رسوم ترمب الجمركية تهز الأسواق.. كيف أثرت على الدولار والذهب؟

تسبب إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترمب عن رسوم جمركية مرتفعة ضد شركاء تجاريين رئيسيين بخضة في الأسواق، دفعت المستثمرين للبحث عن الملاذات الآمنة. 

فقد سجل الذهب مستوى قياسيًا مرتفعًا وسط اندفاع المستثمرين نحو أصول الملاذ الآمن عند 3167.57 دولار، قبل أن يتراجع في المعاملات الفورية بنسبة 0.4% إلى 3122.1 دولار للأونصة بحلول الساعة 7:10 بتوقيت غرينتش. ولاحقًا، ذكرت وكالة رويترز أن الذهب هبط في المعاملات الفورية 0.94% إلى 3103.22 دولار للأوقية.

وقد فقدت العقود الأميركية الآجلة للذهب 0.7% إلى 3145 دولارًا.

وأعلن ترمب أمس الأربعاء، أنه سيفرض رسومًا جمركية أساسية بـ10% على جميع الواردات إلى الولايات المتحدة ورسومًا جمركية أعلى على عشرات الدول من بينها عدد من أكبر الشركاء التجاريين للولايات المتحدة، مما يفاقم حربًا تجارية تهز الأسواق العالمية بالفعل.

وقال البيت الأبيض في ورقة حقائق إن الرسوم الجمركية المضادة لا تنطبق على سلع معينة منها الذهب والطاقة و"معادن غير موجودة في الولايات المتحدة". 

تراجع الدولار وصعود اليورو

واليوم الخميس، تراجع الدولار على نطاق واسع بينما صعد اليورو بعد أن أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترمب عن الرسوم الجمركية الجديدة.  

وتراجع الدولار الأسترالي سريع التأثر بالمخاطر 0.5% إلى 0.6268 دولار أميركي، في حين انخفض الدولار النيوزيلندي 0.26% إلى 0.5730 دولار.

ودفعت الرسوم الجديدة المستثمرين إلى البحث عن حماية في الملاذات الآمنة التقليدية مثل الين الياباني والفرنك السويسري. وارتفع الين الياباني بنحو 1% إلى 147.99 مقابل الدولار، كما زاد الفرنك السويسري إلى 0.8787 للدولار.

وصعد اليورو عقب إعلانات الرسوم الجمركية ووصل ارتفاعه في أحدث التعاملات إلى 0.43% عند 1.0875 دولار أميركي في ساعات التداول المبكرة في آسيا. وارتفع الجنيه الإسترليني 0.28% إلى 1.3047 دولار.

تراجع الأسهم الأوروبية 

إلى ذلك، تراجعت الأسهم الأوروبية اليوم الخميس إلى أدنى مستوى في شهرين وشهدت السوق الألمانية الحساسة حيال التغيرات التجارية أكبر تراجع مع فرض رسوم جمركية أميركية جديدة. 

وهبط المؤشر ستوكس 600 الأوروبي 1.7% بحلول الساعة 07:12 بتوقيت غرينتش. ونزلت الأسهم الألمانية 2.4% بما شكل أكبر نسبة هبوط اليوم الخميس بين الأسواق الأوروبية.

ونزلت العقود الآجلة في وول ستريت 3.1% في وقت تخلص فيه مستثمرون من أصول المخاطرة لصالح أصول ملاذ آمن مثل السندات والذهب.

كذلك هبطت البنوك في منطقة اليورو، وهي شديدة التأثر بتوقعات النمو الاقتصادي، 3.1% في وقت كثف فيه المتعاملون الرهانات على خفض البنك المركزي الأوروبي لأسعار الفائدة رغم أن الحرب التجارية تهدد بتأجيج التضخم.

كما هبط مؤشرا إيطاليا وإسبانيا المدرج عليهما الكثير من البنوك الكبرى بنسبة 1.7% و1.4%على التوالي.

وفي المقابل، تمكّنت القطاعات البعيدة عن المخاطرة مثل المرافق والأغذية والمشروبات والعقارات والرعاية الصحية من تحقيق بعض المكاسب.

انخفاض مؤشر نيكي الياباني

وفي آسيا، انخفض المؤشر نيكي الياباني إلى أدنى مستوى في ثمانية أشهر اليوم الخميس بما وصل إلى 4.6% في التعاملات المبكرة. 

كما سجل قطاع البنوك أسوأ أداء بين مؤشرات القطاعات الفرعية المدرجة في بورصة طوكيو وعددها إجمالًا 33 قطاعًا، إذ انخفض 7.2%، بعد أن أدى انخفاض حاد في عوائد السندات إلى تدهور توقعات الدخل من الإقراض والاستثمار.

وانخفض المؤشر الفرعي لشركات صناعة السيارات في بورصة طوكيو 4.5%، مع تراجع سهم تويوتا موتور 5.2%. 

وأثار التأثير المحتمل للرسوم الجمركية على النمو المحلي والعالمي، تكهنات بأن بنك اليابان المركزي قد يضطر إلى تأجيل أي زيادات أخرى في أسعار الفائدة.

وتفاقم الرسوم الجديدة من حدة الحرب التجارية التي بدأها ترمب لدى عودته إلى البيت الأبيض وهزت الأسواق، وسط تصاعد المخاوف من أن حربًا تجارية شاملة قد تؤدي إلى تباطؤ حاد في الاقتصاد العالمي.