2016، وهي تنتمي إلى حزب مؤيد للاستقلال.

ومنذ عام 1979، تعترف الولايات المتحدة بحكومة صينية واحدة فقط، وهي حكومة بكين.

لكنها تواصل تقديم دعم للسلطات التايوانية، لا سيما من خلال مبيعات الأسلحة الكبيرة.

المصادر:
العربي - أ ف ب

شارك القصة

تابع القراءة
Close